المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مقاييس الخصوبة
23-10-2017
الشيخ كاظم العميدي الشريف النجفي.
16-1-2018
Deoxyuridine Triphosphatase
1-1-2016
مُسَعر بخاري calorimeter, steam
5-3-2018
خصائص اليمين المتممة
2024-11-09
الأداء الإداري وأداء المنظمة
24-4-2016


استقبال السجاد لعيد الفطر  
  
4229   11:52 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص223-226.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يستقبل يوم عيد الفطر بالدعاء إلى اللّه تعالى طالبا منه أن يتقبل صومه و سائر عباداته و مبراته في شهر رمضان و أن يمنحه العفو و الرضوان و كان في الصباح الباكر يعطي الفقراء زكاة الفطرة عن نفسه و عمن يعول به كما كان يصلي صلاة العيد و بعد الفراغ منها يستقبل القبلة و يدعو بهذا الدعاء الجليل:

 يا من يرحم من لا يرحمه العباد و يا من يقبل من لا تقبله البلاد و يا من لا يحتقر أهل الحاجة إليه و يا من لا يخيب الملحين عليه و يا من‏ لا يجبه بالرد أهل الدالة عليه يا من يجتبي‏ صغير ما يتحف به و يشكر يسير ما يعمل له و يا من يشكر على القليل و يجازي بالجليل و يا من يدنو إلى من دنا منه و يا من يدعو إلى نفسه من أدبر عنه و يا من لا يغير النعمة و لا يبادر بالنقمة و يا من يثمر الحسنة حتى ينميها و يتجاوز عن السيئة حتى يعفيها انصرفت الآمال دون مدى كرمك‏ بالحاجات و امتلأت بفيض جودك أوعية الطلبات و تفسخت دون بلوغ نعتك الصفات فلك العلو الأعلى فوق كل عال و الجلال الأمجد فوق كل جلال كل جليل عندك صغير و كل شريف في جنب شرفك حقير خاب الوافدون على غيرك و خسر المتعرضون إلا لك و ضاع الملمون إلا بك و اجدب المنتجعون‏ إلا من انتجع فضلك بابك مفتوح للراغبين وجودك مباح للسائلين و اغاثتك قريبة من المستغيثين لا يخيب منك الآملون و لا ييأس من عطائك المتعرضون و لا يشقى بنقمتك المستغفرون رزقك مبسوط لمن عصاك و حلمك معترض لمن ناواك عادتك الاحسان الى المسيئين و سنتك الابقاء على المعتدين حتى لقد غرتهم أناتك عن الرجوع و صدهم امهالك عن النزوع و إنما تأنيت بهم ليفيئوا إلى أمرك و أمهلتهم ثقة بدوام ملكك فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها و من كان من أهل الشقاوة خذلته لها.

عرض الإمام الأعظم (عليه السلام) في هذه اللوحة إلى الطاف اللّه تعالى و فضله الشامل على العباد فهو العطوف و الرحيم على من انقطع عن العباد و لا يجد راحما سواه كما أن رحمته تعالى شملت من طاردته الحكومات فهام على وجهه من الخوف و من الطاف اللّه تعالى أنه لا يحتقر المحتاجين إليه كما يحتقرهم العباد و من رحمته تعالى أنه لا يخيب آمال‏ الملحين عليه بالمسألة و الدعاء و من عظيم فضله تعالى وسعة رحمته انه يقبل القليل من العمل الصالح و يجازي عليه بالكثير و قد تحبب الى عباده فقد دنا إلى من دنا منه و دعا من أدبر عنه ليمنحهم المنزلة الرفيعة في دار الآخرة و ينقذهم من الهلاك و من الطاف اللّه على عباده أنه لا يغير نعمة أنعم بها عليهم إلا أن يغيروا ما بأنفسهم كما أنه تعالى ينمي الحسنة و يربيها لصاحبها في دار الآخرة .

إن كرم اللّه وجوده لا يحد فقد عجزت الأوصاف و النعوت أن تلم به تعالى فهو فوق كل عال وفوق كل جلال و فوق كل شريف , و نعى الإمام (عليه السلام) في دعائه على الذين يلجئون إلى غير اللّه فقد فوتوا عليهم الخير و ضاعت آمالهم و خسرت صفقتهم كما قد ربح من التجأ إليه تعالى و فاز فوزا عظيما و تعرض الإمام (عليه السلام) إلى حلم اللّه تعالى و انابته على المعتدين فلم يعاجلهم بالعقوبة لعلهم يفيئوا إلى أمره تعالى و يرجعوا إلى حظيرة الحق , هذه بعض الأمور التي حفلت بها هذه القطعة من دعاء الإمام (عليه السلام)  و لنستمع إلى الفصل الأخير منه:

 كلهم صائرون إلى حكمك و أمورهم آئلة إلى أمرك لم يهن على طول مدتهم سلطانك و لم يدحض لترك معاجلتهم برهانك حجتك قائمة لا تدحض و سلطانك ثابت لا يزول فالويل الدائم لمن جنح‏ عنك و الخيبة الخاذلة لمن خاب منك و الشقاء الأشقى لمن اغتر بك‏ ما أكثر تصرفه‏ في عذابك و ما أطول تردده في عقابك و ما ابعد غايته من الفرج و ما اقنطه من سهولة المخرج!! عدلا من قضائك لا تجور فيه و انصافا من حكمك لا تحيف‏ عليه فقد ظاهرت الحجج و أبليت الأعذار و قد تقدمت بالوعيد و تلطفت في الترغيب و ضربت الأمثال و أطلت الامهال و أخرت و أنت مستطيع للمعالجة و تأنيت و أنت ملئ‏ بالمبادرة , لم تكن انانك عجزا و لا امهالك و هنا و لا امساكك غفلة و لا مداراة بل لتكون حجتك أبلغ و كرمك أكمل و احسانك أوفى و نعمتك اتم كل ذلك كان و لم تزل و هو كائن و لا تزال حجتك أجل من أن توصف بكلها و مجدك أرفع من أن تحد بكنهه و نعمتك أكثر من أن تحصى بأسرها و إحسانك أكثر من أن تشكر على أقله و قد قصر بي السكوت عن تحميدك و فههني‏ الامساك عن تمجيدك و قصاراي الاقرار بالحسور لا رغبة- يا إلهي- بل عجزا منها أنا ذا أؤمك‏ بالوفادة و اسألك حسن الرفادة فصل على محمد و آله و اسمع نجواي و استجب دعائي و لا تختم يومي بخيبتي و لا تجبهني بالرد في مسألتي و اكرم من عندك منصرفي و إليك منقلبي إنك غير ضائق بما تريد و لا عاجز عما تسأل و أنت على كل شي‏ء قدير و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم .

عرض الإمام (عليه السلام) في هذه الكلمات إلى أن جميع الخلق مؤمنهم و فاسقهم و موحدهم و كافرهم إنما هم في قبضة اللّه تعالى خاضعون لحكمه صائرون إلى أمره و أما تعند العصاة و استمرارهم في البغي و التمرد و العصيان فإنهم لا يوهنون بذلك سلطان اللّه و الويل لهم من عقابه الدائم و عذابه الخالد و إنما امهلهم تعالى في دار الدنيا و لم يعجل عقوبتهم و ذلك شفقة منه و لطفا بهم إذ لعلهم يرجعون إلى حظيرة الحق و يتوبون إلى اللّه و بذلك يكون كرمه تعالى أوفى و نعمته على عباده اكمل .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.