المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



[سلوك الامام مع شيعته]  
  
3451   11:27 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص69-71.
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2015 4093
التاريخ: 30-3-2016 4083
التاريخ: 11-4-2016 3578
التاريخ: 30-3-2016 3040

كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يتحرى في سلوكه مع شيعته أن يكونوا قدوة حسنة لكل إنسان مسلم في ورعهم و تقواهم و حريجتهم في الدين و قد جهد في تربيتهم و تهذيبهم بالأخلاق الإسلامية الرفيعة و قد بث فيهم المواعظ و النصائح و حفزهم على التقوى و العمل الصالح فقد قال (عليه السلام)  لبعض شيعته: أبلغ شيعتنا أنه لن يغني عنهم من الله شي‏ء و أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع .

إن الورع عن محارم الله من أهم الوسائل في نجاة الإنسان من عذاب الله و عقابه كما انه من أنجح الطرق للظفر بولاية أهل البيت عليهم السلام التي هي حصن من حصون الله.

و وفد جماعة على الإمام (عليه السلام)  و عرفوا نفوسهم له بأنهم من الشيعة فأمعن الإمام في وجوههم فلم ير عليها أثر الصلاح فقال لهم: أين السمت في الوجوه؟ أين أثر العبادة؟ أين سيماء السجود؟ إنما شيعتنا بعبادتهم و شعثهم قد قرحت العبادة منهم الآماق و وثرت الجباه و المساجد خمص البطون ذبل الشفاه قد هيجت وجوههم و اخلق سهر الليالي و قطع الهواجر حثيثهم المسبحون إذا سكت الناس و المصلون إذا نام الناس و المحزونون إذا فرح الناس يعرفون بالزهد و شاغلهم الجنة .

إن هذه الصفات التي ذكرها الإمام (عليه السلام) إنما تتوفر في خواص الشيعة و حواري الأئمة عليهم السلام أمثال عمار بن ياسر و أبي ذر و سلمان الفارسي و ميثم التمار و نظرائهم ممن أترعت نفوسهم بالتقوى و الصلاح و وعوا رسالة الإسلام أما الأكثرية الساحقة من الشيعة فإنما هم من أتباع أهل البيت و مواليهم و لا شبهة أن الولاء للأئمة (عليهم السلام) مما يوجب الغفران و يدلل على ذلك ما روي عنه (عليه السلام) حينما مرض فقد دخل عليه جماعة من صحابة النبي (صلى الله عليه و آله) لعيادته فقالوا له: كيف أصبحت يا ابن رسول اللّه فدتك أنفسنا؟ .

 - في عافية و الله المحمود على ذلك و كيف أصبحتم أنتم؟.

-  أصبحنا و اللّه لك يا ابن رسول اللّه محبين وادين ؛ فبشرهم الإمام بالفردوس الأعلى لولائهم لأهل البيت قائلا:  من أحبنا لله أسكنه الله في ظل ظليل يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله و من أحبنا يريد مكافأتنا كافأه الله الجنة و من أحبنا لغرض دنيا آتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب .

من الروايات الموضوعة ما رواه ابن عساكر أن جماعة من أهل العراق وفدوا على الإمام زين العابدين (عليه السلام) فقال لهم: يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام و لا تحبونا حب الأصنام فما زال بنا حبكم حتى صار علينا شينا ؛ و هذه الرواية افتعلت للحط من شأن الشيعة و انهم يغالون في حبهم و ولائهم لأهل البيت (عليهم السلام) و يرفعونهم إلى مستوى الخالق العظيم و هو اتهام رخيص لا سند له من الواقع .

إن حب الشيعة للأئمة الطاهرين (عليهم السلام) قائم على أساس الفكر و الوعي و يستند إلى الكتاب العزيز و السنة المتواترة و ليس فيه أي شائبة من الغلو .

إن أهم ظاهرة في ولاء الشيعة لأئمة أهل البيت (عليه السلام)  هي أنها تأخذ معالم دينها عنهم تلتزم بما أثر عنهم في حياتهم الدينية و مما لا شبهة فيه أن الأخذ بفقه أهل البيت و الاستناد إليه في مقام العمل مجز عن الواقع فهل في هذه الجهة غلو و انحراف عن الدين؟

و قد رويت نفس هذه الرواية بشكل آخر ليس فيها طعن على الشيعة فقد روى يحي بن سعيد قال: كنت عند علي بن الحسين فجاءه نفر من الكوفيين فقال لهم علي بن الحسين: يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام فإني سمعت أبي يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): يا أيها الناس لا ترفعوني فوق حقي فإن الله عز و جل قد اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا و ليس في هذه الرواية ما يدعو إلى التشكيك فيها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.