المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اهمية حليب الام  
  
2123   01:29 صباحاً   التاريخ: 10-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص193-197
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 2669
التاريخ: 10-1-2016 2199
التاريخ: 11-1-2016 2613
التاريخ: 21-4-2016 2244

ـ تغذية الطفل :

يجب على الام ويتوجب عليها ان ترضع طفلها وتستمر في ذلك سنتين كاملتين وهذا واجب على الام وحق طبيعي للطفل، منحه الله هذا الحق قبل الولادة، وهيأ له الارضية المناسبة لذلك، وكما يقول الخواجة نصير الدين الطوسي :ـ (الام هي السبب الاقرب في إيصال القوة للطفل واساس هيأته المباشرة في تربيته الجسمية بجذب المنافع اليه ودفع المضار عنه). ومن الناحية الاسلامية لا يوجد حليب افضل من حليب الام لطفلها (ليس لبن خير من لبن امه) – الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ويؤيد العلم الحديث هذا الكلام ايضاً، فحليب الام هو الحليب الطبيعي الانقى والافضل، وهو اكثرها فائدة للرضيع، ولا يسبب أي اختلال في مزاجه، وهو كامل الفيتامين، ومناسب للطفل بشكل كبير، ولا يمكن لحليب الاخريات او للحليب الحيواني ان يعوض عن حليب الام ويشبع الطفل ويرويه، وقد اثبتت الابحاث التي اجريت في قارة افريقيا الشمالية بأن اطفال المسلمين اقل إصابة بالأمراض العصبية من غيرهم، لأنهم يتغذون على حليب الامهات.

ـ اهمية حليب الام :

مهما كان مقدار حليب الام قليلاً فإنه ضروري لسلامة الطفل، وامتناع الام عن إرضاع طفلها فيه ضرر كبير لها، وقد اشير الى ان الامتناع عن الإرضاع هو احد عوامل سرطان الثدي.

ومن الناحية الإسلامية فإن اسمى الصفات الإنسانية تنتقل الى الطفل عن طريق امه وحليبها، لأنه فضلاً عن القيمة الغذائية لحليب الام فإن له آثار نفسية وعاطفية ايضاً.

وعندما تقوم الام بإرضاع طفلها فإنها تقوم بإغراقه بالحب والحنان والعاطفة، مما يغني كيانه من الجوانب الروحية والعاطفية، ولأجل هذا فقد ورد في الفقه الاسلامي انه لو طلبت الام اجرة على إرضاعها لوليدها فلتعطى، وطبعاً لم ينس الاسلام ولم يغفل عن اجر الامهات في تغذية الطفل، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:ـ "النساء اللواتي يحملن ويلدن ويرضعن ويشبعن اطفالهن حباً وحناناً هم من اهل الجنة" (نهج الفصاحة).

وقد اوصى الإسلام أيضاً ان ترضع الام طفلها من كلا ثدييها، واعتبر الامتناع عن الارضاع ظلم بحقه، وفي الحقيقة، فإن العلاقة الحميمة بين الام وطفلها تتجلى بوضوح عند الإرضاع، وهذا بحد ذاته ذو اهمية كبيرة في إصلاحه وبنائه.

ـ حالات المنع عن حليب الام :

لما كان الاصل هو حفظ سلامة الطفل، فإن الام تمنع عن الإرضاع في الحالات التالية:ـ

إصابة الام بمرض السل. جرح حلمة الثدي واطرافها في حالة الإلتهاب (والتي يمكن معالجتها من قبل الطبيب)، ضمور حلمة الثدي، انخفاض وزن الام، وجود الامراض السارية والمعدية، الصرع، الامراض العصبية، فقر الدم، الجنون، الامراض القلبية. الربو، السل.. الخ.

وقد دلت الابحاث على انه ليس للغمّ والحزن اثر على توليد الحليب عند الام، ولكنه يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب تضييق مجاري خروج الحليب وحبسه في الثدي، ويؤدي هذا بدوره الى صعوبة حركة الحليب في مجاري الثدي، وبالتالي الى عدم إشباع الطفل.

وطبعاً لا يجب في هذه الحالة ان تمنع الام من الإرضاع، بل يجب ان نحل هذه المشكلة عن طريق رفع معنوياتها وتقويتها، وبشكل عام فإن الهدف هو الحفاظ على سلامة الطفل، ووقايته من الصدمات التي يمكن تفاديها ، كي لا يكثر من البكاء والصراخ، وليصبح محيط حياته سالماً واعصابه قوية ومتينة، ولكي لا يشعر بالنقص في مسيره المستقبلي.

ـ صفات المرضعة :

لو اضطررت يوماً لاستقدام مرضعة للطفل وحضانة له، فيجب ان تتوفر فيها الشروط التالية:ـ

- ان تتمتع بسلامة كاملة.

- ان تتمتع بنضج بدني قدر الإمكان.

- أن تكون حسنة الوجه.

- ان لا تكون مصابة بمرض معد.

- ان لا تكون مصابة بضعف النظر،

- ان لا تكون ناصبية.

- ان لا تكون يهودية، او مسيحية، او مجوسية.

- ان لا تكون مولودة من الحرام.

- ان لا تكون ذات خلق سيء.

- ان لا تكون حمقاء او بلهاء.

وقد ورد في روايات متعددة:ـ من الافضل ان تكون المرضعة جميلة الوجه، لأن لذلك اثراً كبيراً في حيوية الطفل وروحه ونشاطه، وبشكل عام فالأساس هو ان لا يُلجأ الى البحث عن مرضعة واستقدامها، الا عندما تكون الام في ضيق وظروف صعبة، وعند عدم تمكن الام من إرضاع وليدها الاسباب مقبولة شرعاً، وفي غير هذه الحالة فعلى الام ان تلتزم بواجبها، وعليها القيام بذلك.

ـ العناية في مرحلة الإرضاع :

الام هي اول شخص يقيم مع الطفل صلة وعلاقة، ويشعر الطفل باللذة والمتعة عندما يرضع من حليبها، وكل من يرى الطفل وهو يرضع من ثدي امه يدرك هذا الاحساس بشكل جيد، وتنشأ هذه اللذة من جلوسه في حضن امه وسماعه لدقات قلبها والحانه العذبة، ولهذا الامر اثر هام في تنمية عواطف الطفل، وقد اشارت الابحاث والدراسات إلى ان الاطفال الذين لم يكونوا في حجر امهم عند تغذيتهم ولم يشعروا بحرارة جسدها تظهر عليهم حالات من اللامبالاة، ونوع من فقدان الشهية، وضعف في الشخصية، وعجز عصبي، واضطراب وقلق مستمرين.

إن الهدوء في فترة التغذية ضروري للام، ويجب على الام ان تبتعد وتنأى بنفسها عن اجواء الاضطراب والفوضى، وان تمتنع عن الحركة والنشاط المجهد، بل عليها ان تعيش حياة طبيعية وسالمة، فالبكاء والنحيب لا يداويان اي الم، بل يُعرضان الطفل للمزيد من الصدمات ويزيدان من الم الام وشقائها.

ـ فطام الطفل :

مدة الرضاعة سنتان، ويمكن للأم ان تقلل ذلك ثلاثة اشهر، ولا يجب ان تدوم اكثر من سنتين، وقد أيّد الاسلام ذلك، واثبت العلم الحديث صحته، فقد اشارت التجارب الى ان الاطفال الذين رضعوا اقل من 21 شهراً غالباً ما يصابون بحساسية عاطفية وانفعال سريع، إنّ فطام الاطفال غالباً ما يترافق ببعض الصدمات والمشاكل، وتزداد هذه المشاكل وتتعاظم عندما يُفطم الطفل قبل حينه، والطفل غير قادر على تحمل فقدان تلك اللذة، وقد اشارت العديد من الابحاث بأن الفطام الفجائي يسبب حالة من الحدة والعصبية عند الطفل، وربما ادى الى مشاكل واختلالات عصبية ايضاً.

يجب منع الطفل عن الحليب تدريجياً وبشكل مبرمج ومنظم، وكذلك السعي طوال هذه المدة لإيجاد البديل المناسب، لذلك يجب ان نعطي الطفل فرصة يتمكن من خلالها من كسب الانس والالفة مع هذا البديل، والنسيان التدريجي للّذّة السابقة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.