المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مواعيد زراعة الكرنب (الملفوف)
2024-11-28
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28

مولدها (عليها السلام)
16-12-2014
A Diels-Alder
4-2-2019
Biota
29-8-2017
الإنتاج في إطار الإنسانيّة
15-02-2015
تخرب الماسخات البنى الثانوية والثالثية والرابعية للبروتين
13-5-2021
أنواع الأفلام Types of Films- الأفلام تحت الحمراء
30-3-2022


العفو العام وتسريح عائشة  
  
3265   02:08 مساءاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
الجزء والصفحة : ج1, ص410-414.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

 اصدر الامام اوامره بالعفو عن جميع اعدائه والمعارضين له وطلبت عائشة ان يؤمن ابن اختها عبد الله بن الزبير وهو من ألد اعدائه فأجابها إلى ذلك وتكلم معه الحسن والحسين فى شأن مروان فآمنه وعفا عنه ونادى مناديه : ألا لا يجهز على جريح ولا يتبع مول ولا يطعن في وجه مدبر ومن القى سلاحه فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن .

ثم آمن الاسود والأحمر على حد تعبير اليعقوبي ولم ينكل بأحد من خصومه وبذلك فقد انتشر السلام وعم الهدوء في جميع ربوع البصرة.

بعث أمير المؤمنين عبد الله بن عباس الى عائشة لتخرج من البصرة الى يثرب فتقر فى بيتها كما أمرها الله فانطلق إليها ابن عباس واستأذن منها فأبت أن تأذن له فدخل بغير أذن وهوى الى متاعها فأخرج منه وسادة فجلس عليها فتأثرت منه وقالت له : تالله يا ابن عباس ما رأيت مثلك تدخل بيتنا وتجلس على وسادتنا بغير أمرنا!!

فانبرى إليها ابن عباس وهو فياض المنطق قائلا : والله ما هو بيتك ولا بيتك الا الذي أمرك الله أن تقرى فيه فلم تفعلي إن أمير المؤمنين يأمرك أن ترجعي الى بلدك الذي خرجت منه .

فأظهرت كوامن غيظها وبغضها للامام فقالت : رحم الله أمير المؤمنين ذاك عمر بن الخطاب .

قال : نعم , وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ,

قالت : أبيت أبيت .

قال : ما كان إباؤك إلا فواق ناقة بكيئة , ثم صرت ما تحلين ولا تمرين ولا تأمرين ولا تنهين.

فالتاعت من كلامه وأرسلت ما في عينيها من دموع ثم قالت له : نعم ارجع فان ابغض البلدان الي بلد انتم فيه ؛ فثار ابن عباس من كلامها ورد عليها : أما والله ما كان ذلك جزاؤنا منك إذ جعلناك للمؤمنين أما وجعلنا أباك لهم صديقا .

فاجابته باسخف القول : أتمن علي برسول الله؟!!

وما ابعد هذا القول عن منطق الايمان فمن تكون هي لو لا رسول الله فبسببه علا لها نجم وصار لها ذكر ؛ وقد انبرى ابن عباس فرد عليها منطقها الرخيص قائلا : نمن عليك بمن لو كان منك بمنزلته منا لمننت به علينا!! وتركها وانصرف فاخبر الامام بحديثه معها وباستجابتها لقوله فشكره الامام على ذلك ولما عزمت على الخروج جهزها الامام باحسن جهاز واعد لها قافلة كاملة لا ينقصها شيء وفي اليوم المقرر لسفرها دخل عليها ومعه الحسن والحسين فلما رأينه النسوة بكين وصحن في وجهه والتفتت إليه صفية ربه الدار فقالت له :يا قاتل الأحبة , يا مفرق الجماعات , أيتم الله بنيك منك كما ايتمت بنى عبد الله , اجابها الامام : لو كنت قاتل الأحبة لقتلت من في هذا البيت وأشار الى بيت فى دارها قد اختفى فيه فريق من أعدائه وخصومه وأراد من كان معه الهجوم عليهم فمنعهم من ذلك وجرى بعد ذلك حديث بين الامام وعائشة فقالت له : إني احب أن أقيم معك فاسير إلى قتال عدوك فابى الامام وأمرها أن تقر في البيت الذي تركها فيه رسول الله ولو أراد السياسة الوقتية لأجابها إلى ذلك ولكنه منبع التقوى والايمان أراد أن يسير معها على وفق الشريعة الاسلامية التي تلزم المرأة بالحجاب وبالعمل لتهذيب نفسها واصلاح منزلها وليس لها باي حال أن تدخل في المعمعات الحزبية والمعتركات السياسية ورحلت عائشة من البصرة وقد اسكنت بيوتها الثكل والحزن والحداد وروعت المسلمين وأشاعت القتل فيما بينهم فقد كان عدد الضحايا بسببها عشرة آلاف نصفهم من اصحابها والنصف الآخر من أصحاب الامام وقد دمرت بخروجها على الامام وشائج الصلات بين المسلمين ونسفت أواصر الأخوة الاسلامية التي عقدها الرسول الكريم وفتحت باب الفتن والشر بين أمة محمد (صلى الله عليه واله) كما مهدت العصيان لمعاوية وبني أميّة وعبدت لهم الطريق ليتخذوا من دم عثمان وسيلة الى الظفر بالحكم وإلى استعباد المسلمين واذلالهم.

لقد اجمع أئمة المسلمين على تأثيم القائمين بهذا التمرد وانه لا مبرر له بحال من الاحوال كما نعتوهم بالبغاة وان الواجب الديني يقضي بمناجزتهم عملا بقوله تعالى : {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9] .

يقول أبو حنيفة : وما قاتل أحد عليا الا وعلي أولى بالحق منه ولو لا ما سار علي فيهم ما علم أحد كيف السيرة فى المسلمين , ولا شك ان عليا إنما قاتل طلحة والزبير بعد أن بايعاه وخالفاه وفى يوم الجمل سار على فيهم بالعدل وهو علم المسلمين فكانت السنة في قتال أهل البغي .

وقال ابن حجر : ان أهل الجمل وصفين رموا عليا بالمواطاة مع قتلة عثمان وهو برئ من ذلك وحاشاه واضاف يقول : ويجب على الامام قتال البغاة لا جماع الصحابة عليه ولا يقاتلهم حتى يبعث إليهم أمينا عدلا فطنا ناصحا يسألهم عما ينقمونه على الامام تأسيا بعلي (عليها السلام) فى بعثه ابن عباس الى الخوارج بالنهروان .

وقال امام الحرمين الحويني : كان على بن أبي طالب امام حق في توليته ومقاتلوه بغاة .

ان الشريعة الاسلامية تلزم بمناجزة الخارجين على السلطة الشرعية لان في خروجهم تصديعا لوحدة المسلمين وتدميرا لاخوتهم.

لقد مرت هذه الحادثة الرهيبة على الامام الحسن وقد عرفته باضغان القوم وأحقادهم على أبيه وقد كان فى تلك الموقعة البطل الوحيد والقائد المحنك الذي استطاع أن يحفز الجماهير ويجهزهم لقتال القوى الباغية على أبيه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.