أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016
3626
التاريخ: 12-08-2015
2338
التاريخ: 24-3-2016
2722
التاريخ: 26-06-2015
2316
|
هو أبو عبد اللّه محمد بن عامر البزلياني المالقي، و بزليانة من قرى مالقة، و كانت مالقة تتبع غرناطة و كانت إمارة الإقليم في عصر أمراء الطوائف لبني زيري المغاربة، و أول من تولاها منهم زاوى حتى سنة 4١٠ و تولاها بعده ابن أخيه حبوس بن ماكسن بن زيري، و طمحت نفس البزلياني للعمل في الدواوين بغرناطة و سبقت شهرته بإحسان الكتابة إليها فاستكتبه أميرها حبوس و أصبح رئيسا لديوانه و كتابه. و عمل بعده مع ابنه باديس (4٢٩-465 ه) و كانت فيه قسوة و جفوة، فرأى التحول عنه و عن دواوينه، و يقول صاحب الذخيرة إنه «ممن أدار الملوك و دبرها، و طوى الممالك و نشرها» و إنه تقلب في البلاد، و انتهى به المطاف إلى المعتضد بن عباد سنة 44٣ فألحقه بدواوينه، و وصله بابنه إسماعيل، و ما تدخل سنة 445 حتى يأمر المعتضد ابنه إسماعيل بغزو قرطبة، و لم يكن البزلياني-كما سنرى-يرتضى سياسة المعتضد في غزو جيرانه، بينما يرضخ خاضعا لنصارى الشمال، و أغوى إسماعيل بمخالفة رأي أبيه، و خوّفه من إسراع باديس أمير غرناطة بنجدة بني جهور في قرطبة، فيقع بين فكّي أسدين يمضغانه. و كان المعتضد أبوه يعامله بقسوة و فظاظة فرأى أن ينصرف من طريقه بجيشه إذ تعاظمه الهجوم على قرطبة مع قرب حلي أمرائها باديس أمير غرناطة منهم كما ذكرنا. و يقال إن البزلياني مضى في استغوائه له و إنه أشار عليه بهربه من أبيه و دبّره، و تطورت الظروف، فقتل المعتضد البزلياني لما وقر في نفسه من أنه هو الذي أغواه، و قتل بعده ابنه. هكذا يقول الرواة و نظن ظنا أن المعتضد استدرج البزلياني للعمل في دواوينه، و هو يبيّت له هذا المصير المحتوم، لما عرف عنه من إنحائه على أمراء الطوائف باللوم-في رسائله-منذ كان عند حبوس-على سياستهم و حربهم بعضهم لبعض و استعانتهم في ذلك بنصارى الشمال، ليغرسوا حرابهم في صدور إخوانهم المسلمين. و ليس ذلك غريبا على المعتضد فقد كتب إليه أصدق أصدقائه أبو حفص عمر الهوزني يحضه على جهاد النصارى فاستدرجه، و وضعه بأعلى محل، و عوّل عليه في العقد و الحل، حتى إذا مضى عليه عامان باشر قتله بيده )1)، فكان طبيعيا أن يفتك بالبزلياني، حتى لو لم يتصل بابنه إسماعيل، لحملته العنيفة على سياسته و سياسة أنداده من أمراء الطوائف، على نحو ما يتضح من رسالة أرسل بها -كما يقول ابن بسام-عن حبوس إلى يحيى بن منذر التجيبي أمير سرقسطة: و فيها يقول:
«اتصل بي ما وقع بينك و بين المؤتمن (المنصور (2)الأصغر عبد العزيز) أمير بلنسية (4١٧-4٢5 ه.) و الموفق مجاهد (أمير دانية) (4١٣-4٣6 ه.) و عضد الدولة (أمير إشبيلية) ، و أنكم اضطررتم إلى إخراج كل فريق منكم النصارى إلى بلاد المسلمين، فعظم قلقي، و كثر على المسلمين شفقي، في أن يطأ أعداؤهم بلادهم، و يوتموا أولادهم. . و لو لم تكن الفتنة-يا سيدى-إلا بين المسلمين و التشاجر إلا بين المؤمنين لكانت القارعة العظمى، و الداهية الكبرى، فإذا تأيّدنا بالمشركين، و اعتضدنا بالكافرين، و أبحناهم حرمتنا، و منحناهم قوتنا، و قتلنا أنفسنا بأيدينا، و أدّتنا إلى النّدم مساعينا، كانت الدائرة أمضّ (3)، و الحيرة أرمض (4)، و الفتنة أشدّ، و المحنة أهدّ، و الأعمال أحبط، و الأحوال أسقط، و الأوزار أثقل، و المضارّ أشمل، و اللّه يعيذنا من البوائق (5)، و يسلك بنا أجمل الطرائق. . و أنت يا سيدي للمسلمين الحصن الحصين، و السّبب المتين، و النّصيح المأمون، فاجر في جمع كلمتهم و المراماة دون حوزتهم (6)» .
و البزلياني يصرخ في يحيى بن المنذر التجيبي أمير سرقسطة في أقصى الشمال، فإن أمراء الطوائف من أمثال أمير بلنسية و أمير دانية و أمير إشبيلية يوطئون النصارى بلادهم مستعينين بهم في حرب أهل دينهم و قتل الآباء و تيتيم الأطفال و الأبرياء. و يقول لو كانت المحنة محاربة المسلمين بعضهم بعضا فحسب لكانت تلك قارعة عظمى و داهية كبرى، و لكن المحنة أدهى و أمر فإننا نستعين بالنصارى و نبيحهم ديارنا فيا للّه و يا للمسلمين.
و يستغيث بيحيى بن المنذر أن يجمع كلمة هؤلاء الأمراء، حتى يدافعوا عن حوزتهم و حدود أرضهم و يرموا العدو يدا واحدة حتى لا تقوم له قائمة. و من غريب أن هذه الصرخة دوّت في العشرينيات من القرن الخامس، و كأنها صرخة في فلاة و لا حياة لمن تنادى.
و يصرخ البزلياني في رسالة ثانية وجّه بها إلى (المنصور الأصغر أمير بلنسية الذي ذكره في الرسالة السابقة) ، و له يقول-فيما أظن-على لسان باديس:
«اتصل بي ما جزعت له من لزومك مع الموفق مجاهد و من تبعكما من معاقديكما لمقاتلة المظفر أبي بكر محمد أمير بطليوس (4٣٠-46٠ ه) و منازلته و مقارعته و استجاشة )7)كل حزب منكم النصارى و طمعكم أن تمنعوا بهم ذمارا، و تقضوا بإخراجهم (معكم) أوطارا (8)، و تدركوا بأيديهم أوتارا. (9) و لم يخف عليك ما يتسبّب بالفتن، من البلوى و المحن. . باخترام(10)الرّجال، و إيتام الأطفال، و إرمال (11)النساء، و إحلال الدماء، و انتهاب الأموال، و اعتساف (12)الأهوال، و إخلاء الأوطان، و إجلاء السكان. هذا إذا كانت الدعوة واحدة، و الشرعة معاضدة، فأما إذا انساق العدوّ إلينا، و تطرّق علينا، و ضرى (13)على أموال المسلمين و دمائهم، و جرؤ على قتل رجالهم و سبي نسائهم، و بانت له العورات، و تحققت عندهم الاختلافات، أحدّوا رحاهم (14)، و استمدّوا من وراهم، و لم يكن للمسلمين بهم بعد يد (15)، و لا عن إخلاء هذه الجزيرة بدّ، و اللّه يحميها من الغير (16)، و يكفيها سوء القدر»
و لا تقل هذه الصرخة عن سابقتها قوة، و البزلياني يهيب فيها بالمنصور الأصغر أن لا يمضى مع مجاهد في حشد الجيوش ضد أخيهما المظفر بن الأفطس أمير بطليوس مستعينين في قتال أهلهما المسلمين بالنصارى طامعين أن يحموا لهما حماهما و أن يحققوا لهما آمالهما و يدركوا لهما أثآرهما غير مراعين في أهل دينهما حقا، إذ تقتل الرجال و تيتّم الأطفال و ترمّل النساء و تنهب الأموال و تخلو الأوطان و يجلو السكان. و الطامة الكبرى أن العدو إذا جاس خلال ديارنا و تجرّأ على نهب أموال المسلمين و على سفك دمائهم و قتل رجالهم و سبي نسائهم و انكشفت له في البلاد العورات، و تحقق مما بين أمراء المسلمين من الاختلافات و المنازعات شحذ أسلحته و أدار رحى حرب طاحنة مستمدا فيها النصارى من ورائه في أوربا، فجاءوه من كل فج، و أصبح المسلمون و لا طاقة لهم في نزالهم و لا قدرة، و اضطروا اضطرارا إلى مبارحة الجزيرة لا يلوون. و ذهبت الصرختان جميعا هباء، و بدلا من أن يعيها هؤلاء الأمراء الذين عاشوا للترف و أعدوا لضياع البلاد جازاه المعتضد الباغي منهم شر الجزاء، فسفك دمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ( المغرب ١/٢٣٩ و ما بعدها.
٢ (انظر في تلقيب المنصور الأصغر بهذا اللقب الذخيرة ١/١٩٣،٢٠٣،٢٠5.
3) أمض: أكثر ألما.
4) أرمض: أوجع.
5) بوائق: جمع بائقة: الداهية.
6) الحوزة: الحمى.
7) استجاشة هنا: استعانة.
8) أوطارا جمع وطر: مأرب.
9 ( أوتار جمع وتر: ثأر.
10( اخترام هنا: قتل أو موت.
11) أرملت المرأة: مات زوجها.
١2) اعتساف: ركوب.
١3) ضرى: اجترأ.
14) الرحى هنا: رحى الحرب.
15( يد هنا: طاقة، قوة.
16) غير الدهر: أحداثه و تقلباته.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|