المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



حقيقة وطبع المتبجّح  
  
1395   09:24 صباحاً   التاريخ: 2023-03-22
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص128ــ 131
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016 2358
التاريخ: 17-1-2016 1879
التاريخ: 28-6-2017 2730
التاريخ: 21-12-2017 2051

حول طبيعة المتبجح هناك نظرات كثيرة نذكر جزءاً منها:

1ـ الاحساس بالحقارة: الدين الاسلامي يرى ان هذه الصفة تنشأ لدى الفرد بسبب إحساسه بالحقارة وذل النفس. فقد ورد في كتاب الكافي ج2، ص312، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما من أحد يتيه إلآ من ذلة يجدها في نفسه).

أما بعض علماء النفس فيذهبون إلى ان الذين يفتخرون إنما يقومون بهذا العمل لعدم وجود شيء يقولونه للآخرين، أو أن بعضهم قالوا: إن الذي يتبجح فانه يحس بالحقارة والدناءة أمام أمر ما. ويتصور بأنه بسلوكه هذا سوف ينال الرفعة والعلو. فالتفاخر يمثل ستاراً لعقدة الحقارة التي يعيشها المتفاخر.

2ـ سد النقص: وهذه في الحقيقة تمثل مظهراً آخراً من مظاهر المتبجح، فهو يسعى لجبران وسد النقص والضعف الذي يعاني منه ليصل عن هذا الطريق إلى مكانة مرموقة كما يتصور، أو انه يجر جنونه بشعوره بالرفعة إلى هذا الوادي وهذه المرحلة.

البعض يذهبون إلى أن التبجح نوع من الهذيان، وهو سلوك الغرض منه ستر النواقص والعيوب، فالبعض لا يتمكنون نيل الموفقية عن طريق السلوك السوي والواقعي فيختارون هذا الأسلوب إرضاء لأنفسهم. فإحساسهم بحالة اللاأبالية يحاولون جبرانه عن هذا الطريق.

3ـ طلب العزة والعظمة: في بعض الأحيان لا يحس الشخص بالنقص والدناءة ولكنه يطمح في وضع أفضل من الوضع الذي هو عليه، وكذلك يرغب في أن يصل إلى نفس مكانة القدوة التي يؤمن بها. وأن يصل إلى العزة والعظمة التي يتمتع بها الآخرون، وفي ظل هذه المنزلة يحاول السيطرة على القلوب وكسب الطاعة والاحترام فيحس بالموفقية والعلو.

وهنا فان مسألة سد النقص تبقى قائمة كسبب لهذا التصرف لأن الشخص الذي يتصف بهذه الصفة يشعر بأنه أقل شأناً من النموذج الذي يصبو إلى أن يكون مثله. أو انه فاشلاً بالنسبة للآخرين وعن طريق التبجح والتباهي يريد الوصول إلى بيان وإظهار نفسه، فالافتخار والتباهي لمثل هؤلاء من الأمور المهمة حيث يحسون بفقدانها.

4ـ الهرب والفرار: بعض علماء النفس يذهب إلى ان الهرب إحدى صفات المتفاخر والمتبجح، وهذه الوسيلة بمثابة نظام دفاعي يستفيد منه أحياناً.

يقولون: إن التفاخر بالنسبة للطفل يمثل نوعاً من الفرار من الحقيقة يستفيد منه للاحتيال على الآخرين وجلب نظرهم وانتباههم.

طبعا لا يوجد لدينا إلمام حول الصورة العلمية لهذا النظام. لكننا نعتقد انه وعلى أثر الاضطراب والهيجان الناشئ من احتكاك الأبعاد الشخصية للإنسان مع وجدانه فيكون الناتج هو شخص مصاب تتجه أحاسيسه إلى صفة التفاخر والتبجح، فيهرب من المشاكل والواقع بواسطة التباهي ويصبح الخيال ونسج الخيال شغله الشاغل.

5ـ الميل إلى السكينة والهدوء: بعض علماء النفس يرون ان هؤلاء يميلون إلى السلم والهدوء والسكينة ويعتقدون بأن في هذا العالم المملوء بالفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار فان الانسان معرض إلى هجمات مختلفة، فيميل هؤلاء إلى الهدوء مقابل الاضطراب الناشئ من عدم الاستقرار المذكور. فيلجأ إلى التباهي والتفاخر وهو كذب علني ومحض يصحبه بحالة من التظاهر والانحراف والتخريب، ومن هذا الطريق -بالإضافة إلى إثبات شخصيته يرغب في الوصول إلى الاستقرار والموفقية. ويصل إلى نتيجة بأنه يستطيع النفوذ إلى هذا العالم الذي يستعصي على البعض النفوذ إليه ليتخلص من العذاب وعدم الموفقية.

6ـ حالة الاضطراب: أغلب هؤلاء في حالة تشويش واضطراب وذلك لكي لا يتخلفون عن الركب أو لا تنكشف حقيقتهم فيفتضحون على رؤوس الأشهاد.

فنراهم في أغلب الأحيان يتكلمون بصورة مضطربة وكلامهم مملوء بالتناقض والهيجان والرجفة وشحوب اللون وعدم الاستقرار، همّهم الوحيد جلب نظر الآخرين إليهم. فيتبع هذا الأمر اضطراب وإثارة. وفي بعض الأحيان يصحب هذه الحالات التقيؤ والمغص والاسهال.

7ـ الخجل والحياء الباطني: بالرغم من إحساس هؤلاء بالغرور الظاهري بسبب كسب الموفقية، لكنهم يشعرون بالخجل والحياء الباطني بسبب زيغهم عن الحقيقة بواسطة كلامهم الذي لا أول له ولا آخر، أما عدم ارتياحهم فيأتي من اضطرارهم إلى التنازل عما تبجحوا به. فإذا سألتهم عمّا قالوا وعقبت على كلامهم فانهم سيتنازلون عنه بصورة تدريجية. فإذا ادعوا بأنهم قتلوا في الليلة الماضية 100 قطة اجتمعت بالقرب من بيوتهم. فإذا تابعت كلامهم هذا وأردت التعليق عليه وسألتهم كيف تم الأمر. وانه غير ممكن ذلك. فانهم سوف يتنازلون عن كلامهم ويصل الرقم إلى قطة واحدة أو قطتين.

8ـ البحث عن التأييد: هؤلاء دائماً ينتظرون من الآخرين تأييدهم وتصديق كلامهم، ويرغبون دائماً بان يكون كلامهم نافذا إلى قلوب الآخرين فيسعون إلى الحصول على أشخاص أقل منهم شأناً فيتفاخرون ويتباهون أمامهم بكلامهم المملوء بالغلو. فإذا ما لقي كلامهم تأييداً وقبولاً فانهم سيفرحون. وإذا ما أحسوا بعدم الاهتمام لكلامهم فإنهم سيضطرون إلى السكوت والخجل. طبعاً هذا الأسلوب أحد أساليب إصلاحهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.