المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02
اقليم المناخ السوداني
2024-11-02
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01

الفحم
30-5-2021
السيد محمد تقي بن عبد الرضا الموسوي
28-1-2018
Homotopic
12-5-2021
Mantoux Test
31-12-2018
الخواطر النفسانية و الوساوس الشيطانية
7-10-2016
الخصائص المميزة للشركة المساهمة
7-10-2017


الغفران المتبادل بين الزوجين  
  
2698   02:56 مساءاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص30-33
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

لن تكون المرأة في الغالب او في كثير من الحلات بحجم ادراك الرجل لأبعاد الامور وخلفياتها  فهو الذي لا تستثيره قضايا تافهة في حركة  الحياة بينما قد يثير الزوجة وخصوصا المتخلفة ثقافيا .

وهذه الناحية وبما هي مرتبطة بالطبع المودع والمخلوق طلب من الرجل ان يغفر لعروسه وان لا يعجل في المحاسبة الدقيقة , اذن في هذه الحالة على الرجل المغفرة وعلى المرأة الصبر , بل ان اخبار اهل البيت (عليهم السلام) عدت هذا الطلب في جملة الواجبات .. فقد روى اسحاق بن عمار انه سأله الصادق (عليه السلام) عن حق المرأة على زوجها قال : ( يشبع بطنها ويكسو جثتها وان جهلت غفر لها ) (1) , وفي مقابل ذلك لا بد لها من التعاطي معه بحسب ظروف الزوج حيث الزمته الشريعة السمحاء بتأمين النفقة .

وهي بدورها تستدعي مقدمات كبيرة من السعي والجهد ومن الخلاف اليومي حول شؤون العمل ومجرياته , فطوراً هو اجير محكوم وتارة هو تاجر حاكم وتارة وفير المال وتارة ينوء بأعباء الاعسار، وطوراً تغضب حقوقه أو تسرق امواله او يخونه الاجراء وطوراً هو في أتون المرض والمستشفى سواء لجهته الشخصية او لمن يعول , ويزيد الموقف حراجة انخراطه في المشاريع الاجتماعية والسياسية وهموم ذلك كله , فان هذه الضواغط لا يمكن قياسها مع ظروف المرأة العادية لو اردنا الزامها بما الزمها الله عز وجل فقط .

الصبر لا يمكن ان نتأمله كقيمة خلقية وعلى وتيرة واحدة وفي جميع الحلات ومع كل الافراد , ان الرجل بحكم ظروفه لا يمكنه ان يجاري المرأة اخلاقا وسعة وانسجاما وطاعة فهو يوما في جديد وتقلب وتأثر , ولعل هذا هو التفسير الانسب لتبرير التركيز الوارد في الشريعة الاسلامية السمحاء حول طاعة المرأة لزوجها , فقد ورد في بعض الاحاديث : ( لا تعصي له امرا .. ولو امرت احدا ان يسجد لاحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها ) (2) , كما لا بد من بيان فضائل الصبر بميزان الله وانعكاسه على حياتنا الأخروية , فقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) : (من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل اجر الف شهيد ) (3) , ولا نريد من بيان حسن الصبر على المرأة ان نقهرها به عبدا اسيرا ذليلا لأنك عرفت آنفا الموارد التي يحسن فيها ان تحل عقدة الزواج , فعن الباقر (عليه السلام) في جواب عن سؤال عن الصبر الجميل قال : ( ذلك الصبر ليس فيه شكوى الى الناس ) (4) .

ـ تنبيه ووصيه للرجل :

اما بالنسبة للرجل فيمكن التنبيه على امور :

أ‌- ان لا يكرر من بيان اخطائها بحيث يجعل ذلك مسبحة يومه فيخلق فيها ذل الانكسار والعقدة .

ب‌- ان لا يجعل الخطأ مقياسا لبرها والاحسان اليها بل يفر وجوده كعدمه .

ت‌- ان لا يثير ذلك امام انجالها او معارفها او اي واحد من الناس لأنه معول لا يرحم وذل قد يطول .

ث‌- ان يمارس هيبته امام الخطاب باسلوب ادبي لا يوحي بالتشجيع كما لا يوحي بالتسيب .

ج‌- ان يتقن فنّ التعويض امام كل اجراء وقائي قاس قام به .. اما بالهدية او بالنزهة او الكلمة الرقراقة ( مصحوبة بالحنية ) .

ح‌- ان يتجنب جدا طريقة الصدع حيث لا يجبر الكسر كتلفظه بألفاظ نابية يلغي فيها كل خدماتها واحسانها او يوحي لها ان زواجه منها كانت غلطة العمر لا تعوض , والله ولي التوفيق والاحسان .

ـ تنبيه ووصية للمرأة :

واما في ما يتعلق بالمرأة وصبرها فنسجل هنا الملاحظات التالية :

أ‌- ان لا تسرب شيئا من سلوكه غير المحمود وخصوصا الى امها .

ب‌- ان لا تترك واجباتها الشرعية او العرفية بمجرد اساءته بل ان عليها ان تبقى سيدة دارها اناقة وطيبا وتهذيبا وخدمة .

ت‌- ان تحاول ولو بالقبض على النار ان لا تجيبه إبان المشكلة في ظرف ينذر بالكارثة ..(اي الرد على الكلام في ساعة الغضب) وان تستفيد من نعمة الصمت كأحسن محاسب ومقرّع له بعد هدوء ثورته وهذا ما قضت به التجربة .

ث‌- ان لا تتثاقل امام اساءته عن خدمة ضيوفه ومعارفه مما يزيد في بواعث الفرقة .

ج‌- ان تحاول إبراز نفسها المقدرة لظروفه والمستعدة لمساعدته والوقوف بجانبه , فهذا سلاح حاد ومهم تجعله يفكر بهدوء .

ح‌- ان تقابل اساءته بسرد ماضيه الجميل وايامه الحلوة , فهذا سلاح اخر مما تجعله يخجل ويعيد النظر بما قاله .

خ‌- ان تزيد من حجم الاهتمام والانقياد كشريك يجيد غدارة المشكل بكل لباقة وحكمة .

_______________

1ـ الوسائل ج15 كتاب النفقات باب 1 حديث 3 .

2ـ موسوعة سنن الترمذي ج3 حديث 1188 .

3ـ اصول الكافي ج2 باب الصبر حديث 17 .

4ـ اصول الكافي ج2 باب الصبر حديث 2 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.