أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2016
3579
التاريخ: 18-4-2019
2111
التاريخ: 6-4-2016
3664
التاريخ: 28-3-2016
3941
|
الاسم: الحسين عليه السلام
اللّقب: سيّد الشهداء
الكنية: أبو عبد الله
اسم الأب: علي بن أبي طالب عليه السلام
اسم الأم:ّ فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم
الولادة: 3 شعبان 4 هـ
الشهادة: 10 محرم الحرام 61 هـ
مدّة الإمامة: 10 سنوات
مكان الدفن: العراق/ كربلاء المقدسة
الحسين عليه السلام في كنف النبوّة والإمامة
1- في حياة جدّه صلى الله عليه وآله وسلم:
جاء الاسم من السماء، فكان الحسين تسميةً إلهيّةً بواسطة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم تكن العرب تعرف هذا الاسم قبل ذلك. وتدرّج الإمام الحسين عليه السلام في كنف جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهل من منبع علمه الفيّاض ويقتبس من أنوار أخلاقه ومعارفه. وشملته الرعاية المحمّديّة ستّ سنوات.
2- في حياة والده وأخيه:
ثمَّ انتقل إلى مدرسة والده العظيم عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، مقتدياً بنهجه، في حفظ الدّين وإدارة شؤون الأمّة. وقد شارك الحسين عليه السلام والده في حروب الجمل، وصفّين، والنهروان. وبعد ذلك، عايش أخاه الإمام الحسن عليه السلام ، وما حصل من أحداث إبَّان إمامته لا سيّما صلحه مع معاوية، وظلّ مع أخيه الإمام الحسن عليه السلام طوال فترة إمامته الّتي استغرقت عشر سنوات.
كان الحسين عليه السلام في هذه المدّة يعمل جاهداً لتربية ثلّة صالحة شكّلت نواة مؤمنة بالإمامة الحقّة، وقد ترجم بعض ذلك في دعائه في عرفة، الّذي يحمل مضامين عقائديّة وتربويّة تصحّ منطلقاً لتربية الجماعة الصالحة.
المخطّط الأمويّ
عمل الأمويّون على محاربة الإمام الحسين عليه السلام في مستويين:
1- على المستوى السياسيّ: عمل معاوية بعد تولّيه السلطة على تنفيذ مخطّطٍ إرهابيٍّ، اعتمد فيه الأمور التالية:
أ- إشاعة الإرهاب والتصفية الجسديّة، لأتباع الإمام عليّ عليه السلام ، أمثال حجر بن عديّ ورشيد الهجريّ وعمرو بن الحمق الخزاعيّ.
ب- العمل على إطفاء ذكر آل محمّد، لأنّهم الأحقّ بالخلافة والإمامة، ولأنّهم يشكّلون الخطر الأكبر على مشروعه الأمويّ.
ج- إغداق الأموال من أجل شراء الضمائر والذِّمم، وافتراء الأحاديث الكاذبة، ونسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للنيل من الإمام عليّ وأهل بيته عليهم السلام .
د- إثارة الأحقاد القبليّة والقوميّة، للعمل على تمزيق أواصر الأمّة وإلهائها عن قضاياها المصيريّة.
هـ- اغتيال الإمام الحسن عليه السلام ، تمهيداً لتتويج يزيد ملكاً على الأمّة من بعده، لجعل الخلافة وراثيّةً.
2- على المستوى الفكريّ: لم تتوقّف مخاطر المخطّط الأمويّ عند التسلّط فحسب، بل رافق ذلك انحرافٌ فكريٌّ وشرعيٌّ، تمثّل في:
وضع الأحاديث المدسوسة، وتأسيس الفرق الدينيّة، الّتي تقدّم تفسيراتٍ خاطئةً ومضلّلةً، تخدم سلطة الأمويّين وتبرِّر أعمالهم الإجراميّة. ومن هذه المفاهيم الخاطئة، الّتي روّج لها الأمويّون، الاعتقاد بأنّ الإيمان حالةٌ قلبيّةٌ خالصةٌ، لا ترتبط بالأفعال، وإن كانت هذه الأفعال إجراميّةً.. لأنّه لا تضرّ مع الإيمان معصيةٌ، كما لا تنفع مع الكفر طاعةٌ. ومن أبرز ما روّجوه:
أ- الاعتقاد بالجبر: لذا قال معاوية عن بيعة يزيد مبرّراً: "إِنَّ أَمْرَ يزيد قَضاءٌ مِنْ قضاءِ اللهِ، وَليْسَ لِلنّاسِ الخِيرةُ مِنْ أمْرِهِمْ"[1].
ب- الاعتقاد بأنَّ التـّمسك بالدين هو في طاعة الخليفة مهما كانت صفاته وأفعاله، وأنّ الخروج عليه فيه شقٌّ لعصا المسلمين ومروقٌ عن الدين، وهو من أخطر ما يمكن أن يُصاب به المجتمع الإسلاميّ، لأنّه يشكلّ بداية الانحراف.
المشروع الحسينيّ في المواجهة
عمل الإمام الحسين عليه السلام على استنهاض الأمّة لمواجهة المخطّط الأمويّ - الّذي بلغ الذّروة بتولّي يزيد للسّلطة، وحمل الناس على مبايعته بالقوّة، عَقِبَ هَلاك معاوية سنة 60 للهجرة - على المستويين السياسيّ والعسكريّ - بثلاثة أمور:
1- موقفه الرافض لمبايعة يزيد: "إِنَّا أَهْلُ بَيْتِ النُّبوَّةِ وَمَعْدِنُ الرِّسالَةِ وَمُخْتَلَفُ المَلائِكَةِ وَمَحَطُّ الرَّحْمَةِ بِنا فَتَحَ اللهُ وبنا خَتَمَ، وَيَزيدٌ رَجَلٌ فَاسِقٌ شاربٌ لِلْخَمْرِ، وَقاتِلُ النَّفْسِ المُحْتَرَمَةِ، مُعْلِنٌ بِالفِسْقِ، وَمِثلي لا يُبَايِعُ مِثْلَهُ"[2].
2- أهداف التحرّك: "إِنّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلا بِطراً ولا مُفْسِداً ولا ظالِماً، وإِنّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإِصْلاحِ في أمّةِ جَدّي أُريدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْروفِ وَأَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ.."[3].
3- الاستفادة من موقعيـّة مكّة الدينيـّة والمعنويـّة: لأنّها كانت تشكّل القاعدة الدينيّة الكبرى في الإسلام ومحلّاً لتجمّع الشخصيّات الإسلاميّة الكبيرة.
أدرك الإمام الحسين عليه السلام خطورة المخطّط الأمويّ على الإسلام، وعلى هذا الأساس انطلق في سنة 60 للهجرة من المدينة إلى مكّة يصحبه عامّة من كان بالمدينة من أهل بيته إلّا أخاه محمّد بن الحنفيّة، لكي يفضح انحراف وظلم وأكاذيب الدولة الأمويّة، مستغلاً اجتماع الناس في موسم العمرة والحجّ.
أحداثُ الكوفة
ترامت أخبار تحرّك الإمام الحسين عليه السلام إلى مسامع أهل الكوفة، فبدأوا تحرّكهم الثوريّ. وما لبثت رسائلهم أن توالت على الإمام عليه السلام بالبيعة والموالاة، طالبةً إليه الحضور إلى الكوفة.
تريّث الإمام الحسين عليه السلام في الاستجابة لهذا الطلب فأرسل ابن عمّه مسلم بن عقيل، ليستطلع الأجواء في الكوفة، ويأخذ له البيعة منهم. فاستقبله الناس بالحفاوة والطاعة، ولكنّ مجريات الأحداث تغيّرت بتولّي عبيد الله بن زياد إمارة الكوفة، حيث أشاع في أرجائها الرعب والإرهاب، ما جعل ميزان القوّة ينقلب لصالح الأمويّين، وفرّ الناس عن مسلم، الّذي قضى شهيداً وحيداً في تلك الديار.
في طريق الثورة
مضى الإمام الحسين عليه السلام في تحرّكه الثوريّ، يسير باتّجاه الكوفة، ولكن ما إن قطع مسافةً وهو في الطريق إليها حتّى اعترضته طلائع الجيش الأمويّ، بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحيّ. ما جعل الإمام عليه السلام يتّجه إلى أرض كربلاء والنزول في أرضها في الثاني من المحرّم سنة 61هـ، وتوافدت رايات ابن زياد لحصار الحسين عليه السلام وأهل بيته، حتّى تكاملوا ثلاثين ألفاً بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقّاص. وفي اليوم الثامن من المحرّم، أحاطوا بالحسين عليه السلام وأهل بيته، ومنعوهم من الماء على شدّة الحرّ ثلاثة أيّام بلياليها مع وجود النساء، والأطفال، والرّضّع معه.
في ليلة العاشر من المحرَّم، اشتغل الإمام الحسين عليه السلام وصحبه الأبرار بالصلاة والدعاء والمناجاة، والتهيّؤ للقاء العدوّ.
ثمَّ وقف الإمام الحسين عليه السلام يجول بطرفه الثابت، وقلبه المطمئنّ، رغم كثرة العدو وعدَّته... فلم تنل تلك الجموع من عزيمته، ولم يؤثّر ذلك الموقف على قراره وإرادته، بل كان كالطّود الأشمّ، لم يلجأ لغير الله.. لذلك، رفع يديه للدّعاء والمناجاة والتسليم المطلق لله عزّ وجلّ، وقال: "اللهُمَّ أَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ، وَأَنْتَ رَجائي في كُلِّ شِدَّةٍ، وَأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فيهُ الفُؤادَ، وَتَقِلُّ فيهِ الحيلةُ، وَيُخْذَلُ فيهِ الصَّديقُ، وَيَشْمَتُ فيهِ العَدُوُّ أَنْزَلْتُهُ بَكَ، وَشَكَوْتُهُ إِليْكَ، رَغْبَةً مِنّي إِليْكَ عَمَّنْ سِواكَ، فَفَرَّجْتَهُوَكَشَفْتَهُ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ..."[4].
وفي اليوم العاشر من المحرّم، وقعت حادثة كربلاء المروّعة، والتي شكّلت فيما بعد صرخةً مدويّةً في ضمير الأمّة، تُزَلزِل عروش الطواغيت على مرّ العصور.
وقد تركت شهادته، بما تحمله من طابع الفاجعة، صدمةً قويّةً في نفوس المسلمين، أيقظتهم من غفلتهم، وأعادت الأمور إلى نصابها، ولم يعد يزيد، ومن جاء بعده، سوى مجْرِمِين مُغْتَصِبين للخلافة، لا يمثّلون الإسلام في شيء.
[1] ابن قتيبة الدينوري، الامامة والسياسة، تحقيق طه محمد الزيني، مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع، لا.م، لا.ت، لا.ط، ج1، ص158.
[2] السيد محسن الأمين، لواعج الأشجان، منشورات مكتبة بصيرتي، إيران - قم، 1331هـ، لا.ط، ص25.
[3] المصدر نفسه، ص30.
[4] ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، إيران - قم، 1414هـ، ط2، ص313.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|