المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

لا إسراف ولا تبذير
13-02-2015
أستدلال الشيخ المفيد على أفضلية علي (عليه السلام).
22-5-2022
الطلاق الرجعي والبائن
2024-10-29
المنطق الرياضي Mathematical Logic
29-11-2015
أسلوب تركيب العناصر داخل مساحة الإعلان
6-7-2022
سمات الخجل الخاصة بك
14-8-2021


علم السجاد وتهيب العلماء له  
  
3128   06:02 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص244-247.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2015 3399
التاريخ: 1/11/2022 1599
التاريخ: 30-3-2016 3624
التاريخ: 11-04-2015 3493

إنّ من أروع مراحل حياة الأئمّة هو صدامهم ومواجهتهم لرؤوس أدعياء الفكر والثقافة من معاصريهم في المجتمع الإسلامي، أي الفقهاء والمحدّثين والمفسرين والقرّاء وقضاة البلاط الرجعيين ؛ كان هؤلاء هم الذين يوجّهون أفكار الناس وذهنيتهم إلى ما ينصب في مصالح السلطات الظالمة ويملون عليهم الأفكار التي يريدها الحكام الأمويون والعباسيون أن تسود بينهم ويحثّونهم على التسليم إليها ويعدون الأرضية الفكرية لشرعية حكوماتهم.

والنموذج البارز في حياة الإمام الرابع السياسية لهذا النوع من الصدام هو مواجهته الحادة لمحمد بن مسلم الزهري (  58 - 124 هـ) محدّث البلاط.

فقد كان أحد التابعين وفقهاء عصره ومن محدّثي المدينة الكبار، وكان أحد الفقهاء السبعة، وأحد الأعلام المشهورين ورأى عشرة من الصحابة، وقد روى عنه جماعة من كبار الفقه والحديث.

وفي ضوء هذه الخلفية تمتع الزهري بوجاهة وشهرة كبيرة في الأوساط العلمية والفقهية لذلك العصر، لدرجة انّ مالك بن أنس كان يقول: لم أر في المدينة إلاّ محدثاً وفقيهاً واحداً وهو ابن شهاب الزهري.

و قيل لمكحول : من أعلم من لقيت؟ قال: الزهري، قيل: ثمّ من؟ قال : الزهري، قيل : ثمّ من؟ قال: الزهري.

وعلى الرغم من ذلك كان الزهري منبّهراً بعظمة الإمام السجاد (عليه السلام) العلمية وزهده وتقواه ومعجباً بمستواه الروحي، فكان يقول: ما رأيت قرشياً أورع منه ولا أفضل.

و يقول أيضاً، أفضل من رأيت، وأعلم من بني هاشم هو علي بن الحسين.

وكان كلّما ذكر الإمام السجاد (عليه السلام) يبكي، وكان يذكره باسم زين العابدين.

وقد أفاد كثيراً منه و نقل عنه عدّة روايات.

وكان الزهري عاملاً لبني أُميّة على أحد الأعمال، وفي يوم من أيام ولايته عزّر رجلاً فمات إثر ذلك، وقد اهتز كيان الزهري من هذا الحادث واغتم لذلك، وهام على وجهه وترك أهله وماله، وقال: لا أظلني سقف بعدها، فلما اجتمع بعلي السجاد، فقال له: «قنوطك يا زهري من رحمة اللّه التي وسعت كلّ شيء أعظم من ذنبك»

وأمره بالتوبة، وأن يبعث الدية إلى أهله وأن يرجع لأهله، والزهري ومع ما يتمتع به من العلم والفقاهة لم يلتفت إلى هذا الأمر، وفرح بهذا الإرشاد، وكان يقول بعدها علي بن الحسين أعظم الناس علي منّة.

اشتد الجدل حول عقيدة ومذهب الزهري بين علمائنا، فبعضهم يراه من شيعة وأصحاب الإمام السجاد ويقدّمون أدلّة لرأيهم، والبعض الآخر ينتقده ويعده من أعداء أهل البيت ومن الموالين لبني أُمية.

وقد جمع مؤلّف روضات الجنات بين الرأيين بهذا النحو : إنّه كان في مبتدأ عمره كما عرفته من جملة علماء أهل السنّة و ندماء حزب الشيطان ـ بني أُمية ـ ثمّ إنّ علمه وإدراكه أدركاه وأرشداه إلى الحقّ المبين، فصيّراه في أواخر عمره من الراجعين إلى الإمام زين العابدين في زمرة المستنصرين منه ؛ غير انّه و على العكس من رأيه توجد هناك وثائق وأدلّة تاريخية كثيرة تدلّ على أنّه في بداية أمره وأبّان شبابه في المدنية كان على علاقة بالإمام السجاد، وكان يستفيد من مجلس درسه ومدرسته غير انّه مال فيما بعد إلى بني أُمية وتولاّهم وانخرط في بلاطهم، وما كان يقوله الأمويون أحياناً طعناً وتجريحاً له : ما يفعل نبيّك ـ علي بن الحسين ـ؟! ربما يخص هذه المرحلة من حياته. 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.