المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

فرعون يُقتّل أبناء إسرائيل قبل بعثة موسى أم بعدها ؟
10-10-2014
إسرائيل بن أسامة بياع الزطي كوفي.
29-9-2020
الاتجاهات الثلاثة في تفسير المكّيّ والمدنيّ
27-04-2015
أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة
13-4-2019
The lack of splitting with -OH groups
15-9-2019
Axiom of Extensionality
27-12-2021


الأبوة الفاشلة  
  
2872   12:37 صباحاً   التاريخ: 8-1-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص37-45
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2021 2325
التاريخ: 2/9/2022 1542
التاريخ: 25-12-2020 1878
التاريخ: 10-1-2016 2411

فشل الأبوة في التربية وإدارة الأسرة هو يعود الى أسباب عديدة :

السبب الأول :

أسلوب الأب مع أولاده الذكور والإناث :

إن خصوصية الأولاد تفرض علينا تقسيم الأساليب الى نوعين :

1ـ الأسلوب المتبع مع الأولاد الذكور .

2- الأسلوب المتبع مع الأولاد والإناث .

النوع الأول :

أسلوب الاب مع أولاده الذكور وخلفيته

والكلام تارة في الخلفية والداعي وأخرى في الأسلوب : 

أما الخلفية :

والمراد بها الدافع والداعي الى اتخاذ موقف من الأولاد سواء أكان هذا الدافع سلبيا أم إيجابيا كما في نهي الولد عن شرب الدخان , فتارة يكون الدافع هو حب المصلحة للولد وأخرى يكون الدافع هو الانتقام منه نتيجة تحديه لقرار والده الحديدي .

وعند اختلاف الخلفية والداعي سيختلف الأسلوب في النهي ويتميز الكلام المستعمل فيهما فمثلا في الحالة الأولى سيتوجه الأب بحرقة ورقة , ويستعمل كل الاساليب الموروثة ويكررها بغية استجابة الولد لمطلبه , ومن الأفضل أن يطرح عليه القضية بأسلوب سؤال مثلا : ما رأيك في المعلومات التي تشير الى أن التدخين مضر بالرئتين 100% ؟ أو يقول له : ماذا تقول في أسرة تحتاج الى دواء وهي تصرف المال على التدخين ؟ وهكذا .....

أما في الحالة الثانية والتي كان الولد يتحدى فيها أباه فإن الأب سوف يغضب (في الغالب) ويستعمل الأسلوب القاسي والكلام الشديد أو المهين , وقد يستعمل العنف فيقوم بكسر علبة السجائر , وقد يتطور الأمر به الى ضرب الولد , وقد يكتفي بطرح الأسئلة السابقة ولكن بأسلوب السخرية .

ففرق بين الأسلوبين للفارق الذي بين الداعيين , لأن هذه الخلفية لها مدخل في الأسلوب وسوف تترك أثرا كبيرا عند الولد , فعندما يشعر الولد أن النهي كان بداعي الانتقام والعناد فإنه سوف يعارض والده حتى لو أتاه بأسلوب هادئ , وأما لو كان النهي بداعي الحب والغيرة فإن الولد سوف يشعر بالخجل ولو لفترة قليلة وسوف يأخذ ذلك بعين الاعتبار في ترك شرب السجائر .

وكذلك لو أخذنا مثلا آخر حول إصلاح الأب لفشل أولاده في الدراسة , فتارة يكون الإصلاح بداعي الخوف على مستقبلهم وكيفية مواجهة الحياة من دون شهادات تعليمية , وأخرى يكون الدافع والخلفية هي افتضاح الولد في المدرسة والذي سوف يؤدي الى افتضاح الأب أمام الناس أو في مجتمعه الخاص , وعليه فالأسلوب الذي سوف يصدر عن هذه الخلفية الأولى سيغاير الأسلوب الصادر عن تلك الثانية .

ـ وهكذا لو أخذنا مثلا ثالثا كما لو قام الولد بضرب اخته أو أخاه الصغير, فإن الخلفية التي يتحرك بها الأب للدفاع عن أولاده ستؤثر على أسلوبِه , وأسلوبُه سوف يؤثر على الولد الضارب بل وعلى المضروب , فإذا كانت الخلفية الحب والعطف وحماية الأولاد والعدل بينهم فإن الضارب سوف يخجل من نفسه ويعرف قيمة عمله كما لو كان هو المضروب , خاصة إذا استعمل الأب الأسلوب الكلامي الهادئ وبين له خلفية العمل وأثره , وكذلك المضروب سوف يتأثر في الأمر ويحترم أباه يقدر أسلوبه وحيث يكون الأثر هو حل المشكلة على الأغلب .

أما لو كانت الخلفية هي الانتقام سواء أكان انتقاما من الضارب لعدم احترام أهله أم كان انتقاما للمضروب .

فإن الولد الضارب سوف يغضب ويعتبر تصرف الأب تمييزا له عن إخوته ولو في دائرة فهمه مما يؤدي الى كراهته وعدم الاستجابة الى ارشاداته .

وكذلك بالنسبة لبقية الأولاد فضلا عن المضروب , فعندما يرون تصرف أباهم بداعي الانتقام أو الكبرياء والعنفوان فإنهم سيتأثرون بذلك وتتولد عندهم قساوة قلب على والدهم وقد يتعاطفون مع الضارب .

إذا على الأب أن يفكر قبل الإقدام على أي عمل ويقف عند مثل هذه المحاذير .ثم لا بد من إلفات النظر الى أمر وهو أنه لا يوجد في البيت قاعدة عامة , لأن الحال يختلف من أسرة الى أخرى ومن بيئة الى أخرى ويختلف الحال بين المخاطِب والمخاطَب في مستوى الثقافة والوعي ومن ظرف لآخر .

إن الأب الذي يستعمل الاسلوب السلبي وبالخلفية الخاطئة إن كان لا يتمتع بصفات إيجابية بنظر أسرته لأنه لا يقدم الهدايا ولا يتصابى لصغاره ولا يشاركهم في الأفراح الجماعية كالذهاب الى رحلات مشتركة , فإن الأولاد سوف ينظرون للأب على أنه جلاد قاسي القلب , وقد يزيدهم ذلك عنادا ومعارضة , وهذا بخلاف من يتمتع بصفات إيجابية بنظر أسرته فإن أسلوبه أقل ضررا عندئذ .

وكذلك قد يختلف الحال في الولد ( الضارب والمضروب ) من شخص لآخر فالولد الذي قد تعود على ضرب الآخرين سوف يختلف الأسلوب معه وآثاره مع الولد الذي ارتكب هذا الخطأ لأول مرة ومن دون إصرار عليه .

وكذلك الظرف والموقف والمكان والوقت لها آثارها الخاصة في الأسلوب الناتج عن الخلفية . فإن الأسلوب السلبي يختلف حاله عما لو كان في مكان خال من الناس وكذلك الحال في صدوره أثناء الجلوس في ظرف خاص كالجلوس على مائدة الأكل فإنه على رُغم سلبيته سوف يضاف إليه المنع من الأكل , وهذا بنظر المؤنَّب قساوة قلب زائدة .

وكذلك سن الولد له تأثير عليه , فضرب الطفل الصغير أو إهانته تختلف عن حال ضرب أو إهانة الولد الذي له سبع سنوات , كما أن الأسلوب القاسي يختلف أثره السلبي بلحاظ المرحلة العمرية , خصوصا إذا ما اخذنا بعين الاعتبار درجة الجهل أو الوعي لديه .

ثم إن للخلفية مدخليه في الثواب والعقاب , فإذا ما كانت تربية الأب لأولاده قربة لله تعالى , فإن هذه الخلفية يثاب عليها الفاعل ومدعاة لتسديد الله تعالى له ولمن يعظه . كما أن الخلفية السلبية تكون محلا لمخالفة الله تعالى ولعدم تسديده سبحانه في الأسلوب .

أما الأسلوب المتبع :

قلنا سابقا إن الداعي والخلفية له تأثيره على الأسلوب الصادر من قبل الأب سلبا أو إيجابا  فداعي البغض يولد على الغالب أسلوبا بخلاف داعي الحب والمودة ومراعاة المصلحة .

إلا أننا سوف نسلط الضوء على الأسلوب وتأثيراته مجردا عن الخلفية فإن للأسلوب الفاشل أثره

السلبي في حد ذاته حتى لو كانت الخلفية حميدة والغرض من ذلك إلفات نظر الآباء أو الأمهات الى استعمال الأسلوب المناسب مع كل ولد , فقد يضطر الإنسان في العائلة الواحدة لاستعمال أكثر من أسلوب وطريقة مع أولاده , فمثلا عندما يكون الولد الصغير حساسا أو هادئا وأخطأنا معه ببعض الأساليب السلبية , فإننا في مقام العلاج والتصحيح ينبغي الحذر في مراعاة مشاعر هذا الطفل لخصوصيته التي تختلف عما لو كانت مع طفل يتمتع بالشجاعة والجرأة .

وعليه يمكن تقسيم الاساليب المتبعة والمعاشاة من قبل الاب في تربية اولاده الى عدة اساليب:

1ـ الأسلوب الانفعالي :

وهو الأسلوب الذي يصدر عن الأب نتيجة لردّة فعل على تصرف خاطئ من قبل الولد الصغير أو الشاب , كما لو شتم أو ضرب أو أسرع في حكم خاطئ أو فسر الكلام بما لا يناسب .

ـ خطورة الاسلوب الانفعالي :

وليعلم أن هذا الأسلوب شائع في التجارب الأسرية وأغلب الآباء يقعون فيه نتيجة الغضب وسرعة أخذ الحكم أو لأسباب أخرى.

فمثلا قد يقول الولد الصغير لوالده : كسرت المبراة أو ضيعت الممحاة أو اللعبة الفلانية وأريد بدلها أو ثمنها , فإن الأب إذا ما انفعل وقام بتصرف سريع كالسباب والتوبيخ الشديد أو عدم المبالاة لحاجة ولده وكأن شيئا لم يحصل , فإن الولد سوف يتأثر سلبيا بأسلوب والده الانفعالي وخاصة مع تكراره مما يدفع بالولد الى كبت ما في نفسه , والإعراض عن طلب الكثير من حاجياته المدرسية أو الترفيهية , مما له مردوده السلبي على هذا الولد , وإن اختلفت الآثار السلبية بحسب قدرة الولد على التحمل وعدمه .

ومثال آخر قد يقول الشاب لوالده : أريد دراجة جديدة أو هاتفا أو ثيابا رياضية أو كفوفا للتدفئة أو مالا أو غير ذلك من الحاجات , فإذا ما قام الأب نتيجة فهم متسرع أو معلومات مغلوطة أو ناقصة بردّ طلبه وتوبيخه , فلسوف يترك أثرا كبيرا على هذا الشاب الذي فهمه والده خطأ , وخاصة إذا ما تكرر ذلك إلا أن هذا يختلف من شاب الى آخر .

وعلى كل حال , فإن سلبية هذا الأسلوب على الولد ظاهرة لا شائبة فيها نعم قد تشتد وقد تضعف حسب المورد والحالات المختلفة .

ـ علاج الأسلوب الانفعالي :

إن العلاج يتم بتصحيح الخطأ الحاصل من قبل الأب بلحاظ ما فيه مصلحة لولده بغض النظر عن قيام الأب بالاعتذار أو إظهار فشله في التربية , وعليه إذن أن يقوم بعدة خطوات :

أولا : الالتفات الى مشاعر الولد الذي فشل أو أحرج نتيجة تصرف الأب .

ثانيا : عدم تكرار هذا التصرف معه .

ثالثا : الإحسان الى الولد والعطف عليه بعد هذه الحالة من قبل الأم أو الأب , ويكون الإحسان إليه مترافقا مع إبقاء صورة قداسة الأبوة في نظره ولو بالتماس عذر مبرر لتصرف الأب كما لو قلنا له إنه كان متبعا بمشاكل عدة . وفي نفس الوقت ينبغي للأب الاعتذار لأن له أداؤه التربوي العظيم في نفسية الولد .

نعم إذا كان الابن شابا كبيرا يعي الأمور وقد تبين له خطأ الأب , فإن كان الوسيط في المعالجة هي الأم فعليه شرح الموضوع أكثر وإظهار أنه كان له رأيه في المشكلة حيث أنطلق من حرصه عليه وعلى مستقبله , في حين أنه ينبغي اعتبار كأفضل أصدقائه وقد يخطئ لعدم عصمته . ولا ينبغي الكذب على الشاب في هذا الحالة لأنه يعرف الحقيقة ويفهم الأمور وسوف تترك هذه القضية انطباعا سيئا في نفسيته إن لم يبادر الى الحل .

وإن كان المبادر للعلاج هو نفس الأب فلا طريق له إلا المصارحة مع ولده الكبير الذي هو بمثابة أخيه وصديقه , والصديق عند خطئه مع صديقه يقوم بتوضيح الأمر والاعتذار , نعم بما أن للوالد حرمته فإن الاعتذار لا يكون بالقول بل بالتصرف المفهم لحب الوالد لولده وخوفه من ضلاله ليعلم أن خلفية الخطأ غير المتعمد من قبل والده كان التربية والتوجيه لا الكره والجهل والانتقام وإن كان الاعتذار له فوائده التربوية الجمة .

ومما لا شك فيه أن الشاب عندما يرى حسن التصرف من قبل الأب سوف يقوم هو بالمبادرة الى التقرب منه ونسيان ما حصل , ولسوف يترك هذا التصرف له أثرا إيجابيا عليه وعلى مستقبله وسوف يكبر ويعظم احترامه له وسيعتبره القدوة له التي يتأسى بها عند حصول أية مشكلة معه في المستقبل .

هذا بالإضافة الى الحب الذي سوف يزداد عند الولد والذي سوف يترجم على شكل بر لوالديه واعتناء بهما أكثر .

2- الأسلوب الهجومي:

وهو عبارة عن تصرف غير مسؤول من قبل الأب عند صدور الخطأ من ولده ,فيقوم بالهجوم عليه إما بواسطة الكلام القاسي منه أو القبيح المشتمل على السباب والصوت المرتفع , وإما بالضرب بيده أو بعصاه وحذائه .

والأسلوب الهجومي يشبه الأسلوب الأول الانفعالي في الخلفية والنتيجة وقد يكون ناتجا عنه الا أن الهجومي يزيد عليه في العدوانية والتعدي نتيجة الانفعال والغضب الزائد أو نتيجة زيادة قبح عمل الولد وتصرفه .

ـ خطورة الأسلوب الهجومي :  

إن الحالة الانفعالية المستلزمة للتعدي والعدوانية بغض النظر عن خلفياتها المبررة هي ذات مردود سلبي وخطير على الأولاد وغيرهم , وهو مما يتفاجأ به الأطفال والكبار كما ويدخل الأسرة في متاهات معقدة خصوصا مع التكرار , لأنه يورث العقد النفسية لدى الأطفال وحالة الخوف مما له أثره السلبي على الأولاد في مواجهة مشاكل الحياة , وقد ثبت تربويا أن الضرب بالخصوص لا يحل مشكلة بل يزيد المضروب عنادا .

ـ علاج الأسلوب الهجومي ضمن نقاط :

أولا : إن علاج الغضب يكون بإدراك أن الغضب المفرط هو حالة نارية محرقة تخرج الإنسان عن طوره الإنساني ,ولو نظر الغضبان في المرأة لرأى نفسه بصورة أخرى غير الصورة المعهودة لديه , ومن الناحية العملية على الغضوب أن يتذكر غضب الله وسطوته والنار التي أعدها لمن يرتكب مثل هذه الخصلة السيئة والمنكرة والتي ورد في الأحاديث أنها تأكل الحسنات , وتوقع الإنسان في كثير من المخالفات الإلهية , والغضوب قد تأتي عليه ساعة لا يعرف فيها ربه ويتنكر لكل القيم الأخلاقية والشرعية , فإذا ما تذكر ذلك عمل بكل ما في وسعه للجم حالة الانفعال والثوران في داخله , فإن كان قائما فليجلس وإن كان جالسا فليستلقِ على ظهره أو ليذهب ويسبغ وضوئه ويكثر من كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

ثانيا : إقلاع الاب عن هذا الأسلوب مع أولاده ويسعى لعدم تكراره , وتبديله بالأساليب الناجحة. ثالثا : الأم بما أنها تمثل النيابة عن الأب في كثير من الأمور وبما لها من دور عاطفي ينبغي

 أن تستحضر بحكمتها ما يتدارك غضب الأب وثورته على أولاده .

ولكن عليها أن لا تواجه الزوج في ساعة ثورانه , فمن جهة لا تحسس زوجها بأنها تواجهه ومن جهة تخفف عن الأولاد آثار غضبه , ولا ينجح في ذلك إلا الأسلوب الحكيم .

وحبذا لو طلبت الزوجة الأم بجلسة حوار ومناقشة بعد المشكلة الحاصلة وفي الوقت المناسب .

والأمر عينه إذا كان الأسلوب من قبل الزوجة فعلى الزوج تحمل المسؤولية ومنعها من اللجوء الى ضرب الطفل أو وضعه في حالة الفريسة التي تنتظر موتها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.