المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28

حَسَكا الحسن بن الحسين (ت / حدود 512 هـ)
28-4-2016
Occurrence and Production of Beryllium
15-10-2018
إثبات القصد الجنائي في الجريمة المنظمة العابرة للحدود
27-6-2019
Microwave (Rotational) Spectra
9-1-2022
نقم أبو بكرة على معاوية
6-4-2016
البصريات والكم
2023-03-23


الغدر بمسلم بن عقيل‏  
  
3547   05:28 مساءً   التاريخ: 23-4-2019
المؤلف : هاشم معروف الحسني .
الكتاب أو المصدر : سيرة الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ج‏3، ص60-63.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

ما كاد الوالي الجديد يضع اقدامه في القصر و يتسلم مقاليد السلطة حتى اخذ يفكر في امر مسلم و يستعمل جميع الاسلحة لتشتيت امر الناس و تفريقهم عن مسلم و القبض عليه مهما كانت النتائج، و تسامع الناس بقدوم ابن زياد الى الكوفة و أهلها يعرفونه بالصرامة و الحزم و الشدة، فكان من الطبيعي ان يحدث قدومه هزة في اوساط المعارضين لسياسته بقيادة مسلم بن عقيل و ان يبحثوا عن وسيلة جديدة للسير في دعوتهم نحو الهدف المطلوب، فانتقل مسلم الى دار هانئ بن عروة و جعل يتستر في دعوته و تحركاته الا عن خلص اصحابه و أخذ ابن زياد يتحراه بوسائله الخاصة، و بحيلة احكم حبكها و صياغتها استطاع ان يكتشف مخبأ مسلم بن عقيل و ان يعلم بمقره و هانئ يوم ذاك سيد بني مراد و صاحب الكلمة المسموعة في الكوفة و الرأي المطاع، و جرت أحداث و أحداث مشهورة بين المؤرخين و محفوظة على ألسنة اكثر المتشيعين لصلتها بمأساة كربلاء التي ما زالت منذ حدوثها حديث الاجيال و من ابرز سمات التشيع لأهل البيت (عليه السلام)، و ستبقى ما دام على وجه الأرض اناس يقدسون البطولات و التضحيات الجسام و المثل العليا التي تجسدت في ثورة الحسين من ابرز الاحداث في تاريخ البشرية و اكثرها عطاء و نفعا، و حتى لا اطيل على القارئ سأكون سريعا الى ابعد الحدود في عرض تلك المرحلة التي ختم بها ابو الشهداء ثمانية و خمسين عاما من حياته كانت حافلة بالخير و الجهاد و الاحسان و بكل معاني النبل و الفضيلة و الخلق الكريم.

لقد استطاع الوالي الجديد ان يحكم الحيلة ليقبض على هانئ بن عروة الذي آوى رسول الحسين (عليه السلام) و أحسن ضيافته و اشترك معه في الرأي و التدبير، فقبض عليه و قتله بعد حوار طويل جرى بينهما و ألقى بجثمانه من أعلى القصر إلى الجماهير المحتشدة حوله، فاستولى الخوف و التخاذل على الناس و ذهب كل انسان إلى بيته و كأن الأمر لا يعنيه.

و لما علم مسلم بما جرى لهانئ و رأى تخاذل مذحج الغنية بعددها و عدتها، خرج في أصحابه و نادى مناديه في الناس و سار بهم لمحاصرة القصر و اشتد الحصار على ابن زياد و ضاق به امره، و لكنه استطاع بدهائه و مكره ان يتغلب على المحنة و يخذل الناس عن مسلم، فانصرفوا عنه، و بدخول الليل صلى بمن بقي معه و خرج من المسجد الجامع وحيدا لا ناصر له و لا مؤازر، و لا من يدله على الطريق و أقفل الناس ابوابهم في وجهه فمضى يبحث عن دار يأوي إليها في ليلته تلك، و فيما هو يسير في ظلمة الليل، وجد امرأة على باب دارها و كأنها تنتظر شيئا فعرفها بنفسه و سألها المبيت عندها الى الصباح فرحبت به و أدخلته بيتها و عرضت عليه العشاء فأبى ان يأكل شيئا، و عرف ولدها بمكانه و كان ابن زياد قد اعد جائزة لمن يخبره عنه، و ما كاد الصبح يتنفس حتى اسرع ولدها الى القصر و أخبر محمد بن الاشعث بمكان مسلم بن عقيل، وفور وصول النبأ الى ابن زياد ارسل قوة كبيرة من جنده بقيادة ابن الاشعث الى المكان الذي فيه مسلم، و ما ان سمع بالضجة حتى ادرك ان القوم يطلبونه فخرج إليهم بسيفه و كانوا قد طوقوا الدار من كل جهاتها فانهزموا بين يديه و هم اكثر من مائتي مقاتل، و لما اعياهم امره أمدهم ابن زياد بالخيل و الرجال، و بعد معارك ضارية بينه و بينهم في الشوارع استعملوا فيها النار و الحجارة من اعلى السطوح استسلم لهم مسلم بعد ان أمنه ابن الاشعث و أعطاه العهود و المواثيق بذلك.

و مضى معهم الى القصر فأدخل على ابن زياد و لم يسلم عليه و جرى بينهما حوار طويل كان فيه ابن عقيل رضوان اللّه عليه رابط الجأش منطلقا في بيانه قوي الحجة حتى اعياه امره و انتفخت اوداجه و جعل يشتم عليا و الحسن و الحسين، ثم امر اجهزته ان يصعدوا به الى اعلى القصر و يقتلوه و يرموا جسده الى الناس و يسحبوه في شوارع الكوفة ثم يصلبوه الى جانب هانئ بن عروة، هذا و أهل الكوفة وقوف في الشوارع و كأنهم لا يعرفون من امره شيئا و قد صور الفرزدق الشاعر هذه المأساة بقوله:

فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري‏               الى هانئ في السوق و ابن عقيل‏

الى بطل قد غيّر الموت لونه‏     و آخر يهوي من طمار قتيل‏

فان انتم لم تثأروا لأخيكم‏          فكونوا نساء أرضيت بقليل‏

و كان مسلم قد طلب من ابن الاشعث ان يكتب الى الحسين يخبره بما جرى له في الكوفة وينصحه بعدم الشخوص إليهم فوعده ابن الاشعث بذلك، و لكنه لم يف بوعده.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.