المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



جحظة البرمكي  
  
3888   12:55 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص424-426
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 3009
التاريخ: 26-12-2015 4886
التاريخ: 12-08-2015 1693
التاريخ: 29-12-2015 4011

هو أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد ابن برمك، كانت ولادته في شعبان سنة 224 ه‍.

كان أحمد بن جعفر هذا قبيح المنظر ناتئ العينين فلقّبه عبد اللّه ابن المعتزّ جحظة. و قد نشأ جحظة، على الرغم من غنى أسلافه، فقيرا محتاجا إلى العطاء يتكسّب بالشعر و الغناء و العزف على الطنبور من غير أن يستطيع تدبير معاشه. و لا شكّ في أن جحظة قد عمّر كثيرا فقد جاء في شعره ما يفهم منه أنّ سنّه زادت على التسعين (1). و كانت وفاته في شعبان سنة 324 ه‍ في جيل (2) أو في واسط (3).

خصائصه الفنّيّة:

كان جحظة البرمكيّ حسن الأدب كثير الرواية للأخبار متصرّفا في فنون من العلم كالنحو و اللغة و النجوم، و كان ظريفا مليح الشعر حاضر النادرة، كما كان حاذقا في العزف على الطنبور. و كان أيضا مصنّفا له كتاب الطنبوريين، كتاب فضائل السكباج، كتاب الترنّم، كتاب المشاهدات، كتاب ما شاهده من أمر المعتمد على اللّه، كتاب ما جمعه ممّا جرّبه المنجّمون فصحّ من الأحكام.

المختار من شعره:

- قال جحظة البرمكيّ في صديق له يرغب في قربه و سماع شدوه (غنائه) ثم لا يثيبه إلاّ بقوله له: أحسنت!

لي صديق مغرى بقربي و شدوي... و له عند ذاك وجه صفيق

قوله إن شدوت: «أحسنت، زدني» ... و بأحسنت لا يباع الدقيق (4)

- و قال في النسيب بفتاة تستكثر عليه أن ينام إذا كان يحبّها:

فقلت لها: بخلت عليّ يقظى...فجودي في المنام لمستهام

فقالت لي: و صرت تنام أيضا...و تطمع أن أزورك في المنام

- و قال في الرزق المقدور على الإنسان:

أنفق و لا تخش إقلالا، فقد قسمت...بين العباد مع الآجال أرزاق

لا ينفع البخل مع دنيا مولّية... و لا يضرّ مع الإقبال إنفاق

- و قال جحظة يصف حاله و يعرّض بأهل زمانه:

تعجّبت إذ رأتني فوق مكسور... من الحمير، عقير الظهر مضرور (5)

من بعد كلّ أمير الرسغ معترض... في السير تحسبه إحدى التصاوير (6)

فقلت: لا تعجبي منّي و من زمن... أخنى عليّ بتضييق و تقتير (7)

بل فاعجبي من كلاب قد خدمتهم... تسعين عاما بأشعاري و طنبوري

__________________

1) «هي التسعون قد عطفت قناتي. . . .» (معجم الأدباء 2:248) ؛ و راجع، تحت، ص 426.

2) جيل قرية أسفل (جنوب) بغداد (القاموس 3:353) .

3) واسط بلدة بين البصرة و الكوفة.

4) لا يستطيع الإنسان أن يعيش (يتغذى) بقول الناس له: «أحسنت!» ، بل يجب أن يدفعوا له مالا

5) مكسور (إحدى القوائم: يعرج-بفتح الراء) . عقير: معقور (مجروح جرحا مزمنا لا يندمل) . مضرور: به ضر (مريض، سقيم، ضعيف ضعفا عاما، عاجز عن الحمل و الجري) .

6) من بعد كل (حصان) أمين الرسغ: متين، قوي الرسغ (المفصل الذي بين حافر الحصان و قائمته) . معترض: يمر (يركض مسرعا) عارضا على جنب واحد (لكثرة نشاطه لا يستطيع راكبه أن يسيطر عليه) .

7) أخنى علي: جار علي، ظلمني (أفقرني و أتعسني) . بتضييق (مذاهبي في طلب الرزق) و تقتير (قلة رزقي من الأوجه التي أعمل فيها: التكسب بالشعر و بالغناء) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.