أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2016
3935
التاريخ: 29-01-2015
3331
التاريخ: 2023-12-12
1238
التاريخ: 29-01-2015
3471
|
اصدر الامام اوامره بالعفو عن جميع اعدائه والمعارضين له وطلبت عائشة ان يؤمن ابن اختها عبد الله بن الزبير وهو من ألد اعدائه فأجابها إلى ذلك وتكلم معه الحسن والحسين فى شأن مروان فآمنه وعفا عنه ونادى مناديه : ألا لا يجهز على جريح ولا يتبع مول ولا يطعن في وجه مدبر ومن القى سلاحه فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن .
ثم آمن الاسود والأحمر على حد تعبير اليعقوبي ولم ينكل بأحد من خصومه وبذلك فقد انتشر السلام وعم الهدوء في جميع ربوع البصرة.
بعث أمير المؤمنين عبد الله بن عباس الى عائشة لتخرج من البصرة الى يثرب فتقر فى بيتها كما أمرها الله فانطلق إليها ابن عباس واستأذن منها فأبت أن تأذن له فدخل بغير أذن وهوى الى متاعها فأخرج منه وسادة فجلس عليها فتأثرت منه وقالت له : تالله يا ابن عباس ما رأيت مثلك تدخل بيتنا وتجلس على وسادتنا بغير أمرنا!!
فانبرى إليها ابن عباس وهو فياض المنطق قائلا : والله ما هو بيتك ولا بيتك الا الذي أمرك الله أن تقرى فيه فلم تفعلي إن أمير المؤمنين يأمرك أن ترجعي الى بلدك الذي خرجت منه .
فأظهرت كوامن غيظها وبغضها للامام فقالت : رحم الله أمير المؤمنين ذاك عمر بن الخطاب .
قال : نعم , وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ,
قالت : أبيت أبيت .
قال : ما كان إباؤك إلا فواق ناقة بكيئة , ثم صرت ما تحلين ولا تمرين ولا تأمرين ولا تنهين.
فالتاعت من كلامه وأرسلت ما في عينيها من دموع ثم قالت له : نعم ارجع فان ابغض البلدان الي بلد انتم فيه ؛ فثار ابن عباس من كلامها ورد عليها : أما والله ما كان ذلك جزاؤنا منك إذ جعلناك للمؤمنين أما وجعلنا أباك لهم صديقا .
فاجابته باسخف القول : أتمن علي برسول الله؟!!
وما ابعد هذا القول عن منطق الايمان فمن تكون هي لو لا رسول الله فبسببه علا لها نجم وصار لها ذكر ؛ وقد انبرى ابن عباس فرد عليها منطقها الرخيص قائلا : نمن عليك بمن لو كان منك بمنزلته منا لمننت به علينا!! وتركها وانصرف فاخبر الامام بحديثه معها وباستجابتها لقوله فشكره الامام على ذلك ولما عزمت على الخروج جهزها الامام باحسن جهاز واعد لها قافلة كاملة لا ينقصها شيء وفي اليوم المقرر لسفرها دخل عليها ومعه الحسن والحسين فلما رأينه النسوة بكين وصحن في وجهه والتفتت إليه صفية ربه الدار فقالت له :يا قاتل الأحبة , يا مفرق الجماعات , أيتم الله بنيك منك كما ايتمت بنى عبد الله , اجابها الامام : لو كنت قاتل الأحبة لقتلت من في هذا البيت وأشار الى بيت فى دارها قد اختفى فيه فريق من أعدائه وخصومه وأراد من كان معه الهجوم عليهم فمنعهم من ذلك وجرى بعد ذلك حديث بين الامام وعائشة فقالت له : إني احب أن أقيم معك فاسير إلى قتال عدوك فابى الامام وأمرها أن تقر في البيت الذي تركها فيه رسول الله ولو أراد السياسة الوقتية لأجابها إلى ذلك ولكنه منبع التقوى والايمان أراد أن يسير معها على وفق الشريعة الاسلامية التي تلزم المرأة بالحجاب وبالعمل لتهذيب نفسها واصلاح منزلها وليس لها باي حال أن تدخل في المعمعات الحزبية والمعتركات السياسية ورحلت عائشة من البصرة وقد اسكنت بيوتها الثكل والحزن والحداد وروعت المسلمين وأشاعت القتل فيما بينهم فقد كان عدد الضحايا بسببها عشرة آلاف نصفهم من اصحابها والنصف الآخر من أصحاب الامام وقد دمرت بخروجها على الامام وشائج الصلات بين المسلمين ونسفت أواصر الأخوة الاسلامية التي عقدها الرسول الكريم وفتحت باب الفتن والشر بين أمة محمد (صلى الله عليه واله) كما مهدت العصيان لمعاوية وبني أميّة وعبدت لهم الطريق ليتخذوا من دم عثمان وسيلة الى الظفر بالحكم وإلى استعباد المسلمين واذلالهم.
لقد اجمع أئمة المسلمين على تأثيم القائمين بهذا التمرد وانه لا مبرر له بحال من الاحوال كما نعتوهم بالبغاة وان الواجب الديني يقضي بمناجزتهم عملا بقوله تعالى : {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9] .
يقول أبو حنيفة : وما قاتل أحد عليا الا وعلي أولى بالحق منه ولو لا ما سار علي فيهم ما علم أحد كيف السيرة فى المسلمين , ولا شك ان عليا إنما قاتل طلحة والزبير بعد أن بايعاه وخالفاه وفى يوم الجمل سار على فيهم بالعدل وهو علم المسلمين فكانت السنة في قتال أهل البغي .
وقال ابن حجر : ان أهل الجمل وصفين رموا عليا بالمواطاة مع قتلة عثمان وهو برئ من ذلك وحاشاه واضاف يقول : ويجب على الامام قتال البغاة لا جماع الصحابة عليه ولا يقاتلهم حتى يبعث إليهم أمينا عدلا فطنا ناصحا يسألهم عما ينقمونه على الامام تأسيا بعلي (عليها السلام) فى بعثه ابن عباس الى الخوارج بالنهروان .
وقال امام الحرمين الحويني : كان على بن أبي طالب امام حق في توليته ومقاتلوه بغاة .
ان الشريعة الاسلامية تلزم بمناجزة الخارجين على السلطة الشرعية لان في خروجهم تصديعا لوحدة المسلمين وتدميرا لاخوتهم.
لقد مرت هذه الحادثة الرهيبة على الامام الحسن وقد عرفته باضغان القوم وأحقادهم على أبيه وقد كان فى تلك الموقعة البطل الوحيد والقائد المحنك الذي استطاع أن يحفز الجماهير ويجهزهم لقتال القوى الباغية على أبيه.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|