المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Hehe
31-3-2022
مدة حياته (صلى الله عليه وآله)
10-12-2014
السياسة المالية في نهج اهل البيت
7-4-2016
قيم الغازات الذائبة التي يكون لها معنى خاص
10-11-2021
مركب compound
18-6-2018
تنفيذ اللقطات- الدوللي للأمام: Dolly in
23/9/2022


نشأة المدرسة  
  
10400   09:51 صباحاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص281-282
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

تختلف المدرسة اليوم عما كانت عليه بالأمس . ولم تصل إلى ما هي عليه الآن إلا بعد أن مرت بمراحل وتطورات كثيرة أهمها ما يلي (1) :

1ـ المدرسة البيتية : في هذه المرحلة كان الأبوان وحدهما , هما المسؤولين عن تربية الأبناء  وكانت العائلة البدائية تقوم بوظائف عديدة ومن ضمنها التربية . فكان الصبي يرافق والده إلى الحقل أو الصيد أو المرعى يعاونه في شؤون الحياة المعيشية , وكانت البنت تساعد أمها في شؤون المنزل من إعداد للطعام واللباس والمأوى . وكان التعليم يتم عن طريق الملاحظة والتقليد والممارسة بصورة عرضية غير مقصودة أثناء انشغال العائلة في الأمور المعيشية , فلا الوالدان كانا يدريان بأنهما يقومان بدور المعلم , ولا الأولاد كانوا يدرون بأنهم يمارسون دور التلاميذ . وبالإضافة إلى ما تقدم , كان الأولاد يتعلمون الشيء الكثير عن طريق اللعب , وكذلك بتقليد الكبار في ممارساتهم اليومية .

2ـ المدرسة القبلية : رغم ذلك لم تكن المدرسة البيتية كافية لسد احتياجات الأقوام البدائية  بعجزها عن ممارسة الشؤون الروحية واعداد الأطفال لها , فاستعان الآباء بخبراء القبيلة أو عرّافيها لهذا الغرض . ويقصد بالحياة الروحية عند البدائيين ما يتعلق بعقائدهم وطقوسهم الدينية  فكانوا يؤمنون بالأرواح والقوى المستترة . وأن لكل جسم نفساً أو قريناً . وقد توصل الإنسان البدائي إلى ذلك عن طريق رؤية ظله في الأيام المشمسة والمقمرة , ورؤية خياله في الماء  وعلى أساس هذه العقائد الخرافية , كان الإنسان البدائي يبني سلوكه اليومي . فكان يقوم استرضاء لتلك القوة المستترة وتهدئتها بطقوس خاصة يرافقها الرقص وتفسير الخرافات والتقاليد والأساطير . وهذا ما دفع الوالدين إلى الاستعانة بالعرّافين العالمين بأخبار هذه القوى الخفية وأسرارها في تعليم الاولاد واطلاع الناشئين على تلك الاخبار , وتدريبهم على تلك الطقوس عندما يناهزون البلوغ.

3ـ المدرسة الحقيقية : وأخيراً ظهرت المدرسة الحقيقية يديرها معلمون من أهل الاختصاص  وتتخذ لها مكاناً محدداً . وقد ساعد على ظهورها العوامل الثلاثة الرئيسية التالية : ــ

العامل الأول : غزارة التراث الثقافي وتراكمه الناجم عن تطور الإنسان وتحضره .

العامل الثاني : تعقد التراث الثقافي .

العامل الثالث : استنباط اللغة المكتوب وايداعها التراث الثقافي  مما دعا الناشئة إلى ضرورة تعلم اللغة وكتابتها للاطلاع على محتواها الثقافي .

________________

J . S. Brubacher : A History of the problems of education – New York , 1966 , pp . 340 – 343. أيضاً عبد الله الرشدان : علم الاجتماع التربوي ــ مرجع سابق , ص123 – 125 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.