أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-05-2015
8865
التاريخ: 2024-04-03
695
التاريخ: 2024-01-25
1556
التاريخ: 5-05-2015
2972
|
يتميّز القرآن الكريم عن غيره من الكتب السماوية بآفاقه اللامتناهية كما عبّـر عن ذلك خاتم الأنبياء ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) وقال : ( ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، له تخوم ، وعلى تخومه تخوم ، لا تُحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ) (1) .
وقد عبّـر عنه سيد الأُوصياء ( عليه السَّلام ) ، بقوله : ( وسِرَاجاً لا يَخْبُو تَوَقُّدُهُ وَ بَحْراً لا يُدْرَكُ قَعْرُهُ ـ إلى أن قال ـ وَ بَحْرٌ لا يَنْزِفُهُ الْمُسْتَنْزِفُونَ وَ عُيُونٌ لا يُنْضِبُهَا الْمَاتِحُونَ وَ مَنَاهِلُ لا يَغِيضُهَا الْوَارِدُونَ ) (2) .
ولأجل ذلك صار القرآن الكريم النسخة الثانية لعالم الطبيعة ، الذي لا يزيد البحث فيه والكشف عن حقائقه إلاّ معرفة أنّ الإنسان لا يزال في الخُطوات الأُولى من التوصّل إلى مكامنه الخفية وأغواره البعيدة .|
والمترقّب من الكتاب العزيز النازل من عند اللّه الجليل ، هو ذاك وهو كلام مَن لا تتصور لوجوده وصفاته نهاية ، فيناسب أن يكون فعله مشابهاً لوصفه ، ووصفه حاكياً عن ذاته ، وبالتالي يكون القرآن مرجع الأجيال وملجأ البشرية في جميع العصور .
ولمّا ارتحل النبي الأكرم ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، والتحق بالرفيق الأعلى ، وقف المسلمون على أنّ فهم القرآن وإفهامه يتوقف على تدوين علوم تسهّل التعرّف على القرآن الكريم ؛ ولأجل ذلك قاموا بعملين ضخمين في مجال القرآن :
الأوّل : تأسيس علوم الصرف والنحو واللغة والاشتقاق وما شابهها ؛ لتسهيل التعرّف على مفاهيم ومعاني القرآن الكريم أوّلاً ، والسنّة النبوية ثانياً ، وإن كانت تقع في طريق أهداف أُخرى ، أيضاً لكن الغاية القصوى من القيام بتأسيسها وتدوينها هو فهم القرآن وإفهامه .
الثاني : وضع تفاسير لمختلف الأجيال حسب الأذواق المختلفة ؛ لاستجلاء مداليله ، ومن هنا لا نجد في التاريخ مثيلاً للقرآن الكريم من حيث شدّة اهتمام أتباعه به ، وحرصهم على ضبطه ، وقراءته ، وتجويده ، وتفسيره ، وتبيينه .
وقد ضبط تاريخ التفسير أسماء ما ينوف على ألفين ومِئتي تفسير ، وعند المقايسة يختص ربع هذا العدد بالشيعة الإمامية (3) .
هذا ما توصّل إلى إحصائه المحقّقون من طريق الفهارس ومراجعة المكتبات .
عدا ما فاتهم ذكره ممّا ضاع في الحوادث المؤسفة كالحرق والغرق والغارة .
وعلى ضوء هذا ، يصعب جداً الإحاطة بعدد التفاسير وأسمائها وخصوصياتها طيلة أربعة عشر قرناً حسب اختلاف بيئاتهم وقابلياتهم وأذواقهم .
____________________________
1 ـ الكافي : 2 / 238 ، وفي بعض النسخ : له نجوم ، وعلى نجومه نجوم .
2 ـ نهج البلاغة : الخطبة 198 .
3 ـ لاحظ معجم المفسرين لـ ( عادل نويهض ) وطبقات المفسّرين لـ ( الحافظ شمس الدين الداودي ) المتوفّى عام 945هـ ، وما ذكرنا من الإحصاء مأخوذ من ( معجم المفسّرين ) ، كما أنّ ما ذكرنا من أنّ ربع هذا العدد يختص بالشيعة مأخوذ من ملاحظة ما جاء في كتاب ( الذريعة إلى تصانيف الشيعة ) من ذكر 450 تفسيراً للشيعة .
ولكن الحقيقة فوق ذلك ، فإنّ كلّ ما قام به علماء الشيعة في مجال التفسير باللغات المختلفة في العصر الحاضر لم يُذكر في الذريعة ، ولأجل ذلك يصح أن يقال : إنّ ثلث هذا العدد يختص بالشيعة ، كما أنّه فات صاحب ( معجم المفسّرين ) ذكر عدّة من كتب التفسير للشيعة الإمامية ، وإن كان تتبعه جديراً للتقدير .
ولقد أتينا بذكر أُمّة كبيرة من المفسّرين الشيعة من عصر الصحابة والتابعين إلى يومنا هذا ، من الذين قاموا بتفسير القرآن بألوان مختلفة ، في تقديمنا لكتاب ( التبيان ) لشيخ الطائفة الطوسي ( قدَّس سرَّه ) وقد طُبع مع الجزء الأوّل ، كما طُبع أيضاً في نهاية الجزء العاشر من موسوعاتنا التفسيرية ( مفاهيم القرآن ) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|