المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

حكم النفساء اذا رأت الدم زائدا على أكثر أيام الحيض
28-12-2015
Digital photography
6-9-2020
مدير المدرسة : الأدوار والمهمات-4
15-4-2018
المشتتات المكوثرة
4-10-2016
استرداد الموطن
12-1-2022
Ratio Distribution
20-4-2021


الاتصال الصفي والعلاقة بين الطلاب  
  
8247   01:13 مساءاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : عمر عبد الرحيم نصر الله
الكتاب أو المصدر : مبادئ الاتصال التربوي والانساني
الجزء والصفحة : ص267-270
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

 إن العلاقة التي تتطور بين الطلاب وتربطهم ببعضهم البعض تظهر بصورة واضحة من خلال الاتصالات الاجتماعية والإنسانية، والتي تكون واضحة في التفاعلات والأنشطة التعليمية التحصيلية والاجتماعية التي يقومون بها داخل غرفة الصف أو خارجها، أوفي ساحة المدرسة. حيث من الممكن أن يكون مثل هذا التفاعل و الاتصال ايجابيا، ويأخذ مظاهر الحب والتعاون والمشاركة والمنافسة التي تقوم على العمل والإنتاج الشريف. ومن الممكن أن يكون مثل هذا التفاعل سلبيا وتسيطر عليه الكراهية والابتعاد والشجار والمنافسات الهدامة. أيضا من الممكن أن تقوم العلاقة بين الطلاب وتحدد على أساس أعمارهم الزمنية ومراحل النمو المختلفة وما يحدث فيها من أحداث وجوانب نمو هامة، وكذلك الأمر بالنسبة لحاجاتهم العقلية والنفسية التي تعتمد كل الاعتماد على نوعية الاتصال الذي يحدث بينهم سلبي أم ايجابي، لفظي أم غير لفظي، مؤثر أم عديم التأثير في هذا التفاعل يحاولون إشباع هذه الحاجات بشتى الطرق والأساليب المتوفرة لديهم ، والتي تؤدي إلى  تحقيق أهدافهم الاجتماعية الشخصية والاتصالية. فمثلا يكون الطلاب بحاجة إلى  اكتساب المعرفة والحصول على المعلومات عن طريق الأسئلة التي تطرح خلال الاتصال الذي يتم بينهم أنفسهم في المواقف التعليمية الصفية، والتي تهدف إلى  فحص الأشياء والقيام بالبحث فيها. كما أنهم في معظم الحالات الاتصالية فيما بينهم يسعون إلى  تأكيد ذواتهم والشعور بتقديرهم وتقدير الأعمال التي يقومون بعملها ، والتي تؤدي بدورها إلى  اكتساب رضى الأطراف الأخرى من عملية الاتصال وإعجابهم بهذه الأعمال، والتي يصلون من خلالها إلى الشعور بالأمن والطمأنينة والانتماء إلى الجماعات، التي يعيشون معها ويتفاعلون معها بصورة دائمة، أيضا يساعدهم هذا الاتصال على تكوين العلاقات والصداقات، التي تعتبر ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها والتي تساعدهم أيضا على القيام بالحركات والتمارين الجسمية واللعب، الذي يعتبر من مميزات مرحلة الطفولة المبكرة والمراحل الأخرى التي تليها.

‏لذا يجب على المدرسة التي تعتبر البيئة الاجتماعية التربوية والتي يتم خلالها الاتصال والتواصل بين جميع الطلاب، أن تبذل الجهود الخاصة والمتميزة حتى تستطيع إشباع هذه الحاجات النفسية الشخصية الأساسية السليمة التي تتمثل فيها برامجها التعليمية في الأساس ، ثم الاجتماعية والترفيهية ، مثل الأنشطة التربوية الاتصالية المتكاملة بصورة عامة. وباستطاعة المدرسة العمل على تحقيق ما ذكر عن طريق الآتية:

‏1- القيام بدورها التربوي التعليمي التحصيلي داخل الصفوف بصورة صحيحة، والتي تعتمد على القيام بالاتصال مع الطلاب الاتصال الفاعل والقائم على الاحترام المتبادل ، الذي يؤدي إلى  تحقيق الذات وجميع المطالب الشخصية والفعالة في عملية التعليم، التي تقوم على استعمال الاتصال في الاتجاهين والذي يكون فيه المرسل مرسل ومستقبل والمستقبل مستقبل ومرسل في نفس الوقت. أي يقوم على الأخذ والعطاء والمناقشة المنظمة بين الطلاب أنفسهم مع المدرسين. عن طريق إعطائهم الفرصة لمعرفة قدراتهم ‏واستعداداتهم الدراسية، ولا يمكن أن يتم ذلك الأمن خلال الاتصال معهم وإرسال الرسائل واستعمال الوسائل التي تساعد على فعل ذلك وعلى معرفة الفروق الفردية الموجودة بين الطلاب والتعامل معهم بالاتصال المناسب لهذه القدرات. ويقوم بتقويم جهدهم الذي يبذلونه خلال القيام بهذه الفعاليات المختلفة.

‏وبما أن المعلم هو بمثابة الملك داخل الصف، لذا فهو الوحيد الذي يملك القدرة على تكييف موقفه التربوي وتحديد أسلوبه التعليمي، ونوع الاتصال الذي يستعمله معهم والذي يستعملونه فيما بينهم. والذي يجب أن يكون قائما على أساس الطرق التربوية الصحيحة والظروف الموضوعية التي تحيط به داخل الصف.

٢‏- زيادة أنواع النشاط وتنويع مجالاته: وهذا المبدأ يقوم على الرغبة الزائدة الموجودة لدى كل طالب في إشباع حاجاته من خلال التعامل والاتصال مع الآخرين داخل غرفة الصف، والتي في معظم الحالات لا تسمح مساحتها بفعل ذلك، إلا في حدود معينة. الأمر الذي أدى إلى  تكوين جماعات النشاط في مجالات عديدة مثل الرياضة والاجتماعات والفن والعلم والترويح والتي تعتبر ضرورية في التربية. لأنها تسمح للطاقات والقدرات والمواهب المختلفة أن تعبر عن نفسها وذلك عن طريق قيام هذه الجماعات بالاتصالات التربوية بين أفرادها والتي تساعدهم على تحقيق مطالبهم ورغباتهم المتنوعة، وتؤدي إلى  النمو التربوي السليم عن طريق التعاون والمنافسة والعمل الجماعي ،وهي في نهاية الأمر علاقات سليمة تحدث نموا فرديا واجتماعيا للطالب، بعد قيامه بالاتصال المباشر والمؤثر مع الآخرين.

‏وهذه الجماعات تزداد فعاليتها عندما تقوم على أساس إعطاء الفرصة للطلاب لمشاركة إدارة المدرسة ومعلميها في تحديد مجالات النشاط والتفاعل الذي يحدث بين الطلاب داخل المدرسة وخارجها أو داخل الصف. بالإضافة إلى إعطاء ‏الطلاب الفرصة للمشاركة في وضع وتحديد القواعد والأنظمة التي تقوم عليها هذه الأنشطة وأساليب تقيمها. فمثلا تحضير حفلات التعارف بين الطلاب في بداية السنة أو نهايتها عند التخرج، يجب أن تقوم على جهود الطلاب مع استفادتهم واستعانتهم بنصائح المعلمين وتوجيهاتهم، ومن خلال ، المحادثات فيما بينهم ومناقشة جميع هذه الجوانب. كذلك الأمر بالنسبة للرحلات، والمسابقات، والمشروعات التي تتطلب تنظيم عملية الاتصالات بينهم ومع الجهات والهيآت الخارجية.

‏والاتصال الذي يحدث بين الطلاب في الصف هو من نوع الاتصال الشفوي في جميع مراحل التعلم والتفاعل الذي يحدث بينهم في العمليات التعليمية والتحصيلية والجوانب الاجتماعية الإنسانية التي تحدث أثناء تواجدهم مع بعضهم البعض. ونفس الاتصال الشفوي يحدث بين الطلاب والمعلم ، غير أن هذا الأسلوب يتحول في بعض الأحيان إلى وجود محادثات وثرثرة التي تصل حد التشويش والضجيج. الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة سير العمل داخل الصف، ويؤدي إلى  حدوث خلل في نظام الصف وترتيبه. الأمر الذي يثير حساسية خاصة عند الكثير من المعلمين. لان الضجة التي تحدث داخل الصف تعكر جوه وتعيق سير العمل فيه، وتؤثر على عملية الاتصال والتواصل التربوي وتطور العلاقات بين الطلاب أنفسهم من جهة ومع المعلم من جهة أخرى، لأن عملية الاتصال تتطلب الإصغاء والاستماع والتركيز التام أثناء القيام بعملية الإرسال أو الاستقبال. ومن الضروري معرفة مصدرها من أين تأتي ، من داخل الصف أم من خارجه وكيف تحدث هل هي من الأعمال المقصودة التي يقوم بها الطلاب أم أن مصدرها المعلم وذلك من خلال تصرفاته والأعمال التي يقوم بها، على أي حال أن الضجة والتشويش تعتبران من معوقات عملية الاتصال وعدم نجاحها في خلق جو خاص داخل الصف الذي يمكن معه النجاح في العملية التربوية والتعليمية بصورة عامة.

‏وماذا يتوجب على المعلم والطلاب عمله لخفض هذا الضجيج والتشويش حتى يتم الاتصال والتعلم المقصود ، بالإضافة إلى  مدى ارتفاع الصوت المسموح به. من قبل المعلم داخل الصف والذي لا يعطل عملية الاتصال والتعلم. وكيف يكون تعامل الطلاب مع بعضهم البعض أثناء نقاشهم لبعض المواضيع أو قيامهم بالأنشطة التربوية التي تؤدي إلى زيادة فاعلية الاتصال والتحصيل التعليمي.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.