المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

السيد فتاح السّرابي
28-7-2016
علي خير البرية
30-01-2015
التركيب العام للبذور
13-2-2017
الحديقة المائية
2024-08-01
مفهوم التنور العلمي
2-2-2021
المفاعلات الحيوية و انتاج الميثان
10-10-2016


طرق معالجة الحسد عند الطفل  
  
2598   11:36 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص324ـ327
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

لا يمكن إخماد جذوة الحسد في الطفل عبر الإجبار والضغط، وإن امكن ذلك فسينجم عنه معاناة الطفل من الإضطراب والقلق وحينئذ لا يقل لسانه ضرراً عن الحسد.. كما انه لن يخفي حينها ضجره ونفرته من أولياء الأمر وهو ما يصعب معالجته وربما يتسبب فيما بعد بتبلور شخصية مضطربة ورؤى خاطئة ومغلوطة في الطفل.

وفي عملية الإصلاح والمعالجة لا بد من مراعاة نقاط عديدة اهمها:ـ

1ـ تفهيم وتوعية الطفل: لا شك ان توعية الطفل وتفهيمه بأنه لا زال محبوباً وأن المحبة التي يحظى بها المولود الجديد إنما لعجزه وحاجته لها ستساهم الى حد ما في إصلاح تفكير الطفل الحاسد.. ينبغي للوالدين ان يتعاملان بأسلوب منطقي مع هذه الحالة في الأطفال لا بالضغط والتهديد، وعليهما ان يفهما الطفل ان خوفه في غير محله.

2ـ مراعاة العدالة: تعد مراعاة العدالة مع الأطفال من الطرق العملية في تعديل وإصلاح الحالة، فالأم والى جانب إهتمامها بالمولود الجديد عليها ان تخصص جزءاً من محبتها لباقي أطفالها حتى يقل الشعور بالحسد لديهم الى الحد الادنى، كما ينبغي تجنب المقارنة فيما بينهم.

3ـ المحبة في الوحدة: تمنح المحبة والحنان في الخلاء الهدوء والسكينة للطفل.. يحتاج الطفل في بعض المواقف الى الإنفراد بمحبة والديه وأن يقرباه الى جانبهما ويمسحها على رأسه ووجهه ويواسياه حتى يشعر الطفل وكأنه الولد الوحيد للعائلة وأنه المنفرد بمحبة والديه.

4ـ الوثوق من المحبة: ينبغي العمل على ان يشعر الطفل في نفسه بأن الوالدين لا يزالان يحبانه وان يتلذذ بهذا الاحساس، ولو قل إهتمامهما ورعايتهما له في هذه الايام فذلك لحاجة المولود الجديد لهما أو مشاغلهما الكثيرة.

5ـ إيكال العمل للحاسد: يمكن تكليف الطفل الحاسد بمهمة تتعلق بالطفل المحسود؛ كأن توكل الأم مهمة حماية وحراسة الطفل الصغير الى الطفل الحاسد وتدفعه للدفاع عنه وحراسته أو إعطائه قنينة الحليب ووسائل لعبة ويهدئه متى ما بكى.

6ـ جعل الطفل جريئاً: على الوالدين أحياناً العمل بما يشعر الطفل بالفخر، مثل ان يقولوا له بأنك قد كبرت وصرت قوياً أو تتحلى بالذكاء وتستطيع القيام بالعمل الفلاني بنفسك في حين ان هذا الطفل عاجز ويحتاج الى مساعدة الآخرين... يجب دفعه للفخر بأنه يمتاز على الطفل الصغير بعقله الاكبر.

7ـ تبيين اضرار العجز: لا بد من تفهيم الطفل بأن الضعف والعجز صفتان غير ممدوحتان، وعليه ان يفرح إذا ما انجز عمله بنفسه دون الإستعانة بالآخرين.

8ـ البديل: يلجأ الطفل في بعض الأوقات الى ضرب اخيه أو اخته الاصغر ويصب جام غضبه عليها، يحاول تأديبها فهي التي سرقت حصته من محبة الوالدين.. من الأفضل في هذه الحالات إعطاؤه دمية ليفرغ فيها عقده ويهدئ من حدة حسده عبر ضربها بيده أو بالأرض.

9ـ تحرير العقد: إن كبت مشاعر الحسد تضر بالطفل، ومن الضروري إخراجه من هذه الحالة كأن يسمح له بالتعبير عن ضجره أو ان يقول لوالديه بأنه لا يحب اخيه الصغير وإن هو فعل ذلك لا ينبغي ان يواجه بالتنبيه والضرب بل يجب مقابلته بهدوء ورويّة وزرع محبة الطفل الصغير في نفسه وإيجاد حل لوضعه.

10ـ لا امل له في الاذية: يجب في كل الاحوال قطع الطريق عليه وعدم السماح له في ان يفكر أو يقدم على اذية الطفل مثلما انه لا يسمح لأحد بأذيته.

ـ تذكير :

هناك ملاحظات يستلزم مراعاتها في عملية إصلاح وتأهيل الأطفال على صعيد خصلة الحسد، اهمها:ـ

1ـ ينبغي عدم وضع الطفل في المحاذير الأخلاقية وعدم إجباره على أن يحب الطفل الجديد، فمحبته لهذا الجديد يجب أن تكون من منطلق عقلائي ومنطقي.

2ـ لا يطلب من الطفل ان يعطي وسائل لعبه للأصغر والصحيح هو ان يتم التصرف بما يمهد لهذا الأمر حتى يندفع الطفل لإعطاء وسائل لعبه عن رغبة.

3ـ إعداد الطفل نفسياً قبل قدوم المولود الجديد؛ كأن يقال له بأنه سيكون هناك من سيلعب معه.

4ـ لا يمكن إخماد جذوة الحسد بالإجبار والضغط خاصة وان ذلك اسوأ بكثير على نفس وروحية الطفل من الحسد.

5ـ من غير الصحيح محاسبة الطفل على بعض الاخطاء ومسامحة آخر على نفس الاخطاء.

6ـ إن لجاجة الطفل الصغير وبكاءه ودلاله لا يعني الإقدام على محاسبة الطفل الاكبر، بل ان هذا الفعل يعد عاملاً لتوليد الحسد.

7ـ السعي إلى تشخيص النقاط الإيجابية في الطفل ومدحه بسببها.

8ـ تحفيزه من خلال القصص والمواعظ على تطهير نفسه من الحسد.

9ـ العمل على دفع الطفل الصغير للعب مع الاكبر.

10ـ مراعاة المساواة والعدالة مع كافة الأطفال.

11ـ عدم إظهار الوقوف الى جانب الطفل الاصغر عند مواطن النزاع.

12ـ على الوالدين ان لا يبخلا بمحبتهما وإهتمامهما الخفي بالطفل الاكبر حتى يكون الطريق مفتوحاً لإسداء النصائح وقبولها من الطرف الآخر.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.