الكلمات في اللغة العربية تنتمي الى فصائل لغوية مشتركة تتمثل بقوالب صرفية تلتقي بها مع مثيلاتها في مادتها ومعناها : كتب – كاتب – مكتوب – كتابة – كتاب ..

فتشترك هذه الكلمات في مقدار من حروفها وجزء من أصواتها . وتنتمي هذه الألفاظ الى أصل واحد في قدر من المعنى وهو معنى المادة الاصلية العام وإن اشتراك الألفاظ، المنتمية الى أصل واحد في أصل المعنى وفي قدر عام منه يسري في جميع مشتقات الأصل الواحد مهما اختلف العصر أو البيئة .

والذي يعطي الكلمة العربية هذه المساحة من الحركة في قوالبها الصرفية هو الاشتقاق وهو: عملية استخراج لفظ من لفظ أو صيغة من أخرى ، والقياس هو الأساس الذي تبنى عليه هذه العملية .

ويقول ابن جني : (أن الاشتقاق عندي على ضربين ، كبير وصغير ، فالصغير ما في أيدي الناس وكتبهم . كأن تأخذ أصلاً من الأصول فتقرأه فتجمع بين معانيه ، وان اختلفت صيغة ومبانيه . ذلك كتركيب ، من س ل م ، فإنك تأخذ منه معنى السلامة في تصرفاته نحو سلم ويسلم وسالم وسلمى والسلامة ..)⁽¹⁾

الاشتقاق من منظور عام هو أن تجد بين اللفظين تناسباً في أصل المعنى فترد أحدهما الى الآخر ، فالمردود مشتق والمردود إليه مشتق منه .

الاشتقاق هو : عملية استخراج لفظ من لفظ أو صيغة من أخرى ، أو استخراج

ص240

لفظ من آخر متفق معه في المعنى والحروف الأهلية. وقد عني علماء العربية بالاشتقاق منذ بدايات الدرس اللغوي حينما ربطوا بين الألف ظ ذات الأصوات المتماثلة والمعاني المتشابهة ، إذ اتضحت لهم ناحية الأصالة والزيادة في مادة الكلمة. وقد اقتفى المحدثون ذلك الأثر فضلا عن المستشرقين الذين اتجهوا إلى دراسة اللغات السامية إذ ظهر لهم أن ألفاظها تعتمد على جذور تعتبر الأصل في كل اشتاق وأن الجذر الثلاثي الأصول هو الأكثر شيوعاً مثل : (اضرب_ فهم _كتب).

ص241

___________________

(1) الخصائص 1: 525 .