المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Seeing is believing
9/9/2022
توليد السكريات Glucogenesis
19-6-2018
مريم بنت عمران مَثل ضربه الله لفاطمة ( سلام الله عليهما )
11/12/2022
وابل تعاقبي cascade shower
15-3-2018
تغذية النحل
30-3-2017
Vitamin A
12-12-2021


دية الضرب والعقوبة البدنية  
  
2732   01:34 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص291-294
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11/9/2022 1249
التاريخ: 20-2-2022 1710
التاريخ: 2023-03-06 2485
التاريخ: 2024-01-06 973

علاوة على الروايات الشريفة الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الأطهار (عليهم السلام) بخصوص المنع من ضرب الأطفال وابنائهم تؤكد الفتاوى الصادرة عن علمائنا الاعلام اعلى الله مقامهم على عدم جواز ضرب الطفل على وجهه وتغيير لونه لان تغيير اللون نتيجة الضرب توجب الدية.

نعم، اذا ارتكب الطفل احدى المعاصي يجوز ضربه ضربا خفيفا بحيث لا يصل حد وجوب الدية. وعليه يجب على الاباء والمربين والمعلمين ان يراعوا ذلك والا عليهم وجوب الدية. ولا تسقط الا بإرضائهم او حصول العفو منهم.

جاء في الرسالة العملية : (توضيح المسائل) لآية الله السيد حسين الطباطبائي البروجردي (قدس سره) ما يلي :

مسألة : (2816) اذا لطم على وجه احد باليد او بشيء اخر فاحمر وجه فديته مثقال ونصف من الذهب ( كل مثقال ثمانية عشر حبة) وان اخضر لونه فديته ثلاث مثاقيل، وان اسود لونه فديته ستة مثاقيل. ولئن تغير لون سائر البدن على اثر الضرب فاحمر او اخضر او اسود فديته نصف ما ذكر).

مسألة (2820) : اذا ارتكب الصبي احدى المعاصي الكبيرة جاز للولي او المعلم ضربة بمقدار التأديب ما لم يصل حد الدية.

مسالة : (2821): اذا ضرب صبياً إلى حد وجوب الدية للصبي، فلو مات الصبي فعلى الضارب ان يدفع ديته إلى ورثته. ولو ضرب الوالد ولده حتى مات كانت ديته لسائر الورثة وليس له شيء من الدية. انتهى

وبناء على ما تقدم يجب تجنب الخلق السيء  وان يلتزم الاباء والمعلمون والمربون بالأخلاق الفاضلة والاسلوب الحسن والتعامل الجيد وان لا يتجاوزوا الشرع الحنيف وان لا يصدر منهم اذى ولا يضربوا ازواجهم واطفالهم، وان يبتعدوا جهد الامكان عن كل خلق سيء، وان يضعوا قضية (سعد بن معاذ) نصب اعينهم ويعتبروا بها، وهي كما جاءت في (كتاب : الطفل بين الوراثة والتربية ص392):

( كان سعد بن معاذ احد صحابة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) المحترمين وعند وفاته مشى النبي (صلى الله عليه واله) بنفسه في جنازته حتى انه حملها على كتفه عدة مرات وحفر القبر بنفسه وشق له اللحد ودفنه فيه .. فلما وجدت ام سعد ذلك غبطته على تلك المنزلة فقالت يا سعد هنيئا لك الجنة فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) يا ام سعد مَه لا تجزمي على ربك فان سعدا قد اصابته ضمة.

وعندما سئل عن سبب ذلك ، فقال ( انه كان في خلقه مع اهله سوء) و ( الضمة : الضغط والعصر، ويقصد عصرة القبر، فقد ورد في الروايات : ان سوء الخلق مع العيال يوجب الضيق في القبر).

وعن رسول الله ( صلى الله عليه واله) انه قال:

( وان العبد ليبلغ من سوء خلقه اسفل درك جهنم)(1).

و( ان سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل)(2).

وعلى العكس من ذلك حسن الخلق فانه : (خلق الله الاعظم) حيث قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (حسن الخلق خلق الله الأعظم)(3).

وقال ( صلى الله عليه وسلم )(ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق)(4)

وقال (صلى الله عليه واله): (ان العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة واشرف المنازل وانه يضعف العبادة)(5).

وعلى كل حال فان الاب والمعلم الاجدر بهما والاولى ان يتصفا بحسن الخلق ليتمكنا من اداء رسالتهما التربوية والتعليمية على احسن وجه ممكن ، وان يكون العدل والقانون مورد اهتمامهما لان دوام الموفقية يكون في ظل الالتزام بالقانون والعدل:

وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) (العدل جنة واقية وجنة باقية)(6).

________________

1- جامع السعادات : ج1 ، ص295.

2- اصول الكافي في باب سوء الخلق.

3- جامع السعادات : ج1 ، ص296.

4- نفس المصدر السابق.

5- نفس المصدر السابق.

6- بحار الانوار:ج17،ص47.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.