المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أنماط جغرافيا الانتخابات
14-1-2022
المـخاطر القطريـة
6-7-2019
الكستناء
7-3-2016
الآقا رضا ابن الميرزا علي نقي ابن المولى محمد رضا الواعظ الهمذاني
16-8-2017
علم احياء النفط المجهرية Petroleum Microbiology
23-7-2019
August Yulevich Davidov
12-11-2016


صفات المربي : الحرص  
  
2612   11:51 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص18-20
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

 وهو مفهوم تربوي غائب في حياة كثير من الأسر، فيظنون أن الحرص هو الدلال أو الخوف الزائد عن حده والملاحقة الدائمة ومباشرة جميع حاجات الطفل دون الاعتماد عليه , وتلبية جميع رغائبه .

والأم التي تمنع ولدها من اللعب خوفا عليه , وتطعمه بيدها مع قدرته على الاعتماد على نفسه  والأب الذي لا يكلف ولده بأي عمل بحجة أنه صغير كلاهما يفسده ويجعله اتكاليا ضعيف الإرادة , عديم التفكير , والدليل المشاهَد هو : الفرق الشاسع بين أبناء القرى والبوادي وبين أبناء المدينة (1) .

والحرص الحقيقي المثمر : إحساس متوقد يحمل المربي على تربية ولده وإن تكبد المشاق أو تألم لذلك الطفل . وله مظاهر منها :

(أ‌) الدعاء : إذ دعوة الوالد لولده مجابة لان الرحمة متمكنة من قلبه فيكون أقوى عاطفة واشد إلحاحا (2) ، ولذا حذر الرسول (صلى الله عليه وآله) الوالدين من الدعاء على أولادهما فقد توافق ساعة إجابة .

(ب‌) المتابعة والملازمة : لأن العملية التربوية مستمرة طويلة الأمد , لا يكفي فيها التوجيه العابر مهما كان خالصا صحيحا (3) ، وقد أشار إلى ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) حيث قال :(الزموا أولادكم ... واحسنوا آدابهم)(4) .

والملازمة وعدم الغياب الطويل عن البيت شرط للتربية الناجحة , وإذا كانت ظروف العمل أو طلب العلم أو الدعوة تقتضي ذلك الغياب فإن مسؤولية الأم تصبح ثقيلة , ومن كان هذا حاله عليه أن يختار زوجة صالحة قوية قادرة على القيام بدور أكبر من دورها المطلوب .

_____________

 انظر : كيف نربي أطفالنا ، محمود الاستنابولي : ص 62 – 63 .

2- انظر : منهج التربية النبوية , محمد نور سويد : ص 322 .

3- انظر : منهج التربية الإسلامية محمد قطب : ص 285 .

4- أخرجه ابن ماجه في كتابه الأدب , باب بر الوالدين والإحسان إلى البنات : 2/1211 ورقم الحديث 3671 , ولفظه ((أكرموا أولادكم أحسنوا آدابهم)) ، وقد ضعفه الجزائري في كتابه مناهج المسلم : ص 91 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.