أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015
![]()
التاريخ: 13-08-2015
![]()
التاريخ: 25-06-2015
![]()
التاريخ: 30-9-2019
![]() |
«صاعقة من صواعق الهجاء» و يقول ابن عبد الملك المراكشي: «كان شاعرا مفلقا ذاكرا للآداب و التواريخ أحد بواقع (1)الدهر، بذيء اللسان مقذع الأهاجي» . و أنه كان أحد من مدحوا المنصور يعقوب الموحدي بعد قفوله من غزوة الأرك المظفرة سنة 5٩١ و قد وقعت قصيدته من المنصور موقع استحسان، و أنشدنا منها قطعة هناك، و يذكر ابن عبد الملك المراكشي أنه وفد على المستنصر الموحدي (6١٠-6٢٠ ه) بمراكش مادحا له و متظلما من واليه المجريطي على مرسية لضربه بالسياط لما بلغه من هجائه له، و تبرأ للمستنصر مما نسب إليه من ذلك، فأمر بتمكينه من الوالي و تحكيمه فيه حتى ينتصف منه، غير أن ابن حزمون لم يكد يصل إلى الأندلس حتى توفي المستنصر فلم يتم له أمله من القصاص من الوالي و اشتدّ أسفه.
و يبدو أنه عاش فترة غير قصيرة بعد وفاة المستنصر. و له مرثية رائعة لقائد الأعنة بمرسية سنعرض لها في غير هذا الموضع، و جرّه هجاؤه إلى التعرض لأحد قواد الأندلس، و اسمه محمد بن عيسى، بهجاء لاذع، زاعما أنه فرّ في إحدى المواقع مع النصارى قائلا:
يودّ بأن لو كان في بطن أمّه جنينا و لم يسمع حديثا عن الغزو
ثقيل و لكن عقله مثل ريشة تطير بها الأرواح في مهمه دوّ (2)
تميل بشدقيه إلى الأرض لحية تظنّ بها ماء يفرّغ من دلو
و قد حدّثوا عنه بكلّ نقيصة و لكنّ مثلى لا يروّى و لا يروى
و هو تجنّ على هذا القائد الذي كان مشهورا في قومه بالشجاعة و النجدة، و يبدو أنه بدر منه ما أسخطه عليه، فمضى يصفه بالجبن، و هو بريء منه، و بثقل الروح و خفة العقل و ضخم اللحية التي لا تزال تميل بشدقيه السائلين إلى الأرض. و هي مبالغة في هجاء مقذع كان حريا به أن ينحيه عن مثل هذا الفارس الشجاع. و حين وفد على المستنصر رأى أن يلتقي بالوزير الموحدي أبي سعيد بن جامع، فقصد داره و كان لها بابان، فوقف بأحدهما ينتظر لقاءه، فقيل له إنه خرج من الباب الآخر، فأنشد:
نعوذ باللّه من وجد و من بين و من وقوف على دار ببابين
و من زيارة أرباب بلا عدد لا يملكون حياتي لا و لا حيني (3)
إني وجدتهم لما رجوتهم كالرّيح تطلبها ما بين كفّين
و كان أبو سعيد بن جامع أديبا و غيثا مدرارا و ممدّحا للشعراء، و لكنها نزعة الهجاء في ابن حزمون إذ جعلته يهجو متسرعا لأول بادرة ممن يستحقون منه المديح و الإطراء. و بلغ من تعلقه بهذا الفن أن هجا نفسه، و كأنما أراد أن يقتصّ منها لكل من رماه بسهام هجائه، فقال:
تأمّلت في المرآة وجهى فخلته كوجه عجوز قد أشارت إلى الّلهو
إذا شئت أن تهجو تأمّل خليقتى فإنّ بها ما قد أردت من الهجو
كأنّ على الأزرار منى عورة تنادى الورى غضّوا و لا تنظروا نحوى
فلو كنت مما تنبت الأرض لم أكن من الّرائق الباهي و لا الطيّب الحلو
و في الحق أنه كانت في ابن حزمون مرارة كثيرة، و ربما كانت هي التي دفعته إلى أن يسلك طريقة ابن حجاج البغدادي الماجنة المفحشة في كثير من شعره، و كان وشاحا مجيدا و دفعته نزعته الماجنة إلى أن لا يدع موشحة تجري على ألسنة الناس-كما يقول صاحب المعجب-إلا نظم في عروضها و رويها موشحة ماجنة مكثرا فيها من الفحش.
و ينهى المراكشي حديثه عنه بقوله: «و نال ابن حزمون عند قضاة المغرب و عماله و ولاته جاها و ثروة خوفا من لسانه» و بعبارة أخرى خوفا من هجائه البذيء المقذع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) بواقع جمع باقعة: داهية.
2) الأرواح: الرياح. مهمه: مفازة. دوّ: واسع.
3) حينى: هلاكى و موتى.
![]() |
|
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
![]() |
|
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
![]() |
|
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|