أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2014
3619
التاريخ: 17-4-2016
1656
التاريخ: 7-10-2014
2392
التاريخ: 7-10-2014
6733
|
قال تعالى : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء : 30] .
الاية تشير الى منشأ الكون ، وان الارض والنجوم الموجودة في السماء ، كانت كلها كتلة واحدة ،ثم انتثرت الكواكب منها ، وانفصلت لتدور في مداراتها المقررة لها وفق الانظمة المخصصة لها . وهذا ما تؤكده الاية الا خيرة في قوله تعالى : {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [الأنبياء : 33]. وهذه الاية تشير اضافة لذلك الى ان الشمس والقمر وكل نجم في افلاك مرسومة لها ، وليس من نجم او كوكب في الكون ثابت لا يتحرك . وهذا بيان واضح كالشمس الى ان للشمس محركا ومدارا تسير فيه ، وليس كما كان يتوهم العلماء الى وقت متأخر ان الشمس ثابتة . وفي الحقيقة لقد اثبت علماء الفلك مؤخرا ات للشمس مدارا حلزونيا تدور فيه معها في تلك الحركة المجموعة الشمسية بأكملها . هذا وتنتمي المجموعة الشمسية الى مجموعة كبيرة من النجوم تدعى ((المجرة)) والمجرة بمجموعها تسير ايضا وفق مسار معين متّجهة نحو نقطة وهمية ثابتة هي مبدأ الكون .
وتذكرنا هذه الايات بما أورده الامام علي عليه السلام في نهج البلاغة حين وصف نشوء الكون وخلق العالم والنجوم والشمس والقمر والارض يقول عليه السلام في الخطبة الاولى من النهج :
((انشأ الخلق انشاءً ، وابتلاه ابتداءً ... ثم انشأ سبحانه فتق الاجواء (1) وشق الارجاء وسكائك الهواء (2) . فأجرى فيها ماءً متلاطماً تياره. متراكما زخاره . حمله على متن الريح العاصفة ، والزعزع القاصفة . فامرها بردّه وسلّطها على شدّه ، وقرنها الى حدّه . الهواء من تحتها فتيق [ اي منبسط]، والماء من فوقها دفيق . ثم انشأ سبحانه ريحاً اعتقم مهبهبا ، وأدام مربّها ، وأعصف مجراها ، وابعد منشاها . فامرها بتصفيق الماء الزخار ، واثارة موج البحار . فمخضته مخض السقاء ، وعصفت بع عصفا بالفضاء ، ترُدُّ أوله الى اخره ، وساجيه الى مائره (3) . حتى عبّ عبابه ، ورمى بالزّبد ركامه . فرفعه في هواء منفتق ، وجوّ منفهق (4) ،
فسوى منه سبع سموات ، جعل سفلاهن موجاً مكفوفا (5) ، وعلياهن سقفا محفوظا، وسمكا مرفوعا ، بغير عمد يدعمها ولا دسار ينظمها ، ثم زينها بزينة الكواكب ، وضياء الثواقف ، واجرى فيها سراجا مستطيراً (6) وقمراً منيراً ، في فلك دائر وسقف سائر ورقيم مائر )) (7).
ثم نرجع الى قوله تعالى : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء : 30]. لنر المناسبة الاكيدة بين ذكر فتق الاجواء وبين ذكر الماء ، ففتق الاجواء كان مقترنا بخلق الماء وتسييره على متن الريح ليتم بناء الغلاف الجوي المحيط بالارض ، اذي يقوم فيه الماء بمهام اساسية لتوفير الحياة على الارض ، اضافة الى ان الماء هو العنصر الاساسي الذي خلق الله منه كل الكائنات الحية ، وجعله المحور الفعال لكل الظواهر الحيوية ، ولهذا فقد حبا سبحانه وتعالى ((مركب الماء)) خصائص وصفات لم يرق اليها مركب من المركبات الاخرى . وتجد ايها القارئ هذه الخصائص مفصلة في موضوع ( معجزة الماء بين التقدير والتدبير ) ص169.
_____________________
(1) الاجواء : جمع جوّ ، وهو هذا الفضاء بين السماء والارض . ويستفاد من الكلام الامام عليه السلام ان الفضاء مخلوق .
(2) السكائك : جمع سُكاكة ، وهي الهواء الملاقي عِنان السماء .
(3) الساجي : الساكن ، المائر : المتحرك .
(4) المُنفهق : المفتوح الواسع .
(5) الموج المكفوف : الممنوع من السيلان . وقد ذهب قوم من الفلاسفة منهم تالسين الاسكندري الى ان الما [اي الجوهر السائل] هو اصل كل الاجسام ، كثيفها من متكاثفه ، ولطيفها من شفائفه .
(6) سراجاً مستطيراً : اي منتشر الضياء ، وهو الشمس .
(7) الرقيم : اسم من اسماء الفلك ، ومائر : متحرك .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|