المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التعادلية  
  
1429   01:40 صباحاً   التاريخ: 21-8-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تتربع على القمة؟
الجزء والصفحة : ص151ــ155
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3/10/2022 1410
التاريخ: 2024-07-14 538
التاريخ: 2023-08-14 1284
التاريخ: 2024-10-07 196

ما الفرق بين العاقل والمجنون؟

قد تقول : إن تصرفات العاقل منضبطة، بينما تصرفات المجنون منفلتة لا ضابط لها. فالعقل يطلب من صاحبه أن يضبط حركاته وسكناته. وأن يميز بين مواقع اللين والشدة. وأن يتجنب الخطأ ويعمل الصح.

هذا بالضبط هو ما نسميه التعادلية في الحياة وهي من أهم صفات الإنسان.

أما المدى الذي تشمله التعادلية فهي كل مجالات العمل.

فلابد أن يعرف الإنسان مثلاً متى يقاوم، ومتى يتراجع؟ ومتى يهاجم، ومتى يدافع؟ ومتى يرتاح، ومتى ينشط؟ ومتى يتحدث، ومتى يصمت؟ ويكون في ذلك متعادلا.

لقد حدث للفرقة الألمانية رقم (٠٠ ٢) التي كانت من أفضل، وأقوى فرق الجيش النازي أن تعرضت إلى ضغط عسكري هائل.

فطلب قادة الجيش من هتلر السماح لهم بالتراجع لتخفيف الضغط عليهم. لكنه رفض، ودعاهم إلى الصمود.

وحاول قائد الفرقة عدة مرات أن يحمل هتلر على السماح لهم بالتراجع، إلا أنه بقي على عناده، وطالبهم بالصمود.

وفي النهاية جاء الخبر المؤسف، فقد أبيد نصف الفرقة تماماً.

فقال هتلر: سنحارب بالنصف الآخر، ونصمد.

ثم جاء خبر إبادة النصف الآخر أيضاً.

فقال هتلر: سنعيد بناء الفرقة (٢٠٠)!

لكن كيف يمكن إعادة من ماتوا ، وقتلوا ، وأبيدوا تماماً؟!

المهم لو كان هتلر ملتزماً بالتعادلية في تصرفاته لما هزم في الحرب العالمية الثانية بعد أن كان يملك أقوى الجيوش!

وتأسيساً على مبدأ التعادلية فإنه ينبغي على العاملين أن يضعوا خططهم للنجاح آخذين بعين الاعتبار احتمال الفشل، كما لابد أن يلتزموا الوسطية في قراراتهم ومواقفهم.

إن التعادلية في الحقيقة تشبه ما يعمله كل من يقف على رجليه، حيث أنه لا يميل باتجاه اليمين، ولا اليسار، ولا الأمام، ولا الخلف، إلا بمقدار ما يستطيع أن يحافظ على توازنه، وإلا سقط.

وكما في الفرد، كذلك في الجماعات.. وكما في الوقوف على القدمين، كذلك في مختلف المواقف. إن من يريد أن ينجح في الحياة فلابد أن يجعل التعادلية منهجه في العمل. ويكون معتدلاً في مواقفه جميعاً، مثلاً الاعتدال بين الصرف للموارد، وبين الجمع لها.

وبين اللين في المواقف، وبين الشدة فيها.

وبين العمل الدائم، وبين الراحة فيه.

وبين الأخذ، وبين العطاء.

فحتى في الكرم فإنه يجب أن يكون الإنسان معتدلاً فيه، كما يقول ربنا تعالى : {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].

وهكذا فإن التعادلية يجب أن تضبط حياة الإنسان في كل جوانبها حتى تنجح، فحتى مع العائلة، فإن على كل فرد فيها أن يلتزم بالتعادلية بين الاهتمام بالعائلة، وبين الاهتمام بالناس.

فليس ناجحا من يفشل في عائلته وإن نجح في السوق. وليس ناجحاً في العائلة ايضاً من يفشل في السوق.

وهكذا في جميع الأمور، خاصة في القضايا المصيرية كالحرب والسلام وأمثالهما. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.