المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ضعف الطفولة والشيخوخة  
  
108   08:32 صباحاً   التاريخ: 2024-11-19
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 24 ــ 25
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

إن المرحلة الأولى لحياة الإنسان أي مرحلة الطفولة، وكذلك مرحلة آخر العمر، أي: الشيخوخة، يواكبها الضعف والعجز، والإنسان في هاتين المرحلتين يحتاج إلى مساعدة الآخرين والحد الفاصل بين الطفولة والشيخوخة هو مرحلة قوة الشباب وأواسط العمر.

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54].

ينتهي الضعف والعجز قبل البلوغ مع بدء أيام القوة والشباب ويتوجه الأطفال بقلب مملوء من الأمل نحو هذه المرحلة، وكل يوم يمضي عليهم يقتربون بمقداره من مرحلة الشباب، فيحسون بسعادةٍ وفرح. وبالعكس فإن الضعف والارتخاء والعجز بعد مرحلة أواسط العمر ينتهي إلى الشيخوخة، فكل يوم يمضي من عمر الإنسان في هذه المرحلة فإنه يقترب بقدر يوم إلى مرحلة الشيخوخة والهرم.

ازدياد العجز: (كلما كان الإنسان شاباً ازداد نماؤه، وكذلك يزداد الضعف والشيخوخة يوماً بعد يوم، فكما أن الطفل لدى ولادته يحفظ بنوعٍ من التخدير والارتخاء، كذلك يصحب سن الشيخوخة نوع من عدم الإحساس والتخدير وضعف الإرادة فقبل أن يقوم الموت بعمله النهائي فإن الطبيعة تولد نوعاً من التخدير العام. وكلما كانت درجة القوة والحساسية في المشاعر منخفضة كان النشاط ضعيفاً وتحوله الرغبة في الحياة إلى عدم اكتراث وانتظار صبور للموت، ويختلط الخوف من الموت بشكلٍ عجيب مع الرغبة في الإستراحة) (1).

قال علي (عليه السلام): (فهل ينتظر أهل بضاضةِ الشباب إلا حواني الهرم) (2).

وعنه (عليه السلام): (ما أقرب الدنيا من الذهاب والشيب من الشباب) (3).

أعراض الشيخوخة:

مع التقدم في العمر نحو الشيخوخة تحدث تغييرات في الجسم والروح، وكلما طال العمر اتسعت مظاهر الشيخوخة وأخذت قوى الجسم بالاضمحلال تدريجياً وبموازاة ذلك تحدث تغييرات نفسية أيضاً، حيث يدب الضعف في الذاكرة وفي خزن المعلومات، وتسير قوة الذكاء والفكر نحو الركود وفي النهاية يواجه الجسم والنفس عوارض آلام الشيخوخة.

{وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ} [يس: 68].

أي سنبدل قوته بضعف، وكماله بنقص، وذاكرته بنسيان، ونشاطه بخمول، واقتداره بعجز، وحيويته بذبول، وجماله بقبح.

اختلاف الأوضاع:

الجدير بالذكر أن البشر يختلفون من حيث بنية الجسم، ولهذا السبب فإن ظهور عوارض الشيخوخة ليست متساوية بين الأشخاص، فالبعض تظهر عليهم الشيخوخة في سن معينة إذ تكون هذه الظواهر شديدة وبارزة في الجسم والنفس بينما نجد أشخاصاً آخرين في نفس السن لا تظهر عليهم الشيخوخة بنفس تلك النسبة وربما تعرضوا لذلك بعد سنوات أيضاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مباهج الفلسفة، ص 501.

2ـ نهج البلاغة، خطبة 82.

3ـ غرر الحكم، ص 754. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.