المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

Six Exponentials Theorem
2-2-2021
قطف ثمار الموالح
12-8-2022
تعريف الشركة القابضة
26-6-2016
Baer Differential Equation
30-5-2018
تحليل الكالسيوم (Calcium (Ca
8-2-2017
العوامل التي تؤثر على مسؤوليات مدير المشروع
2023-05-03


المسجد وتنشئة الجيل الاسلامي  
  
2149   01:04 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : السيد نذير الحسيني
الكتاب أو المصدر : فلسفة التربية في الاسلام
الجزء والصفحة : ......
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

يسهم المسجد مساهمة فعالة في نمو وتنشئة الجيل الاسلامي على المفاهيم والقيم التي تحفظ الإنسان، وتوفر له السعادة الدنيوية والأخروية، ولم تكن المدرسة في سالف الزمان لها دور بقدر ما للمسجد؛ لما فيه من روحانية خاصة في التلقي والاخذ والتعليم، فيتأثر الطفل بجو المسجد، الذي يحمل في ذهنه مفهوم العبادة، فما ان يسمع الإنسان كلمة المسجد الا ويتبادر الى طياته العبادة فكل شيء يأخذه من هذه البقعة المباركة يضعه في دائرة العبادة ويتعامل معه على هذا الاساس ، مما يجعل للمعلومة قدسية خاصة تساعد الطفل على هضمها وفهمها الفهم الجيد، خصوصا ، وان للمسجد احكاما خاصة ، من الطهارة والتكلم فيما يرضي الله ،عدم اللغط وما شابه ذلك من مفاهيم تؤثر على السلوك وتنميته التنمية الصحيحة.

فالمسجد هو المؤسسة التربوية الثانية للإنسان بعد اسرته يتعلم فيها ما طمح اليه في اطار العبودية الخالصة، ومن المعلوم ان المساجد سابقا لم تكن مقتصرة على العبادة بل كانت دورا للعلم والتعليم ومناراً للتربية والارشاد وعلما للبذل والعطاء فكانت تدرس فيها بالإضافة الى العلوم الشرعية ، من فقه وما شابه العلوم الادبية واللغة العربية والمنطق والرياضيات ، والهندسة والفلك بل حتى في زمن قريب كانت هذه العلوم وغيرها تتداول في هذا الموقع، ولهذا ركز القرآن على هذا الدور بقوله:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}[التوبة: 18] .

وتعمير المساجد يتحقق بالحضور والصلاة والتعليم والتعلم والاخذ من هذه الدور التي اذن الله ان ترفع:{بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}[النور: 36] .

ولا يزال المسجد نبعا صافيا لصدق المعلومة الخارجة منه، والتعامل معها على انها حقيقة، لمناغاتها للمشاعر والعواطف الدينية لدى المسلمين بشكل عام.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.