المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تربية الطفل الذكي بين الأفراد والمؤسسات  
  
2443   01:53 صباحاً   التاريخ: 17-1-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص204-205
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

التربية الخاصة يحتاجها الطفل الذكي ؛ لأن المواهب إذا لم تكتشف مبكرة تموت ، إذ لا بد من تطويرها ، كما انه قد يعتريه الإحساس بالغربة والوحدة بسبب الفرق بينه وبين أقرانه (1) .

ويمكن اكتشاف ذكاء الطفل من خصائصه فهو أكثر استجابة للأوامر بسبب نضجه العقلي (2)  ومتعاون ، يتعلم بسرعة ويفكر منطقيا ويسأل أسئلة دقيقة ، ويميل إلى من أكبر منه ويقلده تقليدا واعيا ، ويميل إلى الابتكار ويكره التكرار الرتيب (3) .

وعلى المربي مسؤولية المحافظة على صحة الذكي وتنمية قدراته ، ولذلك وسائل منها : التوسط في معاملة مواهبه والتوسط في تقديرها ، فالتحدث عن ذكاء الطفل بإسراف يخلق فيه الغرور والتساهل بذكائه يخلق له مشكلات نفسية , فيكون التشجيع مناسبا ويجب أن يوجد لديه بيئة مناسبة لاحتواء مواهبه ، وأن يمده بالمواد والوقت ليكتشف ويبتكر (4) ، كاللعب التعليمية والكتب المصورة والأشرطة العلمية المصورة والمسموعة ، والألعاب التي تعتمد على ذكاء الطفل ومهاراته .

وأما المؤسسات فكثيرة ، منها : المكتبات ومراكز المعلومات والمدارس ، وقد أفردت مدارس خاصة للأذكياء ، ولكن كثيرا من علماء التربية يرون أن من الخير دمج الأذكياء مع غيرهم في المدارس العامة على أن تخصص لهم فصول مستقلة (5) ، كما اقترح بعض التربويين إتاحة الفرصة للأذكياء ليدخلوا المدرسة قبل السن المقررة (6) ، على أن يتم تزويد فصولهم بالأجهزة والمعامل والكتب وجميع الوسائل الممكنة ووضع مناهج تقوم على فكرة التنوع وتتميز بالمستوى الرفيع الذي يناسبهم (7) .

______________

1ـ انظر : الفكر التربوي في رعاية الموهوبين ، لطفي بركات ، ص 48 , 148 – 150.

2- انظر : المرجع السابق والفئات الحائرة : فوزية محمد خضر ، ص 104 – 105.

3- انظر : المرجع السابق ، ص 148 – 150.

4- انظر : المرجع السابق ، ص 148 – 150 .

5- انظر المشكلات السلوكية نبيه الغبرة ص 164.

6- انظر الطفل الموهوب ، جيمس جالجر ، ص 56.

7- انظر : الفكر التربوي في رعاية الموهوبين ، لطفي بركات ، ص 150 – 151 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.