أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-12
1024
التاريخ: 20-6-2016
7651
التاريخ: 24-2-2016
1769
التاريخ: 19-7-2016
3334
|
موازنة الكربون بانشاء الغابات
إن الأراضي الزراعية والغابات كما يصنفها الماء هي إحدى الوسائل الناجحة لإعادة توازن كربون الأرض، فالغابات والنباتات الخضراء هي بالوعة الكربون وإليها وحدها يعود امتصاص الكربون من الغلاف الجوي بكميات هائلة.
وهنا يمكن أن نفهم الدور التوازني الذي تلعبه الغابة، فبالرغم من أنها من المتضررين جراء ظاهرة الدفيئة الزجاجية إلا أنها تقوم بامتصاص نسبة كبيرة من غاز الكربون بالجو محدثة بذلك توازن ديناميكي في نسبة الغازات الموجودة في الغلاف الجوي، ولهذا السبب إضافة إلى أسباب اقتصادية أخرى ركز العالم على التوسع في زراعة الغابات وصيانتها وحمايتها. لذلك اتجهت الدراسات العلمية إلى الغابات وقدرت ساندرا بوستل من معهد مراقبة البيئة العالمية إمكانية مساحة 130 مليون هكتار من الغابات لامتصاص 660 مليون طن من الكربون كل عام وأطلق على الاقتراح اسم (بنك الكربون) حيث تستطيع هذه المساحة من الغابات والتي تعادل ضعف مساحة فرنسا أن تمتص هذه الكميات الهائلة من الكربون لمدة ثلاثين سنة لحين نضج أشجار الغابة، وهذه المساحة من الغابات إضافة لامتصاصها الكربون فإنها تؤمن احتياجات العالم الثالث من الخشب ويمكنها أن تعيد الأراضي المتدهورة إلى حالتها الطبيعية. ويجعل سبب التوسع في إنتاجية الغابات وصيانتها إلى ارتفاع حرارة الأرض بسبب غازات الدفيئة الزجاجية.
ويعتبر أعظم المشروعات التطبيقية في هذا المجال ذلك الذي طبق في غواتيمالا لامتصاص وموازنة 387 ألف طن من الكربون ينتظر أن تنطلق سنويا من محطة طاقة تدار بالفحم، لذلك تقرر زراعة 12 ألف هكتار بالأشجار وزراعة 60 ألف هكتار أخرى بالغابات المحصولية (والتي تجمع بين الغابات والمحاصيل الزراعية المحصودة) وتبلغ تكلفة المشروع 3,16 مليون دولار، تشترك فيه 40 ألف أسرة ترعى نحو 52 مليون شجرة تقريبا.
لقد أقر علماء البيئة والمناخ برخص وفعالية هذه التكنولوجيا الحيوية والتي ليس بمقدورها موازنة جميع الانبعاثات الغازية ولكن عمليا ومقارنة مع طرق أخرى تعتبر الأرخص والأكثر فاعلية حيث يقدر مخططو المشاريع الغاباتية أن التكلفة السنوية المتوقعة تقل عن 3 دولارات سنويا لموازنة وامتصاص طن واحد من الكربون وفي تقديرات أخرى وصلت إلى 16 دولار لكل طن من الكربون يمكن تفاديه.
ويمكن تخفيض التكاليف عندما تقوم البلدان بمشاريع مماثلة فلا تحتاج إلى شراء الأراضي. وهناك الكثير من الأسر التي ستساهم في مشروع التقنية الخضراء لامتصاص الكربون من خلال خدمتها الذاتية في حقول تعود ملكيتها لهم ونفعها العام للمناخ والبيئة. إن مشروع استزراع الغابات لا يوفر للبيئة توازن الكربون فحسب، بل يوفر لها كميات إضافية من الأكسجين النقي التي تنطلق من الأشجار بحسب كفاءتها كما يوفر للسكان مصادر رزق وفرص عمل أخرى. ويمكن تطبيق مشروع غواتيمالا في بلدان أخرى، ويشابه هذا المشروع تقريبا مشروع الحزام الأخضر الكويتي واقتراح زرع مليون نخلة في الكويت فمن شأن مشروع الحزام الأخضر ومشروع المليون نخلة أن يوازن كميات كبيرة من الكربون المنطلق إلى الجو.
إن تفاؤل العلماء بالغابة والأشجار لا يقف عند حد معين، ولكن زراعة هذه الأعداد وهذه المساحات بالأشجار تتطلب مساندة جميع الجهات الحكومية والأهلية بشكل خاص لخدمة أشجار الغابة والمحافظة عليها حيث أصبحت التقنية الحيوية الخضراء هي الحل الأمثل لمواجهة الكميات المتزايدة من الغازات، وهذا ما يتطلب البحث عن الأراضي الكافية لاستزراعها وجمع الأموال اللازمة وحشد طاقة المؤسسات التنموية المختلفة لإنجاح هذا العمل، وتعبئة جهود المؤسسات الاجتماعية للمشاركة في تنمية التقنية الخضراء؛ لأن الأمر واقع في مأزق خطير خاصة بعد فشل مساعي مؤتمر تغير المناخ العالمي والذي عقد في هولندا في نوفمبر من سنة 2000، فالشواهد توحي أن معدل إزالة الغابات يتسارع وسوف تزداد كميات الكربون المنطلقة إلى الجو في المستقبل القريب جدا ما لم تحدث تغيرات إيجابية تحد من هذا التزايد.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|