المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

محاولات "برجشتراسر في صنع الأطلس
23-11-2018
العلاقـة بين TQM و 9000 ISO
7-4-2021
رعمسيس الثاني و(قفط).
2024-08-12
القيمة الفعّالة effective value
22-10-2018
أبو حيان
4-03-2015
تأثير مخلفات صناعة الغزل والنسيج
2024-01-25


دعاؤه في التضرع إلى اللّه  
  
3192   10:50 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص194-196.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2016 3567
التاريخ: 13-4-2016 3286
التاريخ: 2-4-2016 6388
التاريخ: 24/10/2022 894

[من دعاء الامام السجاد في التضرع الى الله ] :

إلهي أحمدك على حسن صنيعك إلي و سبوغ نعمائك علي و جزيل عطائك عندي و على ما فضلتني به من رحمتك و اسبغت عليّ من نعمتك فقد اصطنعت عندي ما يعجز عنه شكري و لو لا احسانك إلي و سبوغ نعمائك علي ما بلغت احراز حظي و لا اصلاح نفسي و لكنك ابتدأتني بالاحسان و رزقتني في أموري كلها الكفاية و صرفت عني جهد البلاء و منعت مني محذور القضاء .

إلهي فكم من بلاء جاهد قد صرفت عني و كم من نعمة سابغة , أقررت بها عيني و كم من صنيعة كريمة لك عندي أنت الذي أجبت عند الاضطرار دعوتي و أقلت عند العثار زلتي و أخذت لي من الأعداء بظلامتي إلهي ما وجدتك بخيلا حين سألتك و لا منقبضا حين أردتك بل وجدتك لدعائي سامعا و لمطالبي معطيا و وجدت نعماك علي سابغة في كل شأن من شأني و في كل زمان من زماني فأنت عندي محمود و صنيعك لدي مبرور تحمدك نفسي و لساني و عقلي حمدا يبلغ الوفاء و حقيقة الشكر حمدا يكون مبلغ رضاك عني فنجني من سخطك يا كهفي حين تعييني المذاهب و يا مقيلي عثرتي فلو لا سترك عورتي لكنت من المفضوحين و يا مؤيدي بالنصر فلو لا نصرك إياي لكنت من المغلوبين و يا من وضعت له الملوك نير المذلة على اعناقها فهم من سطوته خائفون و يا أهل التقوى‏ و يا من له الأسماء الحسنى اسألك أن تعفو عني و تغفر لي فلست بريئا فاعتذر و لا بذي قوة فانتصر و لا مفر لي فأفر و أستقيلك عثراتي و اتنصل‏ إليك من ذنوبي التي قد أوبقتني‏ و احاطت بي فأهلكتني منها فررت إليك رب تائبا فتب علي متعوذا فأعذني مستجيرا فلا تخذلني سائلا فلا تحرمني معتصما فلا تسلمني داعيا فلا تردني خائبا دعوتك يا رب مسكينا مستكينا مشفقا خائفا وجلا فقيرا مضطرا إليك أشكو إليك يا إلهي ضعف نفسي عن المسارعة في ما وعدته أولياءك و المجانبة عما حذرته اعداءك و كثرة همومي و وسوسة نفسي , إلهي لم تفضحني بسريرتي و لم تهلكني بجريرتي‏ ادعوك فتجيبني و أن كنت بطيئا حين تدعوني و اسألك كل ما شئت من حوائجي و حيث ما كنت وضعت عندك سري فلا ادعو سواك و لا أرجو غيرك لبيك .. لبيك تسمع من شكا إليك و تلقى من توكل عليك‏ و تخلص من اعتصم بك و تفرج عمن لاذ بك إلهي فلا تحرمني خير الآخرة و الأولى لقلة شكري و اغفر لي ما تعلم من ذنوبي إن تعذب فأنا الظالم المفرط المضيع الآثم المقصر المضجع‏ المغفل حظ نفسي و إن تغفر فأنت ارحم الراحمين .

احتوى هذا الدعاء الجليل على تضرع الإمام (عليه السلام) و استكانته أمام الخالق العظيم معترفا بعظيم الطافه و سبوغ نعمه عليه طالبا منه العفو و الغفران و التوبة عليه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.