المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



كيف تختزن الهدوء؟  
  
1476   02:46 صباحاً   التاريخ: 2/9/2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص92ــ94
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-3-2018 2048
التاريخ: 31-8-2019 2075
التاريخ: 5-7-2020 2245
التاريخ: 2024-02-11 1106

كما نقوم باقتناء التحفيّات والمجوهرات ونقوم بتخزينها في أكثر الأماكن أمناً، كذلك يمكننا أن نقوم بتخزين العادات الحسنة في نفوسنا.

لقد قمت بتجربة شخصية في هذا المجال، وثبت لي من خلالها أن ذلك أمر ممكن ونافع جداً. فعندما كان أولادي صغاراً، وبيتي صغيراً، كان المكان كالعادة ساحة لمعركة مستمرة منذ الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من الليل، أما الهدوء فلم يكن له أثر فيه.

ومع معارك الأولاد وضجيجهم كيف يتسنى للوالدين الخلود إلى الراحة؟

ولا شك أن فقدان الهدوء مدعاة لتوتر الأعصاب، وحدوث المشاكل في البيت..

هكذا كان وضعي في صيف عام ١٩٨٨م حينما فكرت للقيام بعملية «تخزين الهدوء في النفس» وذات صباح خرجت من المنزل إلى أقرب حديقة، وجلست في زاوية هادئة بعيدة عن صخب الناس، وبدأت القيام التجربة التالية:

في البداية قمت ببعض التمارين الرياضية البسيطة، ثم ألقيت ببدني فوق كرسي خشبي كان هناك، وأخذت أتنفس بهدوء وعمق، ومع كل شهيق وزفير كنت أوحي إلى نفسي بالهدوء وأخذت أخزن منه ما أستطيع في نفسي.

ولم تكن هذه العملية مجرد إيحاء ذاتي، بل شعرت فعلاً كأن الهدوء يتركز في جسمي، كما يتركز الأوكسجين فيه.

وحينما قفلت راجعا، كنت قد حملت معي إلى المنزل كمية لا بأس بها من راحة النفس، حيث شحنت أعصابي لمواجهة صخب الأطفال ومشاكلهم، وقد كنت بحالة أفضل بكثير من الأيام الماضية، وشعرت إنه بإمكاني أن أتحمل صخبهم ومشاكلهم بشكل أفضل من أي يوم آخر. كما شعرت بأنني أستطيع أن أزرع فيهم الهدوء أيضاً.

كانت تلك تجربتي الأولى مع الهدوء، ولكن أعقبتها تجارب نفسية أخرى لتخزين أمور روحية أخرى، وجاءت كلها بنتائج جيدة.

إنها فعلاً تجربة رائدة وتستحق المبادرة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.