أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
3039
التاريخ: 5-03-2015
3683
التاريخ: 5-03-2015
3558
التاريخ: 18-11-2017
2476
|
كان يزيد يبغض الأنصار بغضاً عارماً ؛ لأنّهم ناصروا النّبي (صلّى الله عليه وآله) وقاتلوا قريش وحصدوا رؤوسَ أعلامهم كما كانوا يبغضون بني أُميّة فقد قُتِلَ عثمان بين ظهرانيهم ولم يدافعوا عنه ثمّ بايعوا علياً وذهبوا معه إلى صفين لحرب معاوية ولمّا استشهد الإمام كانوا مِنْ أهم العناصر المعادية لمعاوية وكان يزيد يتميّز مِنْ الغيظ عليهم وطلب مِنْ كعب بن جعيل التغلبي أن يهجوهم فامتنع وقال له : أردتني إلى الإشراك بعد الإيمان لا أهجو قوماً نصروا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ولكنْ أدلّك على غلامٍ منّا نصراني كان لسانه لسان ثور يعني الأخطل ؛ فدعا يزيد الأخطلَ وطلب منه هجاء الأنصار فأجابه إلى ذلك وهجاهم بهذه الأبيات المقذعة :
لعن الإلهُ مِن اليهودِ عصابةً ما بين صليصلٍ وبين صرارِ
قومٌ إذا هدرَ القصيرُ رأيتَهم حمراً عيونهم مِن المسطارِ
خلّوا المكارمَ لستمُ مِن أهلها وخذوا مساحيكم بني النجّارِ
إنّ الفوارسَ يعلمون ظهوركم أولادَ كلّ مقبّحٍ أكّازِ
ذهبت قريشٌ بالمكارمِ كلّها واللؤم تحت عمائمِ الأنصارِ
لقد ابتدأ الأخطل هجاءه للأنصار بذمِ اليهود وقرن بينهم وبين الأنصار لأنّهم يساكنونهم في يثرب وقد عاب على الأنصار بأنّهم أهل زرع وفلاحة وأنّهم ليسوا أهل مجدٍ ولا مكارم واتهمهم بالجبن عند اللقاء ونسب الشرف والمجد إلى القرشيين واللؤم كلّه تحت عمائم الأنصار ؛ وقد أثار هذا الهجاء المرّ حفيظة النعمان بن بشير الذي هو أحد عملاء الأمويين فانبرى غضباناً إلى معاوية فلمّا مَثُلَ عنده حسر عمامته عن رأسه وقال : يا معاوية أترى لؤماً؟.
لا بل أرى خيراً وكرماً فما ذاك؟!
زعم الأخطل أنّ اللؤم تحت عمائمنا!
واندفع النعمان يستجلب عطف معاوية قائلاً :
معاوي ألا تعطنا الحقّ تعترف لحقّ الأزد مسدولاَ عليها العمائمُ
أيشتمُنا عبدُ الأراقم ضلّةً فماذا الذي تجدي عليك الأراقمُ
فما ليَ ثأرٌ دون قطعِ لسانهِ فدونكَ مَنْ ترضيه عنه الدراهمُ
قال معاوية : ما حاجتك؟
ـ لسانه.
ـ ذلك لك.
وبلغ الخبرُ الأخطلَ فأسرع إلى يزيد مستجيراً به وقال له : هذا الذي كنت أخافه! فطمأنه يزيد وذهب إلى أبيه فأخبره بأنّه قد أجاره فقال معاوية : لا سبيل إلى ذمّة أبي خالد ـ يعني يزيداً ـ فعفى عنه.
وجعل الأخطل يفخر برعاية يزيد له ويشمت بالنعمان بقوله :
أبا خالدٍ دافعتَ عنّي عظيمةً وأدركتَ لحمي قبل أنْ يتبددا
وأطفأت عنّي نارَ نعمان بعدما أغذّ لأمرٍ عاجزٍ وتجردا
ولمّا رأى النعمان دوني ابن حرّة طوى الكشح إذ لمْ يستطعني وعرّدا
هذه بعض نزعات يزيد واتجاهاته وقد كشفت عن مسخه وتمرّسه في الجريمة وتجرّده مِنْ كلّ خُلُقٍ قويم , وإنّ مِنْ مهازل الزمن وعثرات الأيّام أنْ يكون هذا الخليعُ حاكماً على المسلمين وإماماً لهم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|