المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

حرمة إزالة الشعر للمحرم.
26-4-2016
لا تعتبر كل الامور ضرورية
31-7-2020
طرق توزيع الاختصاصات بين السلطات الفيدرالية وسلطات الأقاليم
18-10-2017
Common emitter circuit
11-5-2021
Friction
15-12-2016
مسافة كهربائية electrical distance
7-11-2018


خلق عوامل بناء الشخصية  
  
2962   09:37 صباحاً   التاريخ: 29-6-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص159ـ162
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2022 1672
التاريخ: 30-11-2017 14651
التاريخ: 2024-10-19 252
التاريخ: 2024-09-08 285

كما يقول المثل فإن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة والخطوة الأولى تتمثل في التمهيد بما يوفر المقومات اللازمة لبناء الشخصية، وهنا يستلزم الاهتمام بالنقاط التالية:ـ

1ـ رفع المعنويات: إن ذوي المعنويات الضعيفة والروحيات غير المتوازنة والأشخاص الذين لا يملكون قدرة مقاومة المشاكل سرعان ما يشعرون بالهزيمة ولهذا كان من الضروري تشجيع الطفل وإلفات نظرة ان لا خطر يهدده.

من الخطأ أن يستسلم المرء ويسبب الشعور بالضعف والعجز للهزيمة والموت وهو ما يلاحظ على بعض الأشخاص حيث من الضروري ان تطوي الحياة مسيرتها الطبيعية وأن نتطلع للعيش بصورة أفضل وننهض بواجباتنا.

لا بد في هذا السياق من الالتفات والاهتمام بأفعال الطفل ونشاطاته الإيجابية والإشادة بها حتى يشعر بأنه موجود قيّم ومحط اهتمام الآخرين ويتمتع بشخصية مهمة.

2ـ ملء الفراغ النفسي: تُعزى الكآبة والملل لدى المرء الى فراغ نفسي وفيه تشعر الروح بالخواء الناجم غالباً من تحطم الشخصية والشك والوسواس والإحساس بعدم إمكانية إزالتها.

ينبغي تخليص الروح من الفراغ والكآبة والضجر بحيث لا يلجأ المرء الى التفكير بالفرار من نفسه ومن الآخرين، ويجب ملء روحه بجوانب ونقاط إيجابية كالمعلومات التي يحتاجها لاستمرار حياته وكذلك ينبغي اخراج الروح من الظلمة الى النور وتزويدها بالقدرة والقوة بما يجعلها تشرف على الحياة بمنتهى الحيوية والبهجة.

3ـ تفعيل العواطف: إن كثيراً من الصراعات الداخلية لدى الشخص إنما هي لوقوع خلل أو نقص في الجوانب العاطفية ما يجعلها آلية إلى الزوال علماً إن النقص العاطفي يترك أحياناً بصماته على الجسم ويجعله يعيش حالة مرضية.

تقسم العواطف الى قسمين: ممدوحة ومذمومة أما الملاك في كونها ممدوحة أو مذمومة فيمكن ان يكون شرعياً أو فطرياً أو اجتماعيا. تمتاز بعض الخصال بأنها محببة من الفطرة كالتضحية والإحسان وأخرى تمقتها الفطرة أساساً مثل أذية الآخرين والإزعاج، وكذا هو الحال بالنسبة للجانب الشرعي الذي لا ينفصم عموماً عن الفطرة كما ان هناك مجموعة من الاسس تشكل في الإطار الاجتماعي منهجاً فكرياً أو فلسفة مقبولة أو مرفوضة.

وفي كل الاحوال ينبغي للمربي العمل على تقوية جذور العواطف الممدوحة في الأشخاص وطرد آثار العواطف المذمومة فينمي مثلاً حب الخير لدى الطفل ويصلح ما كان يتعلق بالغضب والملل والضجر.

4ـ خلق الهمة العالية: يستلزم في عملية تربية الروح الانتباه الى ضرورة ان تكون همم الشخص عالية ويفكر دوماً بالقضايا الكبيرة، فالذي يقضي حياته بأعمال صغيرة وينظر للحياة من منظار ضيق ويريق ماء وجهه امام هذا وذاك ليحلّا له مشاكله البسيطة ليس بالشخص الجدير بالاحترام والتقدير.

إن من يذل نفسه في كل موقف ولا يعلم إن كان ينال مبتغاه ام لا، هو في الواقع شخص ذليل وضعيف ومن الواجب إنقاذه عبر تشجيعه ورفع معنوياته ليكون في النتيجة ذا همة عالية ولا

يقيد نفسه بالقضايا الجزئية واسع الافق رحب الصدر وناشداً لأهداف كبيرة.

5ـ حب الحقيقة: الحقيقة ألذ واحلى عناصر الحياة.. اما ظهورها فيكون عادة ثمرة الإرادة والبحث والتحقيق وما الى ذلك.

وفي الإطار التربوي ينبغي تنشئة الأطفال بما يجعلهم انصاراً للحقيقة مهما كان الثمن، وإن شطارة المربي تكمن في ان يبني شخصية الطرف المقابل بما يجعله مستعداً للكف عن الخطأ الذي اعتاد فعله طوال سنوات متوالية وهو غير عارف بأن فعله خطأ، ويتبع سبيل الحق بل ويضحي بكل شيء من أجله بما في ذلك ماله وحلاله.

إن حب الحق والحقيقة ضرورة حياتية بالنسبة للإنسان ومن المفروض أن تستقر في قلبه منذ نعومة أظفاره وعندها ستكون مصدر كل فضيلة وكمال فيما سيكون التساهل بالحقيقة مدعاة لانحطاط الأشخاص الذين سيكونون في المستقبل شخصيات سياسية واجتماعية.

6ـ خلق الحساسية: من الخطأ أن يكون الشخص لا أبالياً إزاء التيارات والقضايا المختلفة أو ان يتجاهل شؤون الحياة، كما لا بد من امتلاك روح النقد والتجربة في مختلف الأمور حتى يمكن للإنسان ترتيب وضعه الاجتماعي من جهة ومواصلة مسيرة الكمال والنمو من جهة ثانية.

إن حالة اللامبالاة والتجاهل هذه إما ان تكون ناجمة عن حب الجاه والخلود الى الراحة أو عن الفشل في شتى الأمور وهو الناجم عن عدم اهتمامه بما يقع من احداث، وفي كل الاحوال فإن اللامبالاة مصدر الانحراف السريع والعميق وإذا لم تعالج فستكون مدعاة للقلق.

إن عدم اعتناء الطفل في تصرفاته امام المعلم ولا مبالاته بشأن الوظائف البيتية وعدم اهتمامه بأمر ونهي الوالدين واعتبار الأم الآخرين صغيرة والتفكير فقط بمصالحه دونهم تمثل بمجموعها مأساة مؤلمة ينبغي الوقوف بوجهها.

7ـ زرع الفضائل: وأخيراً يجدر في عملية تهذيب الروح زرع وتعزيز مشاعر حب العدالة والحق والتضحية وطلب الحقيقة، وهي ضرورة لا مناص عنها في حياة مجتمع ينشد السعادة، ولو افرزت التربية الخاطئة نتائجها من قبيل الانتقام والبذاءة وحالات الأنانية والعناد وحب الذات وحب الجاه فعلينا التفكير في إصلاح الأطفال وإزالة هذه الصفات والحالات دون اللجوء الى قمعهم.

على كل حال فإن الحكمة الإلهية شاءت ان يخلق الإنسان بحيث إنه سيترك باقي اللذات و يستصغرها إذا ما ذاق طعم وحلاوة اللذة الروحية.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.