المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Square Pyramidal
27-4-2019
الدُّعَاءَ يَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ الْقَضَاءَ – بحث روائي
26-9-2016
الاربعون حديثا في المهدي عجل الله فرجه
4-08-2015
إعداد برنامج المكافحة الحيوية للحشائش
8-12-2015
حكم مئوونة القبض والإقباض للصدقة‌
24-11-2015
المعاد الجسماني
6-4-2016


وظيفة الام في التربية  
  
2589   01:21 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص141-142
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2020 2160
التاريخ: 2023-04-01 1270
التاريخ: 25-5-2022 1848
التاريخ: 15-8-2018 1799

تقع هذه الوظيفة على عاتق الام اولاً، فهي زوجة الشهيد وصندوق اسراراه ورفيقته لذلك فهي اولى من الآخرين في رعاية الحق، يجب ان تحمل الام رسالة زوجها الشهيد، وتسعى لنشر فكره وآرائه في المجتمع، وزرعها في قلوب ابنائه، فمن افضل وانسب من الام قدرة على اداء هذه الحق وتخليد هذا الاسم؟.

لا يعني كلامنا هذا بأن الآخرين لا واجب عليهم في هذا المجال، فرسالة الشهيد عامة وشاملة، والكل محاسبون ومسؤولون تجاهه وتجاه ذريته وهدفه، والآخرون مسؤولون ايضاً عن مساندة الام، وتقديم العون لها مع رعاية مبدأ الاقرب فالأقرب، وبعد هؤلاء يأتي تدور بقية الناس، وعلى مستوى اعلى الدولة فعلى جميع هؤلاء واجبات رئيسية ومهمة، وخصوصاً الدولة التي تعمل جاهدة على بناء جيل سليم.

ـ أسس تربيتهم :

لتربية هؤلاء أسس وركائز ينبغي الإلتفات اليها، واهمها:ـ

1ـ اتخاذ وتنفيذ تربية معينة يمكن من خلالها جعلهم الجيل الافضل، وليكن لديهم مؤهلات لياقة يستطيعون من خلالها تولي المناصب والمراكز الهامة والاساسية، وكان قائد الثورة الاسلامية الامام الخميني (رضوان الله عليه) يعنى بهذا الامر كثيراً.

2ـ فليعرفوا مكانتهم ومنزلتهم (ليدركوا انهم اثر اي جيل، وما هي قيمة ومعنى وجودهم وان لا يضحوا بمقامهم ومنزلتهم بثمن بخس).

3ـ القيام بجبران النواقص والعيوب في كل مجالات الابعاد الوجودية، لكي لا تمنع من رشدهم وتطورهم، وليتمكنوا من طي مدارج الرشد والكمال بشكل سليم وحسن.

4ـ اتباع طريق آبائهم واسلافهم، والاطلاع على واجباتهم وحقوقهم بما يليق بشأن الشهداء.

5ـ ان يتم بناؤهم على اساس ان يكونوا لاحقاً انموذجاً واسوة للجميع لما فيه خير وصلاح الامة والمجتمع الإسلامي.

ـ مجالات التقبل :

في الحقيقة إن الإنسان كائن مستعد ومتقبل للتربية، فهو يتقبل كل ما يوجه اليه ويلقى ويزرع في داخله. وربما لم ينضج نمو الطفل ولم يتقدم بالنحو المطلوب، بسبب العوامل الوراثية والمحيطية التي تؤثر بشكل سلبي عليه، ولكنه ليس بأمر عام، ولا يتعرض جميع الافراد الى ذلك، فالجوانب الفطرية وظروف الوسط العائلي وتوجيهات وتنبيهات الآخرين، ومدى توقع الناس والمجتمع منه، كل هذه الامور ستؤدي الى إعدادهم وتجهيزهم جيداً، ومن العوامل الأخرى: الملاحظات البينية، وطريقة التعامل، والتوقعات.

وعلى اية حال فالمهم هنا هو السعي الدؤوب والجهد المستمر بحسب الامكان والاستطاعة لبناء جيل يكون جديراً بأن يكون جيل ابناء الشهداء بشكل واقعي، جيل مناسب وسليم ونموذجي يتمتع بفضائل واخلاق عالية، دور الام هنا ايضاً في غاية الاهمية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.