المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أبو المُخَشّى  
  
2735   10:19 صباحاً   التاريخ: 11-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص87-88
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو يحيى عاصم بن زيد بن يحيى بن حنظلة بن علقمة بن عديّ بن زيد التميميّ العباديّ المعروف بأبي المخشّى، دخل أبوه إلى الأندلس مع جند الشام، في أواخر سنة 123(خريف 741 م) ، ثمّ نزل بقرية شوش. 
و يبدو أن أبا المخشّى نفسه قد ولد في الأندلس فنشّأه أبوه على قول الشعر، فشبّ شاعرا و انقطع إلى سليمان بن عبد الرحمن بن معاوية، و مدحه مرّة بقصيدة منها: 
و ليس كمثل من إن سِيم عرفا... يقلّب مقلةً فيها ازورار 
فغيظ هشام بن عبد الرحمن من قول أبي المخشى-لأنّه كان أحول، كما كانت بينه و بين أخيه سليمان وحشة-فأمر بأبي المخشى فسملت عيناه. فنظم أبو المخشى قصيدة جاء بها إلى الأمير عبد الرحمن، فرقّ له عبد الرحمن و أعطاه ألفي دينار (ضعف دية العينين) . 
و كانت وفاة أبي المخشى في أيام الأمير الحكم بن هشام (180-206 ه‍) . 
أبو المخشى من فحول الشعراء المتقدّمين في الأندلس مقتدر على قول الشعر، بدويّ الأسلوب واضح المعنى سهل الألفاظ و التراكيب. كان مدّاحا كثير الفخر جسورا على الأعراض. و قد هاجى شاعرا اسمه ابن هبيرة (المغرب 2:124) و كان هجاء كلّ واحد منهما لخصمه مقذعا. و هو حسن الوصف، و قد اشتهر بقصيدة طويلة قالها في العمى بعد أن سمل هشام عينيه. و له رجز أيضا. 
مختارات من شعره: 
مطلع القصيدة التي قالها أبو المخشّى في العمى: 
خضعت أمّ بناتي للعدى ... أن قضى اللّه قضاء فمضى 
و رأت أعمى ضريرا إنما ... مشيه في الأرض لمسٌ بالعصا 
فاستكانت ثم قالت قولةً ... و هي حرّى، بلغت منّي المدى (1) 
ففؤادي قرحٌ من قولها... ما من الأدواء داء كالعمى (2) 
و إذا نال العمى ذا بصرٍ ... كان حيّا مثل ميتٍ قد ثوى (3)
و كأنّ الناعم المسرور لم ... يكُ مسرورا إذا لاح الردى (4) 
- و قال في مقاساة الهموم: 
و همٌّ ضافني في جوف يمٍّ ... كلا موجيهما عندي كبيرُ (5) 
فبتنا و القلوب معلّقاتٌ ... و أجنحة الرياح بنا تطير (6)
__________________________
1) استكان: خضع و ذلّ. حرّى: شديدة الحرّ (من الحزن) . قولة بلغت منّي المدى: أثّرت فيّ (أحزنتني كثيرا) . المدى: الغاية. 
2) قرح-مقروح (فيه قرحة بالضمّ) مجروح. 
3) ثوى: مكث في الأرض، هلك. 
4) الردى: الموت. 
5) ضافني: نزل عندي ضيفا. يم: بحر (من الهموم) . كلا موجيهما: موج اليم (البحر) و موج بحر الهموم (يبدو أن الشاعر كان يخاف ركوب البحر) . 
6) بتنا: قضينا الليل (في بحر الماء) . القلوب معلّقات (مضطربات) بين الخوف و الاطمئنان





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.