أوّل نصب الإبل خمس ، وفيها شاة‌ ، فلا يجب فيما دونها شي‌ء ، ثم عشر ، وفيه شاتان ، ثم خمس عشرة ، وفيه ثلاث شياه ، ثم عشرون ، وفيه أربع شياه ، وهذا كلّه بإجماع علماء الإسلام.

فإذا بلغت خمسا وعشرين ، فأكثر علمائنا على أنّ فيها خمس شياه إلى ست وعشرين ، ففيها حينئذ بنت مخاض (1).

لقول  علي عليه السلام : « في خمس وعشرين خمس شياه » (2).

ومن طريق الخاصة قول الباقر والصادق عليهما السلام: « في خمس‌ وعشرين خمس من الغنم» (3).

ولأنّ الخمس الزائدة على العشرين كالخمس السابقة ، ولأنّا لا ننتقل من الشاة إلى الجنس بزيادة خمس في شي‌ء من نصب الزكاة المنصوصة.

وقال ابن أبي عقيل منّا : في خمس وعشرين بنت مخاض (4) ، وهو قول الجمهور (5) كافة ، لأنّ أبا بكر كتب لأنس لمّا وجّهه إلى البحرين كتاب الصدقة التي فرض  رسول الله صلى الله عليه وآله : فإذا بلغت خمسا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض (6).

ومن طريق الخاصة قول الباقر والصادق عليهما السلام : « في كلّ خمس شاة حتى تبلغ خمسا وعشرين ، فإذا بلغت ذلك ففيها بنت مخاض » (7).

ونمنع الاحتجاج برواية أبي بكر، لجواز أن يكون رأيا له ، أو يضمر فيها زيادة واحدة ، وهو جواب الثانية.

وقال ابن الجنيد : يجب بنت مخاض أو ابن لبون ، فإن تعذّر فخمس شياه (8).

__________________

(1) منهم : السيد المرتضى في الانتصار : 80 والشيخ الطوسي في المبسوط 1 : 191 ، وسلاّر في المراسم 129 ـ 130 ، والمحقّق في المعتبر : 259.

(2) سنن البيهقي 4 : 93.

(3) المعتبر : 259 ، الفقيه 2 : 12 ـ 33 وفيه عن الإمام  الباقر عليه السلام ، والتهذيب 4 : 20 ـ 52 ، والاستبصار 2 : 19 ـ 56 وفيهما عن الإمام  الصادق عليه السلام.

(4) حكاه عنه المحقق في المعتبر : 259.

(5) المجموع 5 : 389 ، فتح العزيز 5 : 318 ، المغني 2 : 437 ، الشرح الكبير 2 : 482 ، بدائع الصنائع 2 : 26 ، بداية المجتهد 1 : 259 ، حلية العلماء 3 : 34.

(6) صحيح البخاري 2 : 146 ، سنن أبي داود 2 : 96 ـ 1567 ، سنن النسائي 5 : 18 ـ 19 ، وسنن البيهقي 4 : 85.

(7) الكافي 3 : 531 ـ 1 ، التهذيب 4 : 22 ـ 55 ، الاستبصار 2 : 20 ـ 59.

(8) حكاه عنه المحقّق في المعتبر : 259.