المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Watson,s Triple Integrals
17-9-2018
معرفة ثقافة الموت
22-11-2016
سمك النصف half-thickness
26-11-2019
مبدأ الأخوّة الإيمانية
24-5-2017
Naming Ethers
22-10-2019
Palatals and labial velars
2024-04-06


أويس القرني  
  
4783   02:45 مساءً   التاريخ: 2-02-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص272-273.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

سهيل اليمن وشمس قرن، من خيار التابعين ومن حواري أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومن الزهاد الثمانية بل هو أفضلهم‏ ، و كان آخر نفر من المائة الذين بايعوا عليّا (عليه السلام) يوم صفّين و تعاهدوا على بذل مهجهم في ركابه، فقاتل كثيرا بين يدي عليّ (عليه السلام) حتى قتل.

وقد بشر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) اصحابه بأويس القرني وقال : يدخل الجنّة في شفاعته مثل ربيعة و مضر.

وقال أيضا : تفوح روائح الجنّة من قبل قرن، وا شوقاه إليك يا أويس القرني ألا و من لقيه‏

فليقرأه منّي السلام‏ .

واعلم انّ الموحدين من العرفاء يثنون على أويس القرني كثيرا، و يقولون انّه سيّد التابعين، و انّ النبي (صلى الله عليه واله) قال انّه نفس الرحمن و خير التابعين و قد كان (صلى الله عليه واله) يلتفت الى اليمن و يشمّ الريح و يقول: «انّي لأنشق روح الرحمن من طرف اليمن».

وقيل كان أويس جمّالا و كان ينفق على امّه من أجرتها، فلما استجازها أن يذهب الى المدينة لزيارة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قالت له: أجيزك بالذهاب بشرط أن لا تبقى اكثر من نصف يوم.

فسافر الى المدينة لكن لم يجد النبي (صلى الله عليه واله) في داره فانتظر قدومه برهة ثم رجع الى اليمن من دون أن يرى النبي (صلى الله عليه واله)و ذلك اطاعة لأمّه، فلمّا جاء رسول اللّه (صلى الله عليه واله)سأل انّ هذا النور الذي في البيت لمن؟ قالوا: جاء جمّال يسمّى أويس لزيارتك، فرجع بعد ما تأخّرت، فذكر النبي (صلى الله عليه واله) انّه خلّف هذا النور هنا و ذهب.

وجاء في كتاب تذكرة الاولياء: انّ ثوب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أعطي الى أويس و ذلك بأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) في ايام خلافة عمر.

وفي أحد الايام نظر عمر إليه فرآه قد ستر نفسه بالقماش الذي يوضع على البعير و لم يكن له ملبوس سواه، فمدحه عمر على زهده و قناعته و قال : من الذي يشتري هذه الخلافة منّي بقرص شعير.

فقال له أويس: انّ العاقل لا يرضى بهذا البيع و الشراء، و ان كنت صادقا دع الخلافة حتى يأخذها من يشاء، قال : ادع لي يا أويس، فقال أويس : انّي ادعوا للمؤمنين و المؤمنات عقيب كلّ صلاة فان كنت منهم شملك دعائي و الّا لم أضيّع دعائي.

وقيل انّ أويس كان يقول في بعض الليالي: الليلة ليلة الركوع، فيظلّ راكعا حتى الفجر.

ويقول ليلة أخرى : الليلة ليلة السجود فيظلّ ساجدا الى الفجر.

فقيل له: لم تؤذي نفسك؟.

قال : وددت أن تكون الدنيا من الأزل الى الأبد ليلة واحدة فأمضيها بسجدة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.