أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-22
848
التاريخ: 23-12-2021
5176
التاريخ: 21-7-2016
1596
التاريخ: 21-7-2016
1816
|
التوبة المستجمعة لشرائطها مقبولة بالاجماع ، و يدل عليه قوله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى : 25] , و قوله تعالى : {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} [غافر: 3] , و قوله تعالى : {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء : 110].
وقول النبي (صلّى اللّه عليه و آله) : «إن اللّه تعالى يبسط يده بالتوبة لمسيء الليل إلى النهار ولمسيء النهار إلى الليل حتى تطلع الشمس من مغربها» ، و بسط اليد كناية عن طلب التوبة و طالب التوبة يقبله البتة , وقوله (صلّى اللّه عليه و آله) : «إن الحسنات يذهبن السيئات ، كما يذهب الماء الوسخ» , و قوله (صلّى اللّه عليه و آله) : «لو عملتم الخطايا حتى تبلغ السماء ثم ندمتم ، لتاب اللّه عليكم» , و قوله (صلّى اللّه عليه و آله) : «إن العبد ليذنب الذنب فيدخل في الجنة» , قبل : كيف يا رسول اللّه؟! قال : «يكون نصب عينيه تائبا منه فارّا حتى يدخل الجنة» و قوله (صلّى اللّه عليه و آله) : «كفارة الذنب الندامة» , و قوله (صلّى اللّه عليه و آله) : «من تاب قبل موته بسنة قبل اللّه توبته , ثم قال : إن السنة لكثير، من تاب قبل موته بشهر قبل اللّه توبته , ثم قال : إن الشهر لكثير، من تاب قبل موته بجمعة قبل اللّه توبته , ثم قال : إن الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قبل اللّه توبته.
ثم قال : إن يوما لكثير، من تاب قبل أن يعاين ملك الموت قبل اللّه توبته» .
وقال الباقر (عليه السّلام) لمحمد بن مسلم : «ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له ، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة و المغفرة ، أما و اللّه إنها ليست إلا لأهل الايمان» , فقال له : فان عاد بعد التوبة و الاستغفار من الذنوب ، و عاد في التوبة؟ , قال : «يا محمد بن مسلم! أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه و يستغفر منه و يتوب ثم لا يقبل اللّه توبته؟» ، قال : فانه فعل ذلك مرارا ، يذنب ثم يتوب و يستغفر، فقال: «كلما عاد المؤمن بالاستغفار و التوبة عاد اللّه عليه بالمغفرة ، و إن اللّه غفور رحيم يقبل التوبة و يعفو عن السيئات ، فإياك أن تقنط المؤمن من رحمة اللّه» , و قوله (عليه السّلام): «اذا بلغت النفس هذه - و أهوى بيده إلى حلقه - لم تكن المعالم توبة ، و كانت للجاهل توبة».
وقوله (عليه السّلام) : «إن آدم (صلّى اللّه عليه اله) قال : يا رب! سلطت علي الشيطان ، و أجريته منى مجرى الدم ، فاجعل لي شيئا ، فقال : يا آدم! جعلت لك : إن من همّ من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه ، فان عملها كتبت عليه سيئة و من هم منهم بحسنة ، فان لم يعملها كتبت له حسنة ، فان هو عملها كتبت له عشرا ، قال : يا رب! زدني، قال : جعلت لك : إن من عمل منهم سيئة ثم استغفر غفرت له ، قال : يا رب! زدني، قال : جعلت لهم التوبة ، و بسطت لهم التوبة حتى تبلغ النفس هذه ، قال : يا رب! حسبي» , و قول الصادق (عليه السّلام) : «إن الرجل ليذنب الذنب فيدخله اللّه به الجنة» ، قيل : يدخله اللّه بالذنب الجنة؟ , قال : «نعم! إنه ليذنب فلا يزال منه خائفا ماقتا لنفسه ، فيرحمه اللّه فيدخله الجنة» , و قوله (عليه السّلام) : «العبد المؤمن إذا ذنب ذنبا أجله اللّه سبع ساعات ، فان استغفر اللّه لم يكتب عليه شيء ، و إن مضت الساعات و لم يستغفر كتبت عليه سيئة ، و ان المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له ، و إن الكافر لينسى من ساعته» , و قوله (عليه السّلام) : «ما من مؤمن يقارف في يومه و ليلته أربعين كبيرة فيقول و هو نادم : استغفر اللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم بديع السماوات و الأرض ذا الجلال و الإكرام و أسأله أن يصلى على محمد و آل محمد وان يتوب علي ، إلا غفرها اللّه له ، و لا خير فيمن يقارف في يومه أكثر من أربعين كبيرة» .
وروي : «أن اللّه - تعالى- لما لعن ابليس سأله النظرة ، فانظره إلى يوم القيامة ، فقال : و عزتك لاخرجت من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح ، فقال اللّه – تعالى : بعزتي لا حجبت عنه التوبة ما دام فيه الروح».
ثم الناظر بنور البصيرة لا يحتاج في هذا المعنى إلى بيان ، إذ يعلم أن التوبة توجب سلامة القلب ، و كل قلب سليم مقبول عند اللّه و متنعم في الآخرة في جوار اللّه ، و يعلم ان القلب خلق في الأصل سليما صافيا ، إذ كل مولود يولد على الفطرة ، و إنما مرض و اسود بامراض الذنوب و ظلماتها ، و دواء التوبة يزيل هذه الأمراض ، و نور الحسنات يمحو هذه الظلمات و لا طاقة لظلام المعاصي مع نور الحسنات ، كما لا طاقة لظلام الليل مع نور النهار، و لكدورة الوسخ مع بياض الصابون و الماء الحار، نعم إذا تراكمت الذنوب بحيث صار رينا و طبعا ، و افسدت القلب بحيث لا يقبل الصفاء و النورانية بعد ذلك ، فمثل هذا القلب لا تفيده التوبة بمعنى انه لا يرجع و لا يتوب ، و إن قال باللسان تبت ، إذ اوساخ الذنوب غاصت في تجاويفه و تراكمت فيه بحيث لا يقبل التطهير، و لو بولغ فيه أدى إلى انخراق القلب و هلاكه ، لصيرورة الاوساخ جزءا من جوهره ، كما أن الثوب الذي غاص الوسخ في تجاويفه و خلله و تراكم فيه لو بولغ في تطهيره بالماء و الصابون أدى ذلك إلى انخراقه.
وهذا حال أكثر الخلق المقبلين على الدنيا المعرضين عن اللّه فانهم لا يرجعون و لا يتوبون لصيرورة ذمائم الأخلاق و رذائلها ملكات راسخة فى نفوسهم و غاصت اوساخها في تجاويف قلوبهم ، بحيث لا يتنبهون و لا يتيقظون حتى يقصدوا التوبة ، و لو قصدوها فانما هو بمجرد اللسان ، و القلب غافل خال عن الايمان ، بل تتعذر عليه التوبة لبطلان حقيقتها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل معتمد المرجعية الدينية العليا وعدد من طلبة العلم والوجهاء وشيوخ العشائر في قضاء التاجي
|
|
|