أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016
3858
التاريخ: 7-5-2019
3037
التاريخ: 17-3-2016
4310
التاريخ: 14-7-2022
2404
|
أجمع المعنيون في البحوث التربوية والنفسية على أن البيئة من أهم العوامل التي تعتمد عليها التربية في تشكيل شخصية الطفل وإكسابه الغرائز والعادات وهي مسؤولة عن أي انحطاط أو تأخّر للقيم التربوية كما أن استقرارها وعدم اضطراب الاُسرة لهما دخل كبير في استقامة سلوك النشء ووداعته ؛ وقد بحثت مؤسسة اليونسكو في هيئة الاُمم المتّحدة عن المؤثرات الخارجة عن الطبيعة في نفس الطفل وبعد دراسة مستفيضة قام بها الاختصاصيّون قدّموا هذا التقرير : مما لا شك فيه أن البيئة المستقرة سيكولوجياً والاُسرة الموحّدة التي يعيش أعضاؤها في جو من العطف المتبادل هي أول أساس يرتكز عليه تكيف الطفل من الناحية العاطفية وعلى هذا الأساس يستند الطفل فيما بعد في تركيز علاقاته الاجتماعية بصورة مرضية أما إذا شوّهت شخصية الطفل بسوء معاملة الوالدين فقد يعجز عن الاندماج في المجتمع .
إنّ استقرار البيئة وعدم اضطرابها من أهم الأسباب الوثيقة في تماسك شخصية الطفل وازدهار حياته ومناعته من القلق وقد ذهب علماء النفس إلى أن اضطراب البيئة وما تحويه من تعقيدات وما تشتمل عليه من أنوار الحرمان كل هذا يجعل الطفل يشعر بأنه يعيش في عالم متناقض مليء بالغش والخداع والخيانة والحسد وأنه مخلوق ضعيف لا حول له ولا قوة تجاه هذا العالم العنيف , وقد عنى الإسلام بصورة إيجابية في شؤون البيئة فأرصد لإصلاحها وتطورها جميع أجهزته وطاقاته وكان يهدف قبل كل شيء أن تسود فيها القيم العليا من الحق والعدل والمساواة وأن تتلاشى فيها عوامل الانحطاط والتأخر من الجور والظلم والغبن وأن تكون آمنة مستقرة خالية من الفتن والاضطراب حتى تمد الأمة بخيرة الرجال وأكثرهم كفاءة وانطلاقاً في ميادين البر والخير والإصلاح , وقد أنتجت البيئة الإسلامية العظماء والأفذاذ والعباقرة المصلحين الذين هم من خيرة ما أنتجته الإنسانية في جميع مراحل تاريخها كسيدنا الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وعمار بن ياسر وأبي ذر وأمثالهم من بناة العدل الاجتماعي في الإسلام , لقد نشأ الإمام الحسين (عليه السلام) في جو تلك البيئة الإسلامية الواعية التي فجّرت النور وصنعت حضارة الإنسان وقادت شعوب الأرض لتحقيق قضاياها المصيرية وأبادت القوى التي تعمل على تأخير الإنسان وانحطاطه تلك البيئة العظيمة التي هبت إلى ينابيع العدل تعب منها فتروي وتروي الأجيال الظامئة , وقد شاهد الإمام الحسين (عليه السّلام) وهو في غضون الصبا ما حققته البيئة الإسلامية من الانتصارات الرائعة في إقامة دولة الإسلام وتركيز اُسسها وأهدافها وبثّ مبادئها الهادفة إلى نشر المودّة والدعة والأمن بين الناس ؛ هذه بعض المكونات التربوية التي توفرت للإمام الحسين (عليه السلام) وقد أعدّته ليكون الممثل الأعلى لجدّه الرسول (صلى الله عليه وآله) في الدعوة إلى الحق والصلابة في العدل .
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|