المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02

أهميـة دراسة الدخـل القومـي
11-2-2019
تشبه الرجال بالنساء ـ بحث روائي
6-10-2016
الآفات التي تصيب فستق الحقل (الفول السوداني)
4-1-2017
عاشـــوراء
27/9/2022
عدم اختصاص الاذان بقبيل خاص
1-12-2015
طبيعة العلاقة التي تربط الموظف بالادارة
2-4-2016


أخباره (عليه السلام) باستشهاد مزرع وحجر بن عدي  
  
3122   10:20 صباحاً   التاريخ: 4-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج7,ص70-77.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

مزرع فهو من خيار أصحاب الإمام (عليه السلام) وقد أخبره الإمام عن شهادته وأنّه يقتل ويصلب بين شرفتين من شرف المسجد وفي أيام الحكم الأسود من حكومة معاوية ألقى القبض عليه زياد بن أبيه فقتله وصلبه بين شرفتين من شرف المسجد .

أمّا حجر بن عدي فهو علم من أعلام الإسلام ومن كبار صحابة النبيّ (صلى الله عليه واله) وكان صديقا حميما للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد أخبره الإمام عن شهادته من بعده وذلك حينما عمّمه ابن ملجم بالسيف فقد قال له بعطف ورفق : كيف بك إذا دعيت إلى البراءة منّي فما عساك أن تقول؟، فأجابه حجر بإيمان وصدق : والله يا أمير المؤمنين لو قطّعت بالسيف إربا إربا واضرمت النار لي والقيت فيها لآثرت ذلك على البراءة منك , فأجابه الإمام : وفّقت لكلّ خير يا حجر جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيّك ولمّا أفلت دولة الحقّ وقامت دولة الباطل والجور دولة معاوية الذي أقام حكمه على سبّ الإمام وانتقاصه وجعل ذلك فرضا واجبا على ولاته وعمّاله يشيعونه في بلاد المسلمين ولمّا ولي المغيرة بن شعبة على الكوفة خطب الناس وتعرّض في خطابه إلى سبّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فانبرى إليه حجر كالأسد منكرا عليه قائلا : كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله وأنا أشهد أنّ من تذمّون وتعيّرون لأحق بالفضل ومن تزكّون أولى بالذمّ , ووثب قوم من أصحاب حجر فقالوا بمثل مقالته فالتفت المغيرة إلى حجر قائلا : يا حجر قد رمى بسهمك إذ كنت أنا الوالي عليك يا حجر اتّق غضب السلطان اتّق غضبه وسطوته فإنّ غضبة السلطان ممّا تهلك أمثالك كثيرا , ولم يزل حجر متحمّسا في ولائه للإمام أمير المؤمنين غير حافل بالأزمات والخطوب التي يعانيها من ولاة معاوية وقد قيل للمغيرة : اعدمه فامتنع من ذلك ولم تزل بطانته تلحّ عليه في قتله فقال لهم : إنّي قد قتلته .

قال : كيف ذاك؟ سيأتي أمير بعدي فيحسبه مثلي فيصنع به شبيها بما ترونه يصنع بي فيأخذه عند أوّل وهلة فيقتله شرّ قتلة , وولي من بعد المغيرة زياد بن أبيه الكوفة فجعل حجر يواصل نشاطه ضدّ السلطة وقد خطب زياد يوم الجمعة فأطال في خطابه حتى ضاق وقت الصلاة فانبرى إليه حجر منكرا عليه تأخير الفريضة قائلا : الصلاة ؛ فلم يعن الطاغية به ومضى في خطابه فقام حجر رافعا صوته : الصلاة , ولم يحفل الطاغية بكلام حجر فاسترسل في خطابه فخشي حجر فوت الصلاة فضرب يده كفّ من الحصى ورمى به صوب الطاغية وثار الناس معه فلمّا رأى ذلك زياد ورم أنفه وانتفخت أوداجه وقال : ما أنا بشيء إن لم أمنع ساحة الكوفة من حجر وأدعه نكالا من بعده ويل امّك يا حجر سقط العشاء على سرحان ثمّ تمثّل :

أبلغ نصيحة إن راعى أبلها      سقط العشاء به على سرحان

وأرسل زياد جماعة من وجوه الكوفة فأمرهم أن يردوا حجر عن خطته فامتنع حجر وأبى إلاّ الإنكار على السياسة الأموية وأخيرا أمر زياد شرطته أن يأتوه به فانطلقت الشرطة لإلقاء القبض عليه إلاّ أنّها لم تستطع ذلك فقد التفّ حوله جمهور من المؤمنين فمنعوا الشرطة من القبض عليه وكان قيس بن فهدان الكندي يلهب نار الثورة في النفوس ويدعو إلى حماية حجر وأصحابه , وتحصّن حجر وأصحابه فلم يتمكّن منهم زياد فجمع الزعماء وأبناء البيوت فقال لهم : يا أهل الكوفة أتشجون بيد وتأسون باخرى أبدانكم معي وأهواءكم مع حجر لهجاجة الأحمق المذبوب أنتم معي واخوانكم وأبناؤكم وعشائركم مع حجر هذا والله من دحسكم وغشّكم والله لتظهرون لي براءتكم أو لآتينّكم بقوم اقيم بهم أودكم وصعركم , فانبروا بخنوع وعبودية يظهرون الطاعة لهذا الطاغية قائلين : معاذ الله سبحانه أن يكون لنا فيما هاهنا رأي إلاّ طاعتك وطاعة أمير المؤمنين يعني معاوية وكلّ ما ظنّنا أنّ فيه رضاك وما يستبين به طاعتنا وخلافنا لحجر فمرنا به وأنس بكلام هؤلاء العبيد فأمرهم بما يلي : ليقيم كلّ امرئ منكم إلى هذه الجماعة حول حجر فليدع كلّ رجل منكم أخاه وابنه وذا قرابته ومن يطيعه من عشيرته حتى تقيموا عنه كلّ من استطعتم أن تقيموه وقام هؤلاء العبيد بإفساد أمر حجر وخذلان أتباعه ثمّ أمر زياد مدير شرطته شداد بن الهيثم بإلقاء القبض على حجر وأصحابه وضمّ إليه الأثيم محمّد بن الأشعث الكندي وقال له : يا أبا الشعثاء أما والله لتأتيني بحجر أو لا أدع لك نخلة إلاّ قطعتها ولا دارا إلاّ هدمتها ثمّ لا تسلم حتى أقطّعك إربا إربا , فقال له : امهلنى ثلاثا حتى أطلبه فقال له : أمهلتك فإن جئت به وإلاّ عدّ نفسك من الهلكى , وقام ابن الأشعث مع مدير الشرطة فتتبّعوا حجرا وأصحابه وبعد مصادمات عنيفة جرت بين الفريقين استطاعة جلاوزة زياد القبض عليه وعلى أصحابه فجيء بهم إلى زياد فأمر بإيداعهم في السجن , وطلب زياد من عملاء السلطة أن يشهدوا على حجر وأصحابه فشهد جمع منهم أنّهم تولّوا عليّا وعابوا عثمان ونالوا من معاوية فلم يرض زياد بهذه الشهادة وقال : إنّها غير قاطعة وانبرى أبو بردة بن أبي موسى الأشعري فكتب شهادة ترضى السلطة هذه نصّها : هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى الأشعري لله ربّ العالمين شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة وفارق الجماعة ولعن الخليفة ودعا إلى الحرب وجمع إليه الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة وكفر بالله كفرة صلعاء , رضي زياد بن أبيه بهذه الشهادة التي كتبها ابن أبي الأشعري الذي لم يفقه هو وأبوه شيئا من الإسلام , وشهد بهذه الشهادة سبعون رجلا كلّهم من المنحرفين عن الإسلام وعملاء السلطة ورفع زياد هذه الوثيقة إلى أخيه اللاّشرعي معاوية فأمر بحملهم إلى الشام موثّقين بالحديد فحملوا ليلا ووقعت النياحة في دار حجر وصعدت ابنته فوق سطح الدار وألقت نظرة على القافلة التي تسير إلى الموت وهي تبكي أمرّ البكاء وتناجي القمر وتبثّه لوعتها وأحزانها وقد صاغت من محنتها وبلواها أبياتا من الشعر قائلة :

ترفّع أيّها القمر المنير        لعلّك أن ترى حجرا يسير

يسير إلى معاوية بن حرب         ليقتله كذا زعم الأمير

ويصلبه على بابي دمشق       وتأكل من محاسنه الطيور

 وانتهت القافلة التي تقلّ خيرة الصحابة إلى مرج عذراء فلمّا عرف حجر أنّه بهذه القرية رفع صوته قائلا : والله إنّي لأوّل مسلم نبحته كلابها وأوّل مسلم كبّر بواديها , وتقدّم البريد بأخبارهم إلى الطاغية ابن هند ففرح لأنّه أخذ ثأره من أنصار رسول الله (صلى الله عليه واله) فأرسل إليهم رجلا أعور فأمره بإعدامهم إن لم يتبرّءوا من وصي رسول الله (صلى الله عليه واله) وباب مدينة علمه فلمّا رآه بعضهم قال متشائما : إن صدق الزجر فإنّه سيقتل نصفنا وينجو الباقون فقيل له : وكيف ذاك؟ فقال : أما ترون الرجل مصاب بإحدى عينيه , وقدّم الجلاد الحقير فقال لحجر : إنّ أمير المؤمنين أمرني بقتلك يا رأس الضلال ومعدن الكفر والطغيان والمتولّي لأبي تراب وقتل أصحابك إلاّ أن ترجعون عن كفركم وتلعنوا صاحبكم وتتبرّءون منه فانبرى إليه حجر كالأسد فقال مستهينا بالموت وساخرا من الحياة : إنّ الصبر على حدّ السيف لأيسر علينا ممّا تدعوننا إليه ثمّ القدوم على الله وعلى نبيّه وعلى وصيّه أحبّ إلينا من دخول النار , وحفرت لهم القبور وطلب حجر أن يسمحوا له بالوضوء والصلاة فسمحوا له بذلك فتوضّأ وصلّى صلاة وأطال في سجودها فلمّا أتمّ صلاته قال للقوم : والله ما صلّيت صلاة أخفّ منها ولو لا أن تظنّوا فيّ جزعا من الموت لاستكثرت منها , ثمّ أخذ يناجي ربّه ويدعو على عدوّه الماكر الخبيث ابن هند قائلا : اللهمّ إنّا نستعيذك على امّتنا فإنّ أهل الكوفة شهدوا علينا وأنّ أهل الشام يقتلوننا أما والله لئن قتلتموني بها فإنّي لأوّل فارس من المسلمين هلك في واديها وأوّل رجل من المسلمين نبحته كلابها ؛ وانطلق الخبيث الأعور هدبة بن فياض القضاعي شاهرا سيفه فلمّا رآه حجر ارتعدت أوصاله وقيل له : زعمت أنّك لا تجزع من الموت فابرأ من صاحبك وندعك , فأجاب حجر : ما لي لا أجزع وأرى قبرا محفورا وكفنا منشورا وسيفا مشهورا وإنّي والله إن جزعت من القتل لا أقول ما يسخط الربّ وكان آخر ما نطق به : لا تطلقوا عنّي حديدا ولا تغسلوا عنّي دما فإنّي ملاق معاوية على الجادة , ثمّ نفّذ فيه حكم الإعدام وسقط على الأرض جثة هامدة ففي ذمّة الله ما لاقاه هذا العملاق العظيم من التنكيل والقتل لا ذنب اقترفه وإنّما ولائه أخي رسول الله ووصيّه وباب مدينة علمه وقد صدق حجر في ولائه ومحبّته وإخلاصه لإمامه فقد آثر الموت واستهان بالحياة في سبيله فجزاه الله تعالى عن الإسلام خيرا فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّا .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.