المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب (عليه السلام)
2023-09-16
البلاغة القرانية
10-06-2015
النظر و احكامه
22-10-2014
مضمون جغرافية المدن - المظاهر الحضارية
9-12-2021
كوكب عطارد
21-2-2017
الصورة التلفزيونية والتأثير
11-1-2022


ابن عبد ربّه  
  
6390   07:40 مساءاً   التاريخ: 10-2-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص210-220
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016 9754
التاريخ: 22-7-2016 9273
التاريخ: 19-06-2015 3009
التاريخ: 13-08-2015 2241

هو شهاب الدين أبو عمر أحمد بن عبد ربّه بن حبيب بن حدير بن سالم القرطبيّ، و كان سالم القرطبيّ مولى هشام بن عبد الرحمن الداخل.

ولد أحمد بن عبد ربّه في عاشر رمضان 246(٢٩/١١/860 م) في قرطبة و نشأ فيها. و تلقّى العلم على نفر منهم بقيّ بن مخلد (ت 276 ه‍) و محمّد بن وضّاح (ت 286) و محمّد بن عبد السلام الخشني (ت 286) .

و كان أحمد بن عبد ربّه شاعر بلاط للأمير المنذر (٢٧٣-275 ه‍) و للأمير عبد اللّه (275-٣٠٠ ه‍) و لعبد الرحمن الناصر بعدهما. و كذلك كان صديقا للشاعر القلفاط (ت نحو ٣٣٣) ثمّ فسد ما بينهما و تهاجيا.

و فلج ابن عبد ربّه أعواما ثم توفّي في قرطبة في ثامن عشر جمادى الأولى من سنة ٣٢٨(٣/٣/940 م) .

أبو عمر أحمد بن عبد ربّه أديب واسع الإحاطة بفنون العلم و الأدب. ثمّ هو شاعر مكثر صحيح الأسلوب متين السبك سهل التركيب يغلب على شعره منطق العلماء، و مع ذلك فنحن نجد على شعره شيئا من الطلاوة. و ليس في شعره من الصناعة إلا ما جاء عفوا، مع وجود شيء من التكلّف المعنويّ فيه. و قد ضاع شعر ابن عبد ربّه إلاّ ما أورده ابن عبد ربّه نفسه في كتابه «العقد» . أما فنون شعره فهي المديح و فيه شيء من التكلّف و المبالغة، ثم الرثاء و هو عنده كثير و معظمه في أهله رقيق صادق العاطفة. و غزله كثير رائق، و لعل أحسن شعره الغزل و الرثاء. و في هجائه فكاهة و دعابة و شيء من الإقذاع أحيانا. و له أيضا وصف للطبيعة لا يبلغ فيه مبلغ شعراء الأندلس. أما زهده ففيه تكلّف كثير لأنّه حاول أن يأتي بمعارضة في الزهد لكلّ مقطوعة في الغزل كان قد قالها في شبابه. إنّ هذا جعل زهده كثيرا و لكن لم يرفعه إلى مستوى عال. و لابن عبد ربّه أرجوزة من باب الملاحم أبياتها أربعمائة و خمسة و أربعون قالها في غزوات عبد الرحمن الناصر (٣٠٠-350 ه‍) و تناول فيها بطبيعة الحال الغزوات الأولى. و شعر ابن عبد ربّه قصيد و رجز.

كان ابن عبد ربّه مغرما بشعره يورده في كتابه «العقد» عند كلّ مناسبة. و مع ذلك فلم يورد لنفسه (و لا لغيره) شيئا من الموشّحات. و لقد خدع نفر من النقّاد و مؤرّخي الأدب بجملة ابن خلدون (المقدمة،١١٣٨) تنسب موشّحات إلى «أبي عمر أحمد بن عبد ربّه» . و مع أن ابن خلدون نفسه يدكر أن ابن عبد ربّه هذا هو صاحب «العقد» (كتاب العقد الفريد) ، فالحقيقة أن صاحب الموشّحات هو ابن أخي ابن عبد ربّه هذا (و كنيته و اسمه ككنية عمّه و اسمه أيضا: أبو عمر أحمد بن عبد ربّه) . و على كلّ فإنّه لم يصل إلينا من موشّحات صاحب العقد (إذا كان صاحب العقد قد نظم موشّحات) و لا من موشّحات ابن أخيه شيء.

غير أن شهرة أبي عمر أحمد بن عبد ربّه هي في النثر- و في كتابه «العقد» خاصّة (1). جمع ابن عبد ربّه في كتابه العقد أخبارا و أقوالا و اختيارات من النثر و الشعر يتعلّق القسم الأوفى و الأوفر منها بالمشرق حتّى قال الصاحب بن عبّاد (ت 385 ه‍) ، و قد رأى هذا الكتاب، جملته المشهورة: « هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا ؛ ظننت أن هذا الكتاب يشتمل على شيء من أخبار بلادهم، و إنّما هو مشتمل على أخبار بلادنا. لا حاجة لنا فيه» .

جعل ابن عبد ربّه كتابه خمسة و عشرين بابا و شبّهه بعقد فيه خمسة و عشرون حجرا كريما: واسطة (في وسط العقد، و تكون أكبر حبّات العقد) ثمّ أربعة و عشرون حجرا كلّ حجرين منها متماثلان من جنس واحد يحتلاّن مكانين متقابلين من طرفي العقد على جانبي الواسطة. فمن أبواب العقد: اللؤلؤة في السلطان، الفريدة في الحروب، الزبرجدة في الأجواد، الجمانة في الوفود، . . .

و قد جمع ابن عبد ربّه مادّة كتابه من مصادر مختلفة: من الكتب السملوية، و من دواوين الشعراء، و من كتب ابن المقفّع و الجاحظ و المبرّد ثم ألحّ بصورة خاصة على كتاب «عيون الأخبار» لابن قتيبة حتّى أن بعض أبواب العقد نسخ واضح من أبواب مماثلة في كتاب عيون الأخبار.

أمّا قيمة كتاب «العقد» فترجع إلى أنّه في الدرجة الأولى كتاب متعة يقرأ الإنسان فيه أخبارا طريفة حتى بلغت الحال بالمؤلّف إلى أن روى أشياء من باب الخرافة. ثمّ إن المؤلّف جمع موضوعات مختلفة في كتاب واحد، و لكن أحسن تصنيف هذه الموضوعات و ترتيبها و عرضها. و في الكتاب نماذج جميلة من الشعر و النثر و الأقوال. ثمّ إنّ المؤلّف قصد إلى العبرة الحسنة و التهذيب الخلقي (و إن كان قد أتى أحيانا بأشياء خارجة على المألوف) -و الكتاب أيضا «مرجع بمثابة مصدر» : أي إنّ ابن عبد ربّه أخذ أخبارا و أشعارا من كتب ضاعت، فأصبحنا لا نعرف هذه الأخبار إلا من كتابه.

و مع أن المادة التي في كتاب «العقد» معظمها نقول لا تدلّ بطبيعة الحال على أسلوب ابن عبد ربّه، فإنّنا نستطيع أن نصل في الكتاب إلى مقاطع هي بلا ريب من إنشاء ابن عبد ربّه و تدلّ على أن أسلوب الرجل كان موجزا واضحا قريب المعاني يرتبط بعض جمله ببعضها الآخر ارتباطا منطقيّا.

مختارات من آثاره:

- قال ابن عبد ربّه في الغزل و النسيب أشياء رقيقة. و قد كثر الاستشهاد بأبياته التالية:

يا لؤلؤا يسبي العقول أنيقا... و رشا بتقطيع القلوب رفيقا (2)

ما إن رأيت و لا سمعت بمثله... درّا يعود من الحياء عقيقا (3)

و إذا نظرت إلى محاسن وجهه ... أبصرت وجهك في سناه غريقا (4)

يا من تقطّع خصره من ردفه... ما بال قلبك لا يكون رقيقا

- و له الأبيات الصادقة العاطفة في رثاء ابنه:

وا كبدا! قد تقطّعت كبدي... قد حرّقتها لواعج الكمدِ (5)

ما مات حيّ لميّت أسفا... أعذر من والد على ولدِ

يا رحمة اللّه، جاوري جدثا... دفنت فيه حشاشتي بيدي (6)

لا صبر لي بعده و لا جلدٌ... فجعت بالصبر فيه و الجلد (7)

- و قال ابن عبد ربّه في مقدّمة كتاب العقد:

و قد نظرت في بعض الكتب الموضوعة فوجدتها غير متفرّقة في فنون الأخبار، و لا جامعة لجمل الآثار. فجعلت هذا الكتاب كافيا جامعا لأكثر المعاني التي تجري على أفواه العامّة و الخاصّة، و تدور على ألسنة الملوك و السوقة. و حلّيت كلّ كتاب (فصل) منها بشواهد من الشعر تجانس الأخبار في معانيها و توافقه (توافق الشعر) في مذاهبها.

- و قال يصف تولّي عبد الرحمن الناصر حفيد الأمير عبد اللّه و خليفته؛ و في هذه القطعة تأنّق ظاهر:

ثمّ ولي الملك القمر الأزهر الأسد الغضنفر الميمون النقيبة المحمود الضريبة (8) ، سيّد الخلفاء و أنجب النجباء عبد الرحمن بن محمّد أمير المؤمنين. . . فتولّى الملك و هو جمرة تحتدم و نار تضطرم و شقاق و نفاق (9) . فأخمد نيرانها و سكّن زلازلها، و افتتحها عودا كما (كان قد) افتتحها بدءا (10) سميّه عبد الرحمن بن معاوية رحمه اللّه. و قد قلت و قيل في غزواته كلّها أشعار قد جالت في الأمصار و شردت في البلدان حتّى أتهمت و أنجدت و أعرقت (11) .

و لو لا أنّ الناس مكتفون بما في أيديهم منها لأعدنا ذكرها أو ذكر بعضها. و لكنّا سنذكر ما سبق إلينا من مناقبه التي لم يتقدّمه إليها متقدّم و لا أخت لها و لا نظير. . .

و من مناقبه أنّ الملوك لم تزل تبني على أقدارها و يقضى عليها بآثارها (12). و أنّه بنى في المدّة القليلة ما لم تبن الخلفاء في المدّة الطويلة. . . و من مناقبه أنه أول من سمّي أمير المؤمنين من خلفاء بني أميّة بالأندلس.

- و لابن عبد ربّه أبيات رقاق بارعات، منها:

صل من هويت و إن أبدى معاتبةً... فأطيب العيش و صل بين إلفين

و اقطع حبائل خدن لا تلائمه... فقلّها تسع الدنيا بغيضين (13)

- اشرب على المنظر الأنيق... و امزج بريق الحبيب ريقي

و احلل و شاح الكعاب رفقا... خوفا على خصرها الرقيق (14)

و قل لمن لام في التصابي... خلّ قليلا عن الطريق

- أنت دائي، و في يديك دوائي... يا شفائي من الجوى و بلائي (15)

إنّ قلبي يحبّ من لا أسمّي... في عناء، أعظم به من عناء

كيف لا، كيف أن ألذّ بعيشٍ... مات صبري به و مات عزائي

أيّها اللائمون، ما ذا عليكم... أن تعيشوا و أن أموت بدائي

ليس من مات فاستراح بميتٍ... إنّما الميت ميّت الأحياء

- ودّعتني بزفرة و اعتناقٍ... ثم نادت: متى يكون التلاقي

و تصدّت فأشرق الصبح منها... بين تلك الجيوب و الأطواق (16)

يا سقيم الجفون من غير سقمٍ... بين عينيك مصرع العشّاق

إنّ يوم الفراق أفظع يوم... ليتني متّ قبل يوم الفراق

- من أرجوزة ابن عبد ربه:

سبحان من لم تحوه أقطارُ... و لم تكن تدركه الأبصارُ

و من عنت لوجهه الوجوه... فما له ندّ و لا شبيهُ (17)

لكنّه يدرك بالقريحه... و العقل و الأبنية الصحيحه (18)

معرفة العقل من الانسان... أثبت من معرفة العيان

و بعد حمد اللّه و التمجيد... و بعد شكر المبدئ المعيد (19)

أقول في أيام خير الناس... و من تحلّى بالنّدى و الباس (20)

و من أباد الكفر و النّفاقا... و شرّد الفتنة و الشّقاقا

و نحن في حنادسٍ كالليل... و فتنة مثل غثاء السّيل (21)

حتى تولّى عابد الرحمن... ذاك الأغرّ من بني مروان

قد أشرقت بنوره البلاد... و انقطع التشغيب و الفساد

خليفة اللّه الذي اصطفاه... على جميع الخلق و اجتباه (22)

أحيا الذي قد مات من مكارم... من عهد كعب و زمان حاتم (23)

هو الذي جمّع شمل الأمة... و جاب عنها دامسات الظلمة (24)

و جدّد الملك الذي قد أخلقا... حتى رست أوتاده و استوثقا (25)

و افتتح الحصون حصنا حصنا... و أوسع الناس جميعا أمنا

و جمّع العدّة و العديدا... و كثّف الأجناد و الحشودا (26)

و لم يزل حتى انتحى جيّانا... فلم يدع بأرضها شيطانا (27)

فأصبح الناس جميعا أمّة... قد عقد الإلّ لهم و الذّمّة (28)

و انصرف الناس إلى القليعة... فصبّحوا العدوّ يوم الجمعة (29)

ثم التقى العلجان في الطريق... البنبلونيّ مع الجلّيتي (30)

فأعقدا على انتهاب العسكر... و أن يموتا قبل ذاك المحضر

و أقبلوا بأعظم الطّغيان ... قد جلّلوا الجبال بالفرسان (31)

فأشرعت بينهم الرّماح... و قد علا التكبير و الصياح (32)

و التقت الرّجال بالرجال... و انغمسوا في غمرة القتال

في موقف زاغت به الأبصار... و قصرت في طوله الأعمار

حتى بدت هزيمة البشكنس... كأنه مختضب بالورس (33)

لمّا أتته ميتة الخنزير... و أنه صار إلى السعير (34)

كاتبه أولاده بالطاعة... و بالدّخول مدخل الجماعة (35)

و أن يقرّهم على الولاية... على درور الخرج و الجباية (36)

فاختار ذا ذاك الإمام المفضل... و لم يزل من رأيه التّفضّل

ثم لوى الشيطان رأس جعفر... و صار منه نافخا في المنخر (37)

فنقض العهود و الميثاقا... و استعمل التشغيب و النفاقا

فاعتاقه (38) الخليفة المؤيّد... و هو الذي يشقى به و يسعد

فجنّد الجنود و الكتائبا... و قوّد القوّاد و المقانبا (39)

ثم انتحى من فوره ببشترا... فلم يدع فيها قضيبا أخضرا

حتى إذا حلّ على تطيلة... بكت على دمائها المطلولة (40)

و همّ أن يديخ دار الحرب... و أن تكون ردأه في الدّرب (41)

ثمّ استشار ذا النّهى و الحجر... من صحبه و من رجال الثّغر (42)

فكلّهم أشار ألاّ يدربا... و لا يجوز الجبل الموشّبا (43)

و شنعوا أنّ وراء الفجّ... خمسين ألفا من رجال العلج (44)

فقال: لا بدّ من الدخول... و ما إلى «حاشاه» من سبيل (45)

فاستنصر اللّه و عبّى و دخل... فكان فتحا لم يكن له مثل (46)

و عاذ بالرّغبة و الدّعاء... و استنزل الصبر من السماء (47)

فقدّم القوّاد بالحشود... و أتبع المدود بالمدود (48)

فانهزم العلج، و كانت ملحمة... جاوز فيها الساقة المقدمة (49)

لم يغز فيها و انتحى ببشترا... فرمّها بما رأى و دبّرا (50)

و احتلها بالعزّ و التمكين... و محو آثار بني حفصون (51)

و عاضها الإصلاح من فسادهم... و طهّر القبور من أجسادهم

حتى خلا ملحود كلّ قبر... من كلّ مرتدّ عظيم الكفر

عصابة من شيعة الشيطان... عدوّة للّه و السّلطان

________________________

1) إن العنوان «العقد الفريد» تطوّر متأخّر زاد فيه كلمة «الفريد» أحد المطالعين أو الناشرين.

2) لؤلؤ (هنا: كناية عن اللون الأبيض الجميل) . أنيق: جميل يعجب. العين. الرشأ: الغزال الصغير (الفتاة الشابّة الجميلة) . الرفيق: الكثير العناية في العمل.

3) الدرّ: اللؤلؤ. العقيق: حجر كريم أحمر. درّ يعود من الحياء عقيقا: وجهه (الأبيض كالدرّ) يعود (يصبح) من الحياء و الخجل عقيقا (أحمر) .

4) السناء: النور. أبصرت وجهك في سناه غريقا: ترى صورة وجهك في وجهه (كأنّ وجهه مرآة) .

5) اللاعج: (الحبّ أو الحزن) المحرق (الشديد الحرارة و الألم) . الكمد: الحزن.

6) الجدث: القبر. الحشاشة: بقية الحياة (كناية عن ولده) .

7) الجلد: القوّة و احتمال المصاعب.

8) الأزهر: الأبيض. الغضنفر: الأسد الغليظ الجثّة (القويّ الشديد) . الميمون: المبارك. النقيبة: الطبيعة. الضريبة (كالنقيبة) . النحيب: الذي له فضل على غيره و شهرة، الذي ينجب أولادا نابهين، الذّكي.

9) جمرة تحتدم (تشتعل) بالفتن و الثورات. شقاق: خلاف، نزاع (بين أصحاب الملك أنفسهم) .

10) افتتحها عودا: فتحها (ردّها إلى حكم بني أميّة من حكم الإسبان أو الثّوار من المسلمين) كما كان جدّه عبد الرحمن الداخل انتزعها (بدءا) لبني أميّة من أنصار بني العبّاس.

11) اتهمت: نزلت إلى تهامة (شاطئ الحجاز) . أنجدت: صعدت إلى نجد (الهضبة الوسطى في شبه جزيرة العرب) . أعرقت (وصلت إلى العراق) -عمّت و اشتهرت

12) الملوك في العادة تعمل ما تقدر عليه ثمّ نحكم نحن على أعمالهم بما يكون لهذه الأعمال من نتائج. . .

13) الخدن: الصديق، الأليف.

14) الوشاح: قطعة من النسيج تجعلها المرأة على أعلى جسمها. الكعاب و الكاعب: الفتاة أول صباها.

15) الجوى: ألم الحبّ.

16) الجيب: مدخل الثوب في العنق. الطوق: حلية توضع في العنق.

17) عنا يعنو: خضع. الند: المثيل.

18) القريحة: المقدرة على إدراك الأمور و الحكم عليها. الأبنية الصحيحة: مقدمات المنطق، خطوات التفكير المنظم.

19) المبدئ و المعيد: اللّه (هو بدأ الخلق أول مرة و هو سيعيد الناس إلى الحياة يوم القيامة) .

20) الندى: الكرم. البأس: القوة.

21) الحندس (بضم فسكون فضم) : اشتداد الظلام. غثاء السيل: الأقذار الخفيفة التي يجرفها السيل فتطفو على سطحه. المقصود في الأصل بهذه الاستعارة: الضعف و الشيء لا قيمة له. و الشاعر يقصد (أن الفتن) كثيرة شديدة متلاحقة.

22) اصطفاه: اختاره. اجتباه: قرّبه.

23) كعب بن مامة و حاتم الطائي من الأجواد (من الكرماء) في الجاهلية.

24) الدامس: المظلم. جاب ليست في القاموس بالمعنى الذي أراده الشاعر. هو يقصد «أزاح» .

25) أخلق: تهرأ، ضعف. رست: ثبتت. استوثق الأمر (و الكلمة في القاموس لا تأتي بهذا المعنى) : أصبح موثوقا به مضمونا و في أمان.

26) العدة: الآلات و السلاح. العديد: العدد الكثير (من الجند) . الحشد (بالفتح) : الناس المجموعون لأمر ما.

27) انتحى: قصد. جيان: مدينة في جنوبي الأندلس. . . شيطان: (ثائر) .

28) الإلّ و الذمة: العهد.

29) القليعة. . . صبح الرجل القوم: جاءهم في الصباح.

30) بنبلونة: بلدة في أقصى الشمال. البنبلوني (أمير اسباني مسيحي؟) و الجلّيقي (ابن مروان الجليقي) : ثائر مسلم مرتدّ.

31) جلّلوا: غطّوا (بفتح الطاء) . جللوا الجبال بالفرسان (لكثرة عددهم) .

32) التكبير (قول: اللّه أكبر) من المسلمين. و الصياح من الإسبان.

33) البشكنس: أمير البشكنس أو الجلالقة (سكان الشمال الغربي من إسبانية) أو قائدهم. الورس: صباغ أصفر مائل إلى الحمرة (من الخوف أو الغضب) .

34) الخنزير هنا: عمر بن حفصون كان يتظاهر بالإسلام و لم يكن مسلما (كما ظهر فيما بعد حينما نبش قبره) . و قد شغل عمر بن حفصون بثورته الأمراء الأندلسيين مدة طويلة، و كان يتلقى المساعدات من الإسبان و من الأوروبيين خارج إسبانية.

35) بعد موت عمر بن حفصون استمر أولاده في الثورة على أمراء قرطبة. و لكنهم كانوا أحيانا-إذا ضعفوا-تظاهروا بطلب الصلح و العفو.

36) درور الخرج: تقديم ضرائب وافية عن أراضيهم.

37) ثم. . . عاد (جعفر بن عمر بن حفصون) إلى الثورة.

38) اعتاقه: عاقه، منعه و صده (عن إنزال ضرر بالناس) . المؤيد: المعان (بضم الميم) ، الذي يعينه اللّه.

39) قوّد. . . : عين قوّادا. المقنب. (بكسر الميم و فتح النون) : جماعة من الفرسان دون المائة.

40) تطيلة بلدة إلى الشمال الشرقي من سرقسطة. المطلول: الذي يذهب دمه هدرا، لا ينصره أحد و لا يأخذ بثأره أحد. بكت. لعلّها: بكّت (بتشديد الكاف: جعلت الناس يبكون عليها) . و هذا أصحّ في الوزن و في المعنى.

41) أداخ: أخضع و أذل. دار الحرب: بلاد العدو ردأه: عون (؟) له، محطة. الدرب: الطريق في الجبل (أخضع تطيلة حتى لا تكون خطرا وراءه إذا هو قطع الجبال التي وراءها لمحاربة الإسبان) .

42) النهى و الحجر: العقل. الثغر: المكان المخوف، القريب من بلاد العدو (شمالي الأندلس) .

43) أدرب: جاوز (أو دخل) الدرب (الممر في الجبل) ليغزو وراءه: المؤشّب (الكثير الرجال و السلاح) .

44) شنّع: (هوّل بنشر أخبار غير صحيحة أو للتخويف) . الفجّ: الطريق الواسع (و الملموح هنا) : الطريق في الجبل. العلج: الرجل الغليظ (و الكافر الذي لا يعرف اللغة العربية) ، ملك الإسبان.

45) و ما إلى «حاشاه» : إلى استثنائه، إلى تركه.

46) عبأ الجيش: جمعه و رتبه.

47) عاذ: لجأ.

48) المدود: (يقصد جمع مدد-بفتح ففتح-ألف رجل ينضمون إلى جيش) .

49) الساقة: جماعة ملحقة بالجيش (و تكون الساقة لإعداد الطعام و نقل السلاح و إصلاحه) . و المقدمة: القسم الأول المتقدم في الجيش. جاوز فيها. . . : هرب الجيش كله (؟) .

50) فيها: في سنة 316 ه‍. انتحى: قصد ببشتر: حصن كإن فيه عمر بن حفصون. رمّ القلعة: أصلح ما خرب فيها و زاد في قوتها.

51) بنو عمر بن حفصون الذين استمروا في الثورة بعد موته.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.