المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



غذاء الام واثره في الجنين  
  
2276   08:40 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص114-118
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-5-2022 1617
التاريخ: 12-1-2016 2154
التاريخ: 7-1-2016 2505
التاريخ: 25-7-2018 2229

لقد ثبت علميا ان سلامة الجنين من سلامة امه, والعكس صحيح ايضاً لذا وجب الاهتمام بصحة الأم اهتماماً زائداً وبما ان الغذاء المتوازن الكامل يلعب دورا هاما في صحة وسلامة الام وجنينها وشقائه وسعادته، لذا وجب توفيره لها.

أضف إلى ذلك ان العلم الحديث يرى : ان للأطعمة الجيدة تأثيراً خاصا في صباحة وجه الطفل ورشاقة قوامه، ولون عينيه وشعره بل وفي كل مظاهره، لذا جاءت الروايات الشريفة الواردة عن الرسول الاكرم واهل بيته المعصومين (سلام الله عليهم اجمعين)، مؤكدة على تناول المرأة الاطعمة الجيدة والمتنوعة، ولم تفعل شان الاشارة إلى اثر الاطعمة والفواكه والخضروات، والبقول، واستعمال أنواع خاصة منها اثناء فترة الحمل.

فقد ورد عن النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) إنه قال:

(اطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه، التمر فان ولدها يكون حليما تقياً) (1).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) انه نظر إلى غلام جميل فقال : (ينبغي ان يكون ابو هذا اكل سفرجلا ليلة الجماع)(2)

وهناك حديث شريف آخر بشان السفرجل: (... واطعموه حبالاكم فانه يحسن اولادكم) (3).

وعن الرضا (عليه السلام) انه قال:

(اكل الرمان يزيد في ماء الرجل ويحسن الولد)(4).

وفي الوقت ذاته، ينبغي على الحامل ان تتجنب بعض المأكولات لأنها تجلب الضرر للجنين بعد الولادة كالتوابل والاطعمة الحارة، كالخردل والدارسين وما شابه ذلك.

يقول الدكتور سيد غياث الجزائري في كتابة بالفارسية (اعجاز خوراكيها) صفحة 153 ما نصه: ( ويصاب بعض الاطفال في الايام الاولى من اعمارهم بقروح وجروح تسمى (اكزما الاطفال) وهذه القروح لا تزول الا بعد ان تؤذي الوالدين لمدة طويلة، وهي ناتجة من سوء تغذية الأمهات في ايام الحمل ، فان الام لو اكثرت من ايام الحمل من اكل التوابل والاطعمة الحارة كالخردل والدارسين وما شابه ذلك فالطفل يُصاب بالأكزمة).

وقال ايضاً في صفحة 176:

(ان الفواكه والخضروات التي تحتوي على فيتامين B  تعتبر العلاج القطعي للكنة اللسان. والام التي تتناول من هذه الفيتامين ايام حملها فان جنينها يأخذ بالتكلم مبكراً ولا يصاب باللكنة)

وقال في صفحة 77:

( ان المشروبات الروحية تعتبر خطرة جدا للحوامل لأنها بغض النظر عن التسمم الذي توجده، تهدم الفيتامينات التي تحتاجها الام والجنين ايام الحمل فينشأ الطفل ناقصاً ومشوهاً).

وقال في صفحة : 318:

( ان تناول الاطعمة الفاسدة واللحوم بالخصوص تؤدي إلى التسمم وجعل لون الجنين داكناً مائلاً إلى الاصفرار).

وبناءً على كل هذا، وتجنباً لكل الاضرار والاخطار قدم الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته المعصومين (عليهم السلام) النصائح تلو النصائح فيما يجب على الحامل ان تتناوله من اطعمة ومشروبات وما تتجنبه منها ، حرصا منهم (عليهم السلام) على سلامتها وسلامة جنينها وبالتالي سلامة طفلها وخصوصا السلامة حين الولادة.

وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك اجمل تعبير حيث قال في حق يحيى بن زكرياً ( عليه السلام) {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ}[مريم: 15] وقال ايضا على لسان عيسى بن مريم(عليه السلام): {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ}[مريم: 33] .

والسلام هنا يعني: عموم العافية والطهارة الشاملة للروح و البدن.

ولا شك فان لسلامة المولد قيمة لا تضاهى, لأنها السبب الأول في نشوء طفل مستوٍ مبارك يتفاعل مع الحياة ، ويقدم لامته التضحيات في كل المجالات المادية والمعنوية ان لم يكن هناك عائق قهري.

(وكان الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) اذا بشر بولد لم يسأل اذكر هو ام انثى بل يقول اسوي فاذا كان سويا قال الحمد لله الذي لم يخلقه مشوها)(5).

وطبيعي ان أي اذى او الم او خسارة ستلحق بالطفل ، والام والاسرة والمجتمع على حد سواء عندما يولد الطفل مشوهاً. فالحمد لله على تمام الخلقة وحسن التقويم.

_____________________________________________________

1ـ مكارم الاخلاق : ص86.

2ـ مكارم الاخلاق : ض88.

3ـ نفس المصدر السابق.

4ـ وسائل الشيعة:ج25، ص154.

5ـ مكارم الاخلاق:ص119.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.