المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



[صلاة الامام السجاد و رقي علاقته بالله ]  
  
6667   04:21 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص190-193.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

الصلاة معراج المؤمن و قربان كل تقي و كانت الصلاة من أهم الرغبات النفسية للإمام (عليه السلام)  فقد اتخذها معراجا ترفعه إلى اللّه و تسمو به إلى الاتصال بخالق الكون و واهب الحياة و كانت تأخذه رعدة إذا أراد الشروع في الصلاة فقيل له في ذلك فقال: أ تدرون بين يدي من أقوم و من أناجي؟ .

كان الإمام إذا أراد الصلاة تطيب من قارورة كان قد جعلها في مسجد صلاته‏ فكانت روائح المسك تعبق منه ؛ و كان الإمام (عليه السلام) إذا أراد الصلاة لبس الصوف و اغلظ الثياب‏ مبالغة منه في اذلال نفسه أمام الخالق العظيم.

أما صلاة الإمام (عليه السلام) فكانت تمثل الانقطاع التام إلى اللّه تعالى و التجرد من عالم الماديات فكان لا يحس بشي‏ء من حوله بل لا يحس بنفسه فقد تعلق قلبه باللّه و وصفه الرواة في حال صلاته فقالوا: كان إذا قام إلى الصلاة غشى لونه بلون آخر و كانت اعضاؤه ترتعد من خشية اللّه و كان يقف في صلاته موقف العبد الذليل بين يدي الملك الجليل و كان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا و تحدث الإمام الباقر عن خشوع أبيه في صلاته فقال: كان علي بن الحسين إذا قام في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شي‏ء إلا ما حركت الريح منه‏ و نقل أبان بن تغلب إلى الإمام الصادق (عليه السلام) صلاة جده الإمام زين العابدين (عليه السلام)  فقال له: إني رأيت علي بن الحسين إذا قام في الصلاة غشي لونه لونا آخر , و بهر الإمام الصادق (عليه السلام) فقال: و اللّه ان علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه .

أجل و اللّه انه كان على معرفة تامة بعظمة الخالق الحكيم فكانت عبادته له عن معرفة و طاعته له عن إيمان.

و كان من مظاهر خشوعه في صلاته انه إذا سجد لا يرفع رأسه حتى يرفض عرقا أو كأنه غمس في الماء من كثرة دموعه و بكائه‏ و نقل الرواة عن أبي حمزة الثمالي أنه رأى الإمام قد صلى فسقط الرداء عن أحد منكبيه فلم يسوه فسأله أبو حمزة عن ذلك فقال له: و يحك أ تدري بين يدي من كنت؟ ان العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه‏ .

و بلغ من شدة تعلقه باللّه في حال صلاته أن ابنا له سقط في بئر ففزع أهل المدينة فانقذوه و كان الإمام قائما يصلي في محرابه و لم يشعر بذلك و لما انتهى من صلاته قيل له بذلك فقال: ما شعرت إني كنت أناجي ربا عظيما .

و وقع حريق في بيته و كان مشغولا في صلاته فلم يعن به و لما فرغ من صلاته قيل له في ذلك فقال: الهتني عنها النار الكبرى‏ و فسر عبد الكريم القشيري هذه الظاهرة المذهلة التي كانت ملازمة للإمام حال صلاته بأنها من باب غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق لاشتغال الحس بما ورد عليه ؛ انه قد يغيب القلب عن إحساسه بنفسه و غيره بوارد من تذكر ثواب أو تفكر عقاب‏ .

و أجمع المترجمون للإمام (عليه السلام)  أنه كان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة و أنه كانت له خمسمائة نخلة فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين‏ و نظرا لكثرة صلاته فقد كانت له ثفنات في مواضع سجوده كثفنات البعير و كان يسقط منها في كل سنة فكان يجمعها في كيس و لما توفي دفنت معه‏ .

و لم تفته نافلة من النوافل طيلة حياته و كان يقضي ما فاته من صلاة النهار بالليل و كان يوصي ابناءه بذلك و يقول لهم: يا بني ليس هذا عليكم بواجب و لكن أحب لمن عود نفسه منكم عادة من الخير أن يدوم عليها .

إن أقرب ما يكون العبد من ربه هو في حال سجوده و كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) كثير السجود للّه خضوعا له و تذليلا أمامه و يقول الرواة: إنه خرج مرة إلى الصحراء فتبعه مولى له فوجده ساجدا على حجارة خشنة فأحصى عليه ألف مرة يقول: لا إله إلا اللّه حقا حقا لا إله إلا اللّه تعبدا ورقا لا إله إلا اللّه إيمانا و صدقا , و كان يسجد سجدة الشكر و يقول فيها: مائة مرة الحمد للّه شكرا و بعدها يقول: يا ذا المن الذي لا ينقطع أبدا و لا يحصيه غيره عددا و يا ذا المعروف الذي لا ينفذ أبدا يا كريم يا كريم و يتضرع بعد ذلك و يذكر حاجته‏ .

و كان دوما مشغولا بذكر اللّه و تسبيحه و حمده و كان يسبح اللّه بهذه الكلمات المشرقة : سبحان من أشرق نوره كل ظلمة سبحان من قدر بقدرته كل قدرة سبحان من احتجب عن العباد بطرائق نفوسهم فلا شي‏ء يحجبه سبحان اللّه و بحمده‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.