المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

PHYSICAL CHARACTERISTICS OF WAVES
6-2-2021
قطار المخمرات Train Fermenters
2-8-2020
استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)
7-01-2015
تقارن حثي inductive coupling
13-5-2020
أدعية الصحيفة السجّادية: الدعاء التاسع والثلاثون
24/10/2022
الأدلة على أن صفات اللّه تعالى عين ذاته
3-07-2015


حوافز الأسرتين  
  
2685   01:15 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس أمين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص14-16
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

يندر جدا حصول حالة نفور بين الشريكين تأدي الى طلاق لا يكون من اسبابها الدواعي الأسروية للطرفين , فاذا كانت والدة العروس تشكل احيانا ناقوسا يفل عرى الزوجية فان والدة العريس ايضا لن تكون الاقل خطرا في ذلك , في كثير من الاصقاع المتخلفة لا تزال الزوجة وحماتها .. الزوجة واخت زوجها .. اضداد لا تتلاقى .. واقع لا يتردد على الالسن كالمسلمات الواضحات , ولا اريد هنا ان اسهب في بيان ذلك ولكن احببت ان ابين اسباب هذا الدافع لدى الحماة وابنتها وحتى غدا امرهما كالشمس في رابعة النهار , والقول بان ذلك طبيعيا حيث الاختلاط الجديد الذي يوفر عادة نوعا من انواع الصراع خطأ محض .

وذلك لان علاقة الشريكين العروسين الجديدة اوسع من دائرة الحماة فلماذا اختصت هي من بين الجميع بالمشكلة ... والملحوظ وجود عاملين اثنين :

أ‌- النظرة الخاطئة للعروس في بلادنا :

وان بدأت اليوم بالاضمحلال فهي كيان تابع لا استقلالية له انها كيان ممسوح في خدمة اغراض الاخرين ,بل لا تزال في كثير من اصقاعنا عادة مؤلمة فالعروس في فترة خطوبتها تتردد على حماتها بدافع الخدمة لها لتثبت جديتها وانها زوجة مثالية تستحق منها المدح والثناء , وتحت وطأة هذه النظرة تقوم العروس بأعمال لا تقوم بها في منزل والديها عادة ... كل ذلك لإحراز رضى السيدة المصون والحصول على شهادة حسن سلوك تؤهلها لموقع مميز عند الخاطب الابن فالعلاقة بينهما علاقة السيدة ووصيفتها والسلطان وجواريه . , والعروس كثيرا ما توفق في احراز هذا الامر لأنها تنطلق في ذلك من قناعات مسبقة واجواء مفروضة حيث تعتبر الطرف الاضعف والمحتاج الى شهادة الآخرين .

ب‌- الإحساس بالاقتطاع :

إن الابن هو ثروة الحياة والأمل المنشود فهو  بوجوده الكلي متعاون مع اهله وذويه ... ومطيع لهم ومنفذ لرغباتهم , ولطالما كان الفارس مكان ابيه سواء في نزهة ... او زيارة ... او بذل مال ... او في سهر على صحة مريض ... وهو اليوم بحكم الواضع الجديد على خلاف الأمس فلا بليله معهم ولا بصباحه ولا ماله بين ايديهم ولا خدماته , هذا الاقتطاع الجديد من حياتهم لا تفسير له الا من خلال عروسة حتى ولو لم تتحمل في ذلك اية مسؤولية , اتهامات ... افتراءات ... فهي بنظر الحماة وابتها تأسره بأساليبها ... تحركه كيفما شاءت ... هو ينفق بلا هوادة ... هي تدفعه نحو اجله ... الى اخر ما هنالك من تصورات يائسة , ولن يدوم الوضع مراقبة وتسجيلا لينفجر مناقشة واستجوابا حادا من قبل الحماة ومن حولها , ولن تفلح في بداية الامر بجذب ابنها لصالحها حيث لن يتخلى بسهولة عن عواطفه وأحاسيسه ولا بجر العروس الى الصراع حيث تعي جيدا اثر ذلك على حياتها , ولكن هذا الفلاح في مواجهة المشكلة سوف يتصدع اذا برزت امارات التناقض الزوجي بحكم طبيعة كل علاقة بين ثنائيين في طول الزمن , فالموقف غدا اكثر حساسية فالأم الظالمة بالأمس هي المحقة اليوم والمشكلة الصغيرة بالأمس هي المعقدة جدا في الغد , تبدا رياح الازمة بتحطيم مفردات الحياة حيث تستغل الحماة الفرصة المؤاتية لإشباع ذاتها من الخاطف الجديد لأغلى قطعة من الحياة , كان هناك استعراضا عن أحداث واقعية تحصل مع العرسان في بداية حياتهم الزوجية والاسروية ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهم اخوتنا واخواتنا الصبر ورحابة الصدر في بناء الأسرة الصالحة والسعيدة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.