أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-3-2018
2110
التاريخ: 19-06-2015
2544
التاريخ: 8-2-2018
1709
التاريخ: 26-06-2015
2292
|
هو مالك بن الرّيب بن حوط من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ولد في أول دولة بني أمية ونشأ في بادية بني تميم بالبصرة.
كان مالك بن الريب جميلا لبّاسا وشجاعا فاتكا لا ينام إلاّ متوشّحا سيفه. وكان يقطع الطريق مع ثلاثة نفر هم شظاظ مولى بني تميم وأبو حردبة أحد بني أثالة بن مازن وغويث أحد بني كعب بن مالك بن حنظلة. فطلبهم مروان بن الحكم، وكان عاملا على المدينة (1)، فهربوا إلى فارس.
فلما ولّى معاوية بن أبي سفيان سعيد بن عثمان بن عفّان على خراسان (56 ه-676 م) لقي سعيد مالكا في طريقه فاستصلحه واستتابه ثم اصطحبه معه وأجرى عليه في كل شهر خمسمائة دينار. وترك مالك أهله وراءه في فارس. وكانت ولاية سعيد على خراسان أقل من عام، فرجع عنها ومعه مالك بن الريب. ولم يسر سعيد عن خراسان إلا قليلا حتى مرض مالك وأشرف على الموت فخلّفه وترك عنده مرّة الكاتب ورجلا آخر. فكانت وفاة مالك بن الريب في خراسان سنة 56 ه، في إبّان شبابه.
روى الاصفهاني لمالك بن الريب مقاطع من عشر قصائد (غ 19: 163-167) يبدو أن بعضها مطوّلات. وجميع هذه المقاطع وجدانيات في الوصف والحماسة. وشعر مالك بن الريب فصيح الالفاظ سهل التراكيب عذب، تغلب عليه «وحدة الموضوع»، إذ أن فيه وصفا سائرا وقصصا متعانقا.
المختار من شعره:
لما أشرف مالك بن الريب على الموت أظهر الاسف على مجيئه في جيش الغزو ثم أوصى صاحبيه (راجع الترجمة) بالطريقة التي يجب أن يتّبعاها في دفنه. بعدئذ تذكّر أهله وقومه وحلّل شيئا من نفسياتهم ورثى نفسه. قال الاصفهاني (غ 19:169) هذه القصيدة ثلاثة عشر بيتا، وما زاد على ذلك منحول. قال مالك بن الريب يرثي نفسه:
أ لم ترني بعت الضّلالة بالهدى... وأصبحت في جيش ابن عفّان غازيا
لعمري، لئن غالت خراسان هامتي... لقد كنت عن بابي خراسان نائيا (2)
تذكّرت من يبكي عليّ فلم أجد... سوى السيف والرمح الرّدينيّ باكيا
وأشقر خنذيذ يجرّ عنانه... إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيا (3)
ولكن بأطراف السمينة نسوة... عزيز عليهن العشية ما بيا (4)
صريع على أيدي الرجال بقفرة... يسوّون قبري حيث حمّ قضائيا (5)
ولمّا تراءت عند مرو منيّتي...وخلّ بها جسمي، وحلّت وفاتيا (6)
أقول لأصحابي: ارفعوني لأنني... يقرّ بعيني أن سهيل بدا ليا (7)
فيا صاحبي رحلي، دنا الموت فانزلا... برابية؛ إني مقيم لياليا (8)
أقيما عليّ اليوم أو بعض ليلة...ولا تعجلاني قد تبيّن ما بيا (9)
وقوما إذا ما استلّ روحي فهيّئا... لي السّدر والاكفان ثم ابكيا ليا (10)
وخطّا بأطراف الأسنّة مضجعي ...وردّا على عينيّ فضل ردائيا
ولا تحسداني، بارك اللّه فيكما...من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خذاني فجرّاني ببردي إليكما... فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
يقولون: لا تبعد وهم يدفنونني... وأين مكان البعد الا مكانيا (11)
ويا ليت شعري، هل بكت أمّ مالك... كما كنت لو عالوا بنعشك باكيا (12)
إذا متّ فاعتادي القبور فسلّمي... على الرّيم، أسقيت الغمام الغواديا (13)
فيا راكبا، إمّا عرضت فبلّغن... بني مالك والريب: أن لا تلاقيا (14)
وبلّغ أخي عمران بردي ومئزري...وبلّغ عجوز اليوم أن لا تدانيا (15)
وسلّم على شيخيّ منّي كليهما...وبلّغ كثيرا وابن عمّي وخاليا (16)
أقلّب طرفي فوق رحلي فلا ارى... به من عيون المؤنسات مراعيا (17)
وبالرمل منّا نسوة لو شهدنني... بكين وفدّين الطبيب المداويا (18)
فمنهنّ أمّ وابنتاها وخالتي... وباكية أخرى تهيج البواكيا (19)
وما كان عهد الرمل مني وأهله... ذميما، ولا ودّعت بالرمل قاليا (20)
وممن هرب من الحجّاج بن يوسف مالك بن الريب المازني أحد بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وفي ذلك يقول (الكامل للمبرّد، ليبزغ، ص 290) -ولكن هذا لا يتسق مع حياة مالك بن الريب-:
فإن تنصفونا، يال مروان، نقترب... اليكم، وإلاّ فأذنوا ببعاد
فانّ لنا عنكم مزاحا ومرحلا... بعيس إلى ريح الفلاة صوادي (21)
ففي الأرض عن دار المذلّة مذهب، وكلّ بلاد أوطنت كبلادي (22)
فما ذا ترى الحجّاج يبلغ جهده إذا نحن جاوزنا حفير زياد (23)
فلولا بنو مروان كان ابن يوسف، كما كان، عبدا من عبيد إياد
زمان هو العبد المقرّ بذلّة يراوح صبيان القرى ويغادي (24)
_________________________
1) كان مروان بن الحكم عاملا على المدينة من 41 إلى 49 ه (661-669 م).
2) غالت خراسان هامتي: اغتالت، قطعت رأسي، مت في خراسان. لقد كنت عن بابي خراسان نائيا: كنت قبل ذلك بعيدا عن خراسان (كان بإمكاني أن أتجنب المجيء اليها).
3) أشقر خنذيذ: حصان أشقر اللون خنذيذ (كثير العرق، كناية عن كثرة ركضه وسبقه للخيل). يجر عنانه إلى الماء: يذهب إلى الماء وحده لأن الدهر قتلني وحرمه اياي.
4) السمينة: مكان قريب من البصرة. بأطراف السمينة نسوة (قريبات لي) عزيز الخ: يصعب عليهن أن أموت غريبا في هذا المكان.
5) حيث حم قضائي: حيث دنت منيتي وحانت وفاتي.
6) مرو: عاصمة خراسان. خل جسمي: بلي جسمي، انحل.
7) سهيل: نجم جنوبي يرى في اليمن. يقر بعيني. . . أسر إذا رأيت سهيلا (لأن خراسان بلد شمالي لا يرى سهيل).
8) صاحبا رحله: الرجلان اللذان خلفهما سعيد بن عثمان مع الشاعر. انزلا برابية (مدة يسيرة) لأنني أنا سأمكث هنا مدة طويلة (سأبقى ميتا في هذا المكان).
9) اعتنيا بي هذا اليوم فقط أو هذا اليوم وقسما من ليلته. ثم لا تستعجلا موتي ودفني، إذ قد تبين أنني سأموت وشيكا.
10) السدر: نوع من النبات (المعقم: المطهر) يغسل به الميت منعا لسرعة فساد الجثة.
11) لا تبعد: جملة تقال في ندب الميت (لا تبعد عنا، لا يكن مكانك بعيدا عنا).
12) أم مالك: أم الشاعر. هل ستبكي أمي إذا بلغها خبر موتي كما كنت أنا سأبكي لو بلغني خبر موتها. والاوجه أن يكون المعنى: هل ستبكي أمي كما لو كانت تبكي لو رأت الرجال يرفعون نعشي أمام عينيها.
13) اعتاد المكان: جاء اليه مرة بعد مرة. الريم: الغزال الابيض (زوري القبور التي في بلادك وسلمي على الوحوش لأنك لا تستطيعين أن تسلمي على قبري فأنا غير مدفون عندك).
14) إذا عرضت: إذا أتيت العارض (اليمامة) من شرقي شبه جزيرة العرب.
15) -أعط أخي عمران أثوابي. عجوز اليوم: أمي التي أصبحت اليوم عجوزا (أو امرأتي).
16) سلم على شيخي: أبي وأمي (؟).
17) أقلب طرفي فوق رحلي: انظر إلى ما حولي. مراع: من يعتني بي.
18) فدين الطبيب المداوي: يفدين الطبيب الذي ينقذني من الموت بحياتهن.
19) وباكية أخرى: امرأته أو أخته (؟).
20) عهد الرمل: الأيام التي قضيتها في الرمل (مسكن قومي). قال: مبغض.
21) المزاح: الانتقال والابتعاد. العيس: النياق. الفلاة: البادية الواسعة. صواد: عطاش.
22) كذا وقعت الرواية في «أوطنت» بضم الهمزة وكسر الطاء؛ والاصح: «أوطنت» بفتح الهمزة وفتح الطاء (الكامل 290، السطر 15). -كل بلاد تمكن السكنى فيها تشبه بلادي الأصلية (وطني).
23) في القاموس (2:12): الحفير: القبر، والحفير: موضع بين مكة والبصرة. ولعله قناة حفرها زياد بن أبيه. -هل يبقى للحجاج بن يوسف سلطة عليّ إذا أنا هربت منه ثم جاوزت أطراف العراق؟
24) كان الحجاج معلما للأولاد. وتعليم الأولاد كان مهنة غير محترمة. يراوح صبيان القرى ويغادي: لا يكاد يصرفهم في المساء حتى يعودوا اليه غدوة (في الصباح).
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|