أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2016
3444
التاريخ: 28-3-2016
3866
التاريخ: 2024-08-14
421
التاريخ: 19-3-2016
4179
|
ألم المرض بالنبي (صلّى الله عليه وآله) فكان يعاني منه أشدّ العناء فاستدعى الفضل بن عباس فقال له : خذ بيدي يا فضل ؛ فأخذ بيده حتّى أجلسه على المنبر وأمره أن ينادي بالناس الصلاة جامعة فنادى الفضل بذلك فاجتمعت الناس فقال (صلّى الله عليه وآله) : أيها الناس إنّه قد دنا منّي خلوف من بين أظهركم ولن تروني في هذا المقام فيكم وقد كنت أرى أنّ غيره غير مغنٍ عنّي حتّى أقومه فيكم ؛ ألا فمَن كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد ومَن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه ومَن كنت شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليستقد ولا يقولنّ قائل أخاف الشحناء من قِبَل رسول الله ألا وإنّ الشحناء ليست من شأني ولا من خُلقي وإنّ أحبّكم إليّ مَن أخذ حقّاً إن كان له عليّ أو حللني فلقيت الله عزّ وجلّ وليس لأحد عندي مظلمة ؛ وقد أسس (صلّى الله عليه وآله) بذلك معالم العدل ومعالم الحقّ بما لم يؤسسه أيّ مصلح في العالم فقد أعطى القصاص من نفسه ليخرج من هذه الدنيا وليس لأيّ أحد حقّ أو مال أو تبعة عليه فانبرى إليه رجل فقال له : يا رسول الله لي عندك ثلاثة دراهم ؛ فقال (صلّى الله عليه وآله) : أمّا أنا فلا اُكذّب قائلاً ولا مستحلفه على يمين فبم كانت لك عندي؟.
قال الرجل : أما تذكر أنه مرّ بك سائل فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم ؛ فأمر (صلّى الله عليه وآله) الفضل أن يعطيها له وعاد (صلّى الله عليه وآله) في خطابه فقال : أيها الناس مَن عنده من الغلول شيء فليردّه ؛ فقام إليه رجل فقال له : يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله.
قال (صلّى الله عليه وآله) : لِمَ غللتها؟.
ـ كنت إليها محتاجاً.
فأمر (صلّى الله عليه وآله) الفضل أن يأخذها منه فأخذها وعاد (صلّى الله عليه وآله) في مقالته فقال (صلّى الله عليه وآله) : أيها الناس مَن أحسّ من نفسه شيئاً فليقم أدع الله له.
فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله إنّي لمنافق وإنّي لكذوب وإنّي لشؤوم ؛ فزجره عمر فقال له : ويحك أيها الرجل! لقد سترك الله لو سترت على نفسك ؛ فصاح به النبي (صلّى الله عليه وآله) : صه يابن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة.
ودعا للرجل فقال : اللّهمّ ارزقه صدقاً وإيماناً واذهب عنه الشؤم ؛ وانبرى إليه رجل من أقصى القوم يسمّى سوادة بن قيس فقال له : يا رسول الله إنك ضربتني بالسوط على بطني وأنا أريد القصاص منك فأمر (صلّى الله عليه وآله) بلالاً أن يحضر السوط ليقتصّ منه سوادة وانطلق بلال وهو مبهور فراح يجوب في أزقّة يثرب وهو رافع عقيرته قائلاً : أيها الناس أعطوا القصاص من أنفسكم في دار الدنيا فهذا رسول الله قد أعطى القصاص من نفسه.
ومضى إلى بيت النبي فأخذ السوط وجاء به إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله) فأمر أن يناوله إلى سوادة ليقتصّ منه فأخذه سوادة وأقبل نحو رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقد اتّجه المسلمون بقلوبهم إلى هذا الحادث الرهيب فالرسول (صلّى الله عليه وآله) قد فتك به المرض وألمّ به الدّاء وهو يعطي القصاص من نفسه.
ووقف سوادة على رسول الله فقال له : يا رسول الله اكشف لي عن بطنك ؛ فكشف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن بطنه فقال له سوادة بصوت خافت حزين النبرات : يا رسول الله أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك؟ فأذن له رسول الله فوضع سوادة فمه على بطن رسول الله يوسعها تقبيلاً ودموعه تتبلور على خديه قائلاً : أعوذ بموضع القصاص من رسول الله من النار يوم النار.
فقال له رسول الله : أتعفو يا سوادة أم تقتص؟.
ـ بل أعفو يا رسول الله.
فرفع النبي (صلّى الله عليه وآله) يديه بالدعاء قائلاً : اللّهمّ اعفو عن سوادة كما عفا عن نبيّك .
وذهل المسلمون وهاموا في تيارات من الهواجس والأفكار وأيقنوا بنزول القضاء من السماء فقد انتهت أيّام نبيّهم ولم يبقَ بينهم إلاّ لحظات هي أعزّ عندهم من الحياة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|