المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تصنيع آجر البناء
15-8-2016
postvocalic (adj.)
2023-10-30
تحول القبلة الى الكعبة
2024-11-07
Abelian Theorem
13-3-2019
نيوكلوتيدات النكهة Flavor Nucleotides
3-5-2018
المظهر الثقافي
2-10-2019


نظرة عامة عن الحب في الله والبغض في الله  
  
1202   10:00 صباحاً   التاريخ: 13/9/2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص9 ـ 12
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2023 1563
التاريخ: 21-8-2022 1430
التاريخ: 2024-10-23 165
التاريخ: 2024-11-19 107

الحب في اللغة كلمة مأخوذة من حبب والحب نقيض البغض، والحب: الوداد والمحبة، وتحبب إليه، تودد (لسان العرب ابن منظور: ج1، ص713). 

إن مسألة الحب في الله والبغض في الله هي مسألة حيوية تنظر إلى مصلحة الفرد كفرد ومصلحة المجتمع كمجتمع فمن ناحية كونه فرداً بإنقاذه من وحل الانجرار وراء المبطلين ومخالفتهم والتأثر بهم بل حثه على مخالطة ومحبة الصالحين والتعلم منهم والتعاون معهم لأن المؤمنين كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

وأما مصلحة المجتمع فمن خلاله تحدث عملية الفرز والتمحيص وانحسار المنافقين بسببه اعتزالهم وشيئاً فشيئاً سوف تزول من على وجه المجتمع حالة اسمها النفاق والكفر والعناد مستعينين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو صمام أمان للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة، حيث ورد في الحديث: (خير الأخوان من أعان على المكارم) (غرر الحكم ج1، ص388)، وقال (خير أخوانك من دلك على هدى وأكسبك تقى وصدك عن اتباع هوى) (غرر الحكم ج1، ص388)، والإسلام يريد بالمؤمنين أن يحفظ عزتهم وكرامتهم وأن تصان حرمتهم حيث قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8]، لذلك أمرهم بالعمل والجد والمثابرة حيث يقول الإمام علي (عليه السلام): (امنن على من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره واستغن عمن شئت تكن نظيره) (بحار الأنوار ج77، ص400)، وإن ذلك أدعى إلى استمرار العلاقات الطيبة بين الإخوان، وفي نفس الوقت يحث الدين على السعي في قضاء حوائج الإخوان في الأمور الاضطرارية.

 ووضع الأمور في مواضعها الصحيحة والتعامل مع الإخوان بالإحسان فإنهم يكفون شرهم عنه حث قال علي (عليه السلام): (عاتب أخاك بالإحسان إليه، وأكفف شره بالإنعام عليه) (نهج البلاغة،158)، ولكي يستقيم دينه وخلقه وعلاقاته عليه بمصاحبة الأخيار واجتناب مصاحبة الأشرار، حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام): (اقطع عمن تنسيك وصلته ذكر الله، وتشغلك ألفته عن طاعة الله فإن ذلك من أولياء الشيطان وأعوانه، ولا يحملنك رؤيتهم إلى المداهنة على الحق، فإن ذلك هو الخسران المبين، ويفوتك الآخرة بلا فائدة) (بحار الأنوار: ج71، ص200)، وعدم مصاحبة الجاهل حيث قال الإمام علي (عليه السلام): (عمل الجاهل وبال وعمله ضلال) (غرر الحكم ودرر الكلم: ص74) وورد عن الإمام الرضا (عليه السلام)(صديق الجاهل في تعب) (بحار الأنوارج78، ص352)، وعدم مصاحبة أهل المعاصي لأن المصاحب لهم راضي بفعالهم حيث يقول الإمام علي (عليه السلام) (إياك ومصاحبة أهل الفسوق فإن الراضي بفعل قوم كالداخل معهم) (غرر الحكم ودرر الكلم ج1، ص153) وقال الصادق (عليه السلام)(لا تصحب الفاجر فيعلمك الفجور) (بحار الأنوار ج71، ص193) ويحذرنا أهل البيت أيضا من معاشرة متتبعي عيوب الناس والذين يحصون عثراتهم حيث قال أمير المؤمتين (عليه السلام): (إياك ومعاشرة متتبعي عيوب الناس فإنه لم يسلم مصاحبهم منهم) (بحار الأنوار ج74، ص198)، وقال (لا تؤاخ من يستر مناقبك وينشر مثالبك) (غرر الحكم ودرر الكلم: ص30).

وإذا وجدت في أخيك ذنباً عليك بنصحه سراً بعيدا عن أعين الناظرين حتى تحفظ ماء وجهه ولا تحرجه حيث يقول الإمام علي (عليه السلام): (من وعظ أخاه سراً فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه) (بحار الأنوار: ج74، ص166).

إن العلاقات القائمة على الحب في الله والبغض في الله داخل الجماعة الواحدة تؤدي إلى النجاح ومواجهة جميع الأمراض الى تصيبها وتحجم فاعليتها لأن تردي العلاقات تؤدي إلى استهلاك طاقاتها وفشلها في مشاريعها، وإن الله قد جعل البركة في عمل الجماعة حيث ورد في الحديث: (يد الله مع الجماعة)، وأكيد سيكون النصر حليفهم في كل الميادين خاصة إذا تجردوا من أهواءهم وعصبياتهم لذلك وصفهم الله تعالى في القرآن حيث قال: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر: 9]، وقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]، وورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (المؤمن ألف مألوف ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف) وقال: (ما تزال أمتى بخير ما تحابوا)، ذلك الحب الذي يقف بوجه نزعات الشيطان الذي يحاول الوقيعة بين المؤمنين، لذلك جعل الله ذلك الحب من أعظم شعب الإيمان حيث قال: (ود المؤمن للمؤمن في الله أعظم شعب الإيمان، ألا ومن أحب في الله، وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله، فهو من أصفياء الله)، ولكي ينجح الفرد في داخل الجماعة عليه أيضاً أن يربي نفسه على الطاعة للقانون والتعليمات عن طريق التنازل عن الذات والتخلي عن الرغبات الشخصية في حالة اصطدامها مع القانون من خلال سعيه في تهذيب نفسه ومقاومة الهوى والفناء في العمل الجماعي والمصلحة الإسلامية ابتغاء لمرضاة الله تعالى، إذن أن مسألة الحب في الله والبغض في الله سنة إلهية من عمل بها كان قد اختصر الطريق المؤدي إلى رضوان الله تعالى وقربه وطوى المسافات الشاسعة وقد أولى أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، عناية كبيرة لهذا الجانب قولاً وعملاً وسنةً وقد تربى أصحابهم المخلصين على ذلك حتى صار (سلمان منا أهل البيت) (ما أقلت الغبراء ولا أضلت الخضراء أصدق ذي لهجة من أبي ذر) (الإيمان ملأ عمار من رأسه إلى أخمص قدميه).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.