بول ما يؤكل لحمه ورجيعه طاهر عند علمائنا أجمع ـ وبه قال مالك ، وأحمد ، وزفر ، والزهري ـ (1)  لقوله عليه السلام : ( ما اكل لحمه فلا بأس ببوله ) (2) وأمر العرنيين (3) بشرب ألبان إبل الصدقة وأبوالها ، وطاف على راحلته وهي لا تنفك عن التلطخ بالبول (4) ، وقول  الصادق عليه السلام : « كلّ ما يؤكل لحمه فلا بأس ببوله » (5).

وقال أبو حنيفة والشافعي : إنّها نجسة (6) ،  لقوله عليه السلام : ( تنزهوا عن البول ) (7) ، وأتي بحجرين وروثة للاستنجاء فرمى الروثة وقال : ( رجس ) (8).

ولا دلالة في الحديث ، لإرادة  بول ما لا يؤكل لحمه ، جمعا بين الادلة ، وكذا الروثة ، على أن الرجس : المجتنب عنه ، وهو كذلك هنا.

وقال محمد بن الحسن : بول ما يؤكل لحمه طاهر ، وروثه نجس (9).

__________________

1 ـ المجموع 2 : 549 ، فتح العزيز 1 : 178 ، نيل الأوطار 1 : 60 ، بداية المجتهد 1 : 80 ، المحلى 1 : 169 ، المغني 1 : 768.

2 ـ سنن الدارقطني 1 : 128 / 4.

3 ـ عرينة : حي من قضاعة وقبيلة من بجيلة من القحطانية. « الانساب للسمعاني 8 / 435 ، معجم قبائل العرب 2 : 776 ، مختلف القبائل ومؤتلفها : 37 ، الإيناس بعلم الانساب : 156».

4 ـ صحيح مسلم 3 : 1296 / 1671 ، سنن الترمذي 1 : 106 / 72 ، مسند أحمد 3 : 198.

5 ـ الاستبصار 1 : 179 / 624 ، التهذيب 1 : 247 / 711.

6 ـ بداية المجتهد 1 : 80 ، المجموع 2 : 549 ، المبسوط للسرخسي 1 : 54 ، المحلى 1 : 168 ، بدائع الصنائع 1 : 61.

7 ـ سنن الدارقطني 1 : 127 / 2 ، كنز العمال 9 : 345 / 2236.

9 ـ سنن ابن ماجة 1 : 114 / 314.