المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01



سمو مكانة المختار عند الأئمة  
  
3605   11:26 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص392-393.
القسم :

كان من الطبيعي أن يحتل المختار المكانة المرموقة عند أئمة أهل البيت (عليهم السلام) و ينال الرضا في نفوسهم فقد أثلج قلوبهم و أدخل السرور عليهم حينما أخذ بثأرهم و أباد السفكة المجرمين من قتلتهم و قد تضافرت الأخبار بالثناء عليه و التقدير و الاكبار لأياديه على آل النبي (صلى الله عليه واله) و في ما يلي بعض تلك الأخبار :

1- قال الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ما امتشطت فينا هاشمية و لا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين (عليه السلام)‏ .

لقد ادخل المختار السرور على آل النبي (صلى الله عليه واله) الذين نخر الحزن قلوبهم على سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليه السلام) فقد أخذ بثأره من السفكة المجرمين .

2- قال الإمام أبو جعفر (عليه السلام): لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا و طلب بثأرنا و زوج أراملنا و قسم فينا المال على العسرة .

3- روى عبد الله بن شريك قال: دخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) يوم النحر و هو متّكئ و قد أرسل إلى الحلاق فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه ثم قال: من أنت؟ قال أنا أبو محمد الحكم بن المختار بن أبي عبيدة الثقفي و كان متباعدا من أبي جعفر فمدّ (عليه السلام) يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده ثم قال: اصلحك اللّه أن الناس قد أكثروا في أبي و قالوا و القول و اللّه قولك.

قال أبو جعفر: و أي شي‏ء يقولون:؟ قال: يقولون: كذاب ؛ و لا تأمرني بشي‏ء إلا قبلته فقال (عليه السلام): سبحان اللّه!! أخبرني أبي و اللّه إن مهر أمي كان مما بعث به المختار أ و لم يبن دورنا و قتل قاتلينا و طلب بدمائنا رحمه اللّه‏  .

و في هذا الحديث دلالة صريحة على سمو مكانته عند الإمام أبي جعفر (عليه السلام) و إن له اليد البيضاء على أهل البيت (عليه السلام) بما أسدى لهم من الأخذ بثأرهم و اسعافهم بالأموال التي كانت منها مهر نسائهم و بناؤه لدورهم التي هدمتها السلطات الأموية .

4- و لما بعث المختار برأس عبيد الله بن زياد و رأس عمر بن سعد إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) خر الإمام ساجدا للّه و قال : الحمد لله الذي أدرك ثاري من أعدائي و جزى اللّه المختار خيرا .

و كما كان مرضيا عند أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فقد كان مرضيا عند عموم العلويين و كانوا يشكرون له أياديه عليهم فقد نقل الرواة عن محمد بن الحنفية أنه لما بعث إليه المختار برأس عبيد الله بن زياد و رأس عمر بن سعد خر ساجدا شكرا لله و بسط كفيه بالدعاء للمختار قائلا: اللهم لا تنس هذا اليوم للمختار و اجزه عن أهل بيت نبيك محمد خير الجزاء فو اللّه ما على المختار بعد هذا من عتب‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.