أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-25
893
التاريخ: 2023-06-06
802
التاريخ: 2023-12-31
908
التاريخ: 2023-06-16
975
|
أساليب التنبؤ:
لقد تطورت وتنوعت أساليب وطرق التنبؤ بشكل كبير مما جعل اختيار الأسلوب الملائم مسألة صعبة تتطلب خبرة ودراية بهذه الأساليب واستخدامها وذلك لأن لكل أسلوب من أساليب التنبؤ ظروف أفضل للاستخدام والتكيف ليعطي نتائج أكثر دقة في التنبؤ، ويمكن تصنيف أساليب التنبؤ إلى مجموعتين: الأساليب النوعية والأساليب الكمية، ونعرض فيما يأتي لهذه الأساليب:
أولاً: الأساليب النوعية (Qualitative Methods)
وهي الأساليب التي تعتمد في التنبؤ على الحس الذاتي والخبرة والتقدير الإداري، وبسبب تباين مستويات الخبرة فإن مديرين قد يصلان إلى تنبؤين مختلفين، ورغم تطور الأساليب الكمية فإن الأساليب النوعية لا زالت مهمة في بعض الحالات كما في ظروف التغيرات السريعة والكبيرة وعندما لا يمكن التعويل على البيانات الماضية كمؤشرات للتنبؤ بالأحداث المستقبلية أو عندما لا تتوفر مثل هذه البيانات كما في المنتجات الجديدة.
آراء وتقديرات المديرين(1).وفي هذه الطريقة يتم أخذ آراء وتقديرات مديري الإنتاج، التسويق، المالية...الخ والاعتماد عليها كأساس في التنبؤ على افتراض أن هؤلاء المديرين يتمتعون بالخبرة الماضية عن إنتاج ومبيعات( الطلب) المنتج، وهذه الطريقة يمكن أن تستخدم في التخطيط طويل الأمد وتطوير منتج جديد، وهي بسيطة وغير مكلفة وتستعين بخبرة المديرين في ضوء ظروف الشركة، ومن عيوب هذه الطريقة سيادة الرأي الواحد على بقية آراء الأفراد الآخرين. ويوضح المثال التالي كيفية معالجة تقديرات هؤلاء المديرين للطلب المتوقع.
مثال:
في اجتماع للإدارة العليا في شركة ( أ ب ج) طلب المدير العام من مديري الإنتاج والتسويق والمالية تقديم تقديراتهم حول الطلب على منتج الشركة في السنة القادمة، وقد قدم المديرون تقديراتهم الآتية:
المديرون الطلب( ألف وحدة)
الإنتاج 125
التسويق 160
المالية 100
وفي ضوء خبرة المدير الأعلى فقد أعطى الاحتمالات الآتية لهذه التقديرات: تقدير مدير الإنتاج(40%)، التسويق(35%)، والمالية (25%).
المطلوب: تقدير الطلب للسنة القادمة على أساس تقديرات المديرين.
الحل: باستخدام تقديرات المديرين واحتمالاتها يمكن تقدير الطلب:
(125×0.40) +(160×0.35)+(100×0.25) = 131 ألف وحدة.
تقديرات مندوبي المبيعات(2).
إن العاملين في المبيعات يمثلون مصدراً مهماً للمعلومات لأنهم على اتصال مباشر بالسوق والزبائن، لهذا يمكن استطلاع آرائهم والاستفادة من تقديراتهم لما هو متوقع من الطلب في الفترة القادمة.
تتميز هذه الطريقة بأنها واقعية وعملية لأنها نابعة من واقع وظروف السوق ولكنها تعاب بالتالي:
•تحيز مندوبي البيع وعدم موضوعيتهم في وضع تصورات عن حجم المبيعات المتوقعة، حيث يميلون إلى تخفيض الأرقام كي يستطيعوا تحقيقها بسهولة ونيل المكافآت والعمولات.
•جهل مندوبي المبيعات بالظروف الاقتصادية والسياسية العامة وكذلك العوامل الأخرى التي تؤثر على حجم المبيعات .
مسموحات الزبائن وبحوث السوق(3). إن الزبون هو الذي يحدد الطلب لهذا فإن استطلاع آراء الزبائن يمكن أن يمثل مصدراً مهماً للمعلومات حول الطلب المتوقع. ومن عيوب هذه الطريقة تحيز الزبون ففي حالة الرغبة بالمنتج يعطي تقديراً عالياً لطلبه وفي حالة عدم الرغبة يعطي تقديراً منخفضاً, ومن عيوبه أيضاً ضعف استجابة الزبائن لهذه المسوح، وكلفة المسوح العالية، والحاجة إلى مهارات لإعداد وتنفيذ المسوح وبحوث السوق.
طريقة دلفي(4). لقد تم تطوير طريقة دلفي (Delphi Method) في عام 1964 من قبل مؤسسة البحث والتطوير الأمريكية المعروفة بمؤسسة راند (Rand Corporation)، وقد استخدمت لأول مرة في التنبؤ التكنولوجي حيث شارك عدد من المختصين في العلوم المختلفة ليحددوا التطورات التكنولوجية المتوقعة في المدى البعيد.
وتعرف تقنية دلفي بأنها عملية جماعية تسمح للخبراء الذين يمكن أن يتواجدوا في مناطق جغرافية مختلفة بالقيام بعملية التنبؤ، وهناك ثلاث أنواع للمشاركين في تقنية دلفي هم:
1-متخذو القرار
2-طاقم الموظفين
3-المستجيبون
تتكون مجموعة متخذي القرار Decision Makers من مجموعة من الخبراء الذين سيقومون باتخاذ قرارات على أساس نتائج التنبؤ، وهي عادة ما تتضمن 5-10 أعضاء, أما أفراد طاقم الموظفين Staff Personnel فيقومون بتحضير وتوزيع وجمع وتلخيص الاستبيانات ونتائج المسح الإحصائي، أما المستجيبون Respondents فهم مجموعة من الأفراد يتميزون بخبرتهم قيمة ومطلوبة.
أما أسلوب عمل طريقة دلفي فهو:
1-اختيار مجموعات طاقم الموظفين والمستجيبين
2-تحضير وإدارة الاستبيان رقم1
3-تحليل الاستبيان رقم 1
4-تحضير وإدارة الاستبيان رقم 2
5-تحليل الاستبيان رقم 2
6-عمل تحليل نهائي وتقديم النتائج.
7-القيام بالتنبؤ.
إن الفكرة الأساسية لطريقة دلفي هي عملية التغذية المرتدة، فنتيجة الاستبيان الأول ترتب وتعاد إلى المستجيبين مع الاستبيان الثاني المعتمد على نتائج وتصورات الاستبيان الأول. يمكن تعديل طريقة دلفي لتفي باحتياجات تنبؤ معينة، ففي بعض الحالات يمكن استخدام ثلاثة أو أربعة استبيانات. وقد طبقت لاحقاً دلفي في مجالات أخرى(5). خاصة تلك المتعلقة بقضايا السياسة العامة مثل الاتجاهات الاقتصادية والصحة والتعليم، كما أنها طبقت بنجاح وبدقة عالية في مجالات الأعمال، فقد بينت إحدى الدراسات أن دقتها وصلت إلى 97-96 % بمقارنة المبيعات المتوقعة بالفعلية بينما كانت دقة الأساليب الكمية للتنبؤ بحدود 85-90%.
وثمة عيوب في طريقة دلفي أهمها: الحاجة إلى لجنة ذات تأهيل وتدريب للإشراف على الطريقة، الخبراء قد لا يكونوا حقاً خبراء، تغير الخبراء من جلسة لأخرى، الكلفة العالية، والوقت الطويل.
تحليل السيناريو(6). تحليل السيناريو (Scenario) أسلوب آخر يتزايد استخدامه في التنبؤ وخاصة في التنبؤ المتوسط والطويل الأمد المتعلق باستقراء الاتجاهات. ويمكن تعريف السيناريو بأنه وصف كتابي للأوضاع أو الأحداث أو المتغيرات الرئيسية في المستقبل بالاعتماد على خبرة الشركة وافتراضاتها الأكثر ترجيحاً لما سيحدث في المستقبل، ولقد وضعت شركة جنرال إلكتريك الأمريكية نموذجاً معقداً لإعداد سيناريو عما تتوقعه الشركة ، والمراحل الأساسية لإعداد هذا النموذج هي:
أولاً: إعداد الخلفية: ويتضمن تقييم العوامل الأساسية في القطاع الذي تعمل فيه الشركة وكذلك في المجتمع كالسكان ونمط الحياة، التشريعات ، العوامل العلمية والتكنولوجية، الاقتصاد...الخ.
ثانياً: اختيار المؤشرات المهمة: تحديد المؤشرات المهمة في ضوء نتائج دراسة الخطوة السابقة، واختيار فريق من الخبراء لتقييم المؤشرات المهمة والأحداث المستقبلية المتوقعة ومستقبل الصناعة التي تعمل فيها الشركة.
ثالثاً: تحديد السلوك الماضي لكل مؤشر: وذلك بتحديد السلوك التاريخي لكل مؤشر، واستخدام الحاسوب للاستفادة من برامج الشركة الخاصة بتحليل تأثير الاتجاه، وأخيراً تحديد أسباب السلوك الماضي لكل اتجاه سواء كانت سكانية ، اجتماعية، اقتصادية، سياسية، تشريعية...الخ.
رابعاً: تثبيت احتمال الأحداث المستقبلية: مناقشة فريق الخبراء حول قيم الاتجاهات السابقة، وقيم التأثير المحتمل للأحداث المستقبلية، وقيم احتمال حدوثها ..الخ.
خامساً: التنبؤ بكل مؤشر: تشغيل برنامج تحليل تأثير الاتجاه واستخدام مصفوفة تحليل التأثير التبادلي للأحداث المستقبلية على المؤشرات المهمة وبما يساعد على استخلاص النتائج.
سادساً: كتابة السيناريو: وهي مرحلة استخلاص النتائج وإعداد الوصف الكتابي الملخص لها. ولابد من أن نشير إلى أن هذا النموذج المعقد يمكن تبسيطه حسب حجم الشركة ودرجة تعقد ظروفها الداخلية والخارجية، كما يمكن إعداد السيناريو المتعلق بأحد المؤشرات أو العوامل في سلوك أحد المنافسين أو تطوير المنتجات في مجال عمل الشركة أو ارتفاع كلفة المواد أو الأسعار مما يعني أن السيناريو أسلوب مرن قابل للاستخدام حسب أغراض الشركة وحاجاتها.
ثانياً: الأساليب الكمية: (Quantitative Methods): وهي التي تستخدم الطرق البيانية والإحصائية والرياضية للوصول إلى التنبؤات التي عادة ما تكون أكثر دقة وأقل تحيزاً بالمقارنة مع الأساليب النوعية وذلك لأنها تعتمد على سلسلة زمنية من البيانات في تحديد نمط الطلب وإسقاطها على المستقبل من أجل التنبؤ، ونعرض فيما يأتي لبعض هذه الأساليب والطرق:
الطريقة البيانية (Graphical Method)(7).: وتدعى أيضاً طريقة تحديد الاتجاه العام بالطريقة البيانية، وهي تقوم على تمثيل السلسلة الزمنية بالشكل البياني لتحديد الاتجاه العام ومن ثم مد وتوسيع خط الاتجاه العام حتى السنوات المراد التنبؤ بالطلب فيها، وخطوات الطريقة هي:
أ-ارسم البيانات الفعلية على الشكل البياني الذي يكون محوره الأفقي ممثلاً للفترة ومحوره العمودي للطلب.
ب-حدد الاتجاه العام تصاعدياً أم تنازلياً.
ت-ارسم خط الاتجاه العام على أن يمر بأكبر عدد ممكن من نقاط البيانات الفعلية أو بالقرب منها.
ث-لتقدير المبيعات مد خط الاتجاه العام ليصل إلى النقاط المقابلة للفترة المراد تقدير الطلب ومن ثم أسقطها أفقياً على محور الطلب، والمثال التالي يوضح هذه الطريقة:
مثال:
أدناه السلسلة الزمنية للطلب على المنتج (س) للفترة (91-198) المطلوب : التنبؤ بالطلب باستخدام الطريقة البيانية للسنوات (99) ، (2000)
السنوات 1991 92 93 94 95 96 97 1998
الطلب( بالآلاف 150 160 155 175 180 190 185 200
الحل:
1-أرسم البيانات الفعلية للطلب: