المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ابن عبد السلام الخُشَنِي  
  
2626   07:42 مساءاً   التاريخ: 10-2-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص147-148
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 2689
التاريخ: 22-7-2016 2290
التاريخ: 14-7-2019 7320
التاريخ: 29-06-2015 2071

هو أبو عبد اللّه محمّد بن عبد السلام بن ثعلبة بن زيد (بغية الوعاة 67) بن الحسن بن كليب (أو كلب) الخشنيّ من أهل كورة جيّان، ولد سنة217 (832-833 م) .

انتقل ابن عبد السلام الخشنيّ إلى قرطبة و سكنها و أخذ عن ابن أبي مطحنة (أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد) الصريحيّ المرسيّ. و قد رحل، قبل 240(854-855 م) ، إلى المشرق و تطوّف فيه خمسا و عشرين سنة و أخذ عن نفر كثيرين من العلماء، في مصر و الحجاز و في العراق خاصّة. ثمّ إنّه رجع إلى الأندلس فأخذ عنه كثيرون. و أرادوه أن يتولّى القضاء فلم يقبل. و كانت وفاته في 26 من رمضان 286(5/١٠/899 م) في قرطبة.

كان ابن عبد السلام الخشنيّ عالما و حافظا للحديث فصيح اللسان بصيرا بكلام العرب. و قد أدخل إلى الأندلس علما كثيرا من الحديث و اللغة و من أشعار الجاهليّين. و له عدد من التآليف في شرح الحديث.

مختارات من شعره:

- لمّا عاد ابن عبد السلام الخشنيّ إلى الأندلس-بعد غياب خمس و عشرين سنة- بدا له كأنّه لم يغب عن الأندلس قطّ، فقال:

كأن لم يكن بينٌ و لم تك فرقةٌ... إذا كان من بعد الفراق تلاقِ (1)

كأن لم تؤرّق بالعراقين مقلتي... و لم تمر كفّ الشوق ماء مآقي (2)

و لم أزر الأعراب في خبت أرضهم... بذات اللّوى من رامة و براق (3)

و لم أصطبح بالبيد من قهوة النوى... بكأس سقانيها الفراق دهاق (4)

بلى، و كأنّ الموت قد زار مضجعي... فحوّل منّي النفس بين تراق (5)

أخي، إنّما الدنيا محلّة فرقة... و دار غرور آذنت بفراق

تزوّد، أخي، من قبل أن تسكن الثرى... و تلتفّ ساق للنشور بساقِ (6)

______________________

1) البين: الفراق، البعاد.

2) مرى يمري: مسح و عصر (و حاول استخراج اللبن من الضرع) . لم تجعلني أبكي المأق و المؤق: طرف العين.

3) الخبت: الأرض الواسعة أو المنخفضة. ذات اللوى و رامة و براق أسماء لأماكن.

4) اصطبح: شرب الخمر صباحا. القهوة: الخمر. النوى: البعاد. (قضيت في البادية وقتا طويلا بعيدا عن أهلي) . الدهاق: المترع: الملآن.

5) التراقي جمع ترقوة (في أعلى الصدر ترقوتان مشرفتان) . بلغت الروح التراقي: أشرف صاحبها على الموت.

6) الثرى: التراب. سكن الثرى: مات و دفن. التفّت الساق بالساق: (كناية عن الازدحام حتى تشتبك أرجل نفر من الناس بأرجل نفر آخرين)





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.