المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



كيف يمكن لك أن تقوي تفاعلك الاجتماعي ؟  
  
2560   11:49 صباحاً   التاريخ: 28-6-2016
المؤلف : د. جمال عبد الفتاح
الكتاب أو المصدر : مهارات الحياة
الجزء والصفحة : ص97-99
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2022 2147
التاريخ: 20-4-2016 19211
التاريخ: 26-6-2016 3034
التاريخ: 2023-09-07 1125

ـ الأدوار الاجتماعية :

المجتمع المتمدن، مجتمع زاخر بالأدوار الاجتماعية، وكل منها يعطي رائحة تحمل عبق الخبرات والمعلومات والأفكار المتداولة بين الأفراد، فهي عملية مقايضة تعتمد على الأخذ والرد بين الناس والتوقف عند بعض خبراتها المتميزة والاستفادة من تجارب الحياة، يصبح أكثر نفعا وفاعلية وتأثيرا إذا ما تعامل مع الآخرين, وللأدوار الاجتماعية صفات يتبناها الفرد بحكم التعاطي مع قوانين هذا الدور وتصبح جزءا من سلوكه وشخصيته، فالمعلم حينما يعلم الأطفال المبادئ والقيم الجيدة, كاحترام الآخرين الاكبر سنا والعطف على الصغير، نجد هذه المبادئ تصقل من شخصيته وتصبح ميزة في سلوكه، لا يمكنه أن يعمل إلا بها في حياته اليومية. والمشاركة الاجتماعية، ما هي إلا وسيلة حضارية تساعد الأفراد على اكتساب الخبرات بطرق إنسانية من خلال التعامل اليومي لكل دور مع بقية الأدوار ، لذا يمكن أن نشير إلى بعض المزايا والخصال التي قد تسهم في إنجاح عمل الدور الاجتماعي، منها :

1ـ الاحساس بمسؤولية الدور الذي يمثله الشخص . إذ إن الاستهانة والتلاعب أو التباطؤ في إداء ما يتطلبه الدور الاجتماعي، قد يغير أو يقلل من نتائجه المستقبلية، فالأب الذي ينتظر أولاده حتى يكبروا، ثم يبدأ عملية التوجيه ظنا منه انهم لا يفهمون في هذا العمر المبكر، فهو بالتأكيد اب مخطئ في رأيه وموقفه هذا، حيث سيجد نفسه، وبعد أن ترك فسحة من الزمن تكبر بينه وبين أبنائه، سيجد ان دوره أصبح هامشيا، نصائحه لا تتناسب مع ما تعلمه أبناؤه عبر الفطرة والغير، وبذلك لا نجده أبا كفوءا في تحمل مسؤولية دوره الأبوي .

2ـ عدم الشعور بالتعب أو الإحباط من ممارسة الدور الذي يجد نفسه فيه ، فصاحب الدور قد يجد نفسه متخبطا ومصابا بكثير من الاحباطات ، إلا أن مرونة التفكير في التعامل مع مثل هذه الاحباطات ، والصبر في حل المعضلات التي قد تواجهه ، هو الطريق الأفضل لتحقيق أفضل النتائج .

3ـ إن الدور الاجتماعي، عملية شبكية متشعبة، حيث يجد الفرد نفسه في أكثر من دور اجتماعي واحد, فالمرأة لها أدوار مختلفة تنتقل فيها بكل رشاقة وخفة ما بين دور وآخر فنجدها اما في دور ما، وزوجة في دور آخر، ومعلمة. وهكذا تتشعب الأدوار للفرد الواحد فيجد نفسه كالنحلة يتنقل ما بين دور وآخر ليأخذ من أحدهم تارة ويضيف إلى آخر تارة أخرى فتصبح هذه العملية، عملية تطورية تتابعية، ينقل فيها الدور الاجتماعي خبراته من دور اجتماعي إلى دور اجتماعي آخر.

1ـ عدم الاستهانة بباقي الأدوار واعطاء قيمتها المعنوية واحترام ما تقدمه من عمل مفيد، مهما كان حجم هذا الدور بسيطا، إلا أنه قد يؤثر تأثيرا كبيرا في نفسية الآخرين، فبائعة الخضار في البلدان الشرقية، قد تعطي صورة متفائلة للفرد، حيث تتفاعل مع ألوان الخضار وأشكالها وروائحها، ويجدها الآخرون تقدم خدمة جليلة تزيد من التواصل الاجتماعي بين الأفراد. إننا كآباء وامهات نسعى دائما إلى تربية أولادنا، التربية الحقة قدر المستطاع ، فهو واجب علينا لذا يتطلب الأمر ما يلي :

تعريف الأبناء بالأدوار الاجتماعية وقيمتها المعنوية واحترام جميع الأدوار الموجودة في المجتمع .

2ـ تبادل الثقة بين الأدوار المختلفة تفسح المجال لتعريف كل شخص بمزايا وتفكير الشخص الآخر .

3ـ قد تأخذ عملية تبادل الأدوار الاجتماعية مأخذا علاجيا في بعض الأحيان. فالشخص الذي يخاف من دور ما في الحياة, فمن الممكن أن يعمل الأسلوب العلاجي على تعريفه بهذا الدور  وبالتالي تقليل أو إزالة مخاوفه وهواجسه من هذا الدور, وبالتالي يخافون من الارتفاعات أو ركوب البحر، والعلاج هو زجهم بطريقة تدريجية في صعود الارتفاعات أو ركوب البحر.

4ـ يقع على عاتق صاحب الدور الأكبر مسؤولية الأخذ بيد صاحب الدور الأصغر، في عملية التقدم الاجتماعي، فالأب المسؤول عن تقديم النصح والتوجيه والتقويم إن لزم الأمر إلى الأبناء وإخلاص إلى طلابه. الخ أخيراً، لا يمكننا القول إن الطبيعة الانسانية طبيعة ثابتة متصلبة بل ان صفة المرونة والتعلم والتبادل الاجتماعي هي من سماتها الرئيسية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.