المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



عناصر الجيش الاموي  
  
5757   04:04 مساءاً   التاريخ: 29-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص156-158.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2019 3547
التاريخ: 28-3-2016 3149
التاريخ: 28-3-2016 3384
التاريخ: 18-10-2015 3238

يتألف الجيش الأموي من عدة عناصر ومن بينها :

1 ـ الانتهازيون :

وهم الذين يخدمون السلطة للرغبة والرهبة ويسعون وراء مصالحهم ولا يؤثرون الحق في سلوكهم وتصرفاتهم سوى السعي وراء مصالحهم الخاصة وقد شاعت هذه الفئة في معسكر ابن زياد واسندت لها المناصب الحساسة في الجيش وهم امثال عمر بن سعد وحجار بن ابجر وشبث ابن ربعي وشمر بن ذي الجوشن وقيس بن الأشعث ويزيد بن الحرث وغيرهم من الذين طلقوا المعروف ثلاثا ولم تصدر منهم في جميع فترات حياتهم أية بادرة من بوادر الخير سوى ما يضر الناس.

2 ـ المرتزقة :

وهناك طائفة كبيرة من الجيش قد اندفعوا لحرب الامام تسوقهم الأطماع الرخيصة والأمل على حصول مغنم في الحرب وقد هرعوا بعد قتل الامام الى السلب والنهب فمالوا على ثقل الامام ومتاعه فنهبوه وعمدوا الى سلب حرائر النبوة وعقائل الوحي فلم يتركوا ما عليهن من حلي وحال وعدوا الى سلب ما على الامام وسائر الشهداء من الملابس ولا مات الحرب ويقول المؤرخون : انهم سلبوا جميع ملابس الحسين حتى تركوه عريانا ليس عليه ما يواري جسده الشريف وسنعرض لذلك عند التحدث عن مقتل الامام .

3 ـ الممسوخون :

ومن بين العناصر التي ضمها المعسكر الأموي الممسوخون وهم الذين امتلأت صدورهم بالحقد والكراهية لجميع الناس وأهم رغباتهم النفسية المذابح الطائشة والاندفاع نحو الجريمة تلبية لنداء الجريمة المتأصلة في نفوسهم ؛ وقد بالغت تلك الطغمة من الممسوخين في اقتراف الجرائم فتسابقوا إلى قتل الأطفال من آل النبي وترويع النساء وهم يفخرون بما يقترفونه من الخزي والعار ومن بين هؤلاء الوحوش الكواسر السفاح الحقير شمر بن ذي الجوشن وحرملة بن كاهل والحكيم بن طفيل الطائي وسنان بن انس وعمرو بن الحجاج وامثالهم من كلاب الطراد كما سماهم بذلك بعض المؤرخين وقد صدرت منهم في كربلاء من القساوة ما تترفع عنه الوحوش والكلاب.

4 ـ المكرهون :

وهناك طائفة من الجيش قد أرغمت على حرب الامام فقد حملتهم السلطة على الخوض في هذه المعركة وكانت عواطفهم ومشاعرهم مع الامام الا ان الجبن وخور النفس قد منعهم من نصرته وهؤلاء لم يشتركوا في الحرب وانما كانوا يتضرعون الى اللّه في أن ينزل نصره على ابن بنت نبيه وقد انكر عليهم واحد منهم فقال لهم : هلا تهبوا الى نصرته والدفاع عنه بدل الدعاء  ومما لا شبهة فيه انهم قد اقترفوا اثما عظيما وشاركوا المحاربين في جريمتهم لأنهم لم يقوموا بأنقاذ الامام وحمايته من المعتدين.

5 ـ الخوارج :

ومن بين العناصر التي اشتركت في حرب الامام الخوارج وهم من احقد الناس على آل النبي (صلى الله عليه واله) لأن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) قد وترهم في واقعة النهروان فتسابقوا إلى قتل العترة الطاهرة للتشفي منها.

هذه بعض العناصر التي ضمها جيش ابن زياد وقد جاء وصفهم في احدى زيارات الامام الحسين (عليه السلام) ما نصّه : وقد توازر عليه ـ أي على حرب الامام ـ من غرته الدنيا وباع حظه بالأرذل الأدنى وشرى آخرته بالثمن الأوكس وتردى في هواه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.